جريدة النهار المصرية

مقالات

احمد كريمة كتب : كرامة الإنسان فى الإسلام

-

جاء الإسلام دين الله رب العالمين للعالمين ليكون أمة مسلمة وسطا آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر، داعية للإخوة العاملية على أساس من التعارف (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) وإلى العلاقات العامة على أسس من البر والعدل (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) وإلى السلام العالمى (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان) ، كما جاء الإسلام داعيا إلى كرامة الآدمى دون اعتبار بمعتقد أو لغة أو جنسية أو لون (ولقد كرمنا بنى آدم) والكرامة الإنسانية أصل أصيل فى الدين الحق يحافظ عليها الإنسان بنخوة وشهامة وغيرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه - وفى رواية دون أهله - فهو شهيد. ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون مظلمته فهو شهيد» سنن الترمذى  ، ويوقد الإسلام فى النفس حياة الكرامة وينعى على الذين يتجرعون الذل والمهانة، قال الله - عز وجل (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة).

فالكرامة الإنسانية سياج من الحرية والعزة والشرف والنبل، وحماية الدماء والأعراض والأموال وكلها قوام الحياة الإنسانية «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم».

«كل المسلم على المسلم حرام: ماله ودمه وعرضه» الكرامة الإنسانية عدم البغى والإستطالة على الإنسان بغير حق «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» عدم إذلال وامتهان الناس عدم إيذائهم عدم تحطيم معقوياتهم عدم إهدار كرامتهم. «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا» «يا أبا ذر أعيرته - أى بلال الحيشى بأمه! إنك امرؤ فيك جاهلية، خدمكم اخوانكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم مايغلبهم فإن كلفتموهم فاعينوهم».