جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب : مصر العنيدة ترشح السيسي!

-

مصر العنيدة تفرض إرادتها على الأصدقاء قبل الأعداء فهى تختزل قوتها الناعمة وصبرها الطويل وتاريخها الضارب فى اعماق الأرض ليخرج شعبها وسط التفجيرات والإرهاب والترهيب والتحالفات الشيطانية لأجهزة الاستخبارات لضرب وكسر الإرادة الشعبية ولكن يحدث العكس فيخرج شعبها الذى يحتاج إلى مجلدات سيذكرها التاريخ فى لحظات فارقة من تاريخ الأمم ليقول نحن هنا ..

 متحديا  الجميع ويفرض إرادته وخياره الاستراتيجى بأن المشير عبد الفتاح السيسى هو رئيس مصر القادم «ويسقط مقولة أن رئيس مصر القادم لابد أن يحظى بموافقة أمريكية وقبول  إسرائيلي» ويرسل الشعب رسائله للجميع «انتهى هذا الزمان فالقرار قرارنا والرئيس من سيرشحه الشعب شاء من شاء وأبى من أبى، ليسقط  المؤامرات والمخططات والادعاءات التى تحاول بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة أن تستبعد السيسى من ماراثون الترشيحات الرئاسية القادمة بعد عزل مرسى رجلهم الأول فى تنفيذ مخططاتهم ومصالحهم على حساب الشعب والأرض والوطن .

فمن خلال التهم والآله الإعلامية الإخوانية والأمريكية ادعوا أن السيسى انقلب على رئيسهم غير الشرعى ومرشدهم الذى استجاب إلى مطالبهم ولتسقط القدس وليشرد الشعب الفلسطينى ولتنتهك الحرمات وتباع الهوية المصرية فى سوق النخاسة الإخوانية الأمريكية الإسرائيلية فأصبح مرشدهم الحقيقى هو أوباما، والعارفة بالله آشتون التى تعتبر نموذجا لانحطاط القيم السياسية والأخلاقية للأسف الشديد فهى حاملة بريد لما يريده الأمريكان والإخوان ولتحترق مصر وليسقط شعبها فى حرب أهلية، مقابل أن تظل إسرائيل هى سيدة هذه المنطقة ولتذهب مصر إلى الجحيم ، وكما قالها كسينجر : «إن بقاء اسرائيل هو هدفنا وليذهب العرب إلى الجحيم ، فلنا الأرض العربية وما فى باطنها من بترول ، هذا حقنا وليس لهم حقوق لدينا».

وإزاء ذلك لم يكن فى عقل السيسى والمؤسسة العسكرية أن تتآمر لنيل الحكم لأن ذلك ليس من طبيعة وأخلاق الفرسان والضمير الوطنى للجيش المصرى الذى لم يتورط فى يوم من الأيام فى إحداث أى انقلاب على الحاكم لأنه ليس كالجيش التركى الذى تربى وترعرع على الانقلابات على حكام تركيا ، فلذلك كان الخيار الاستراتيجى للشعب المصرى فى كل ميادين التحرير بجميع محافظات مصر ، يدعو مع سبق الإصرار إلى ترشيح السيسى رئيسا لمصر فى أخطر مرحلة فى تاريخها ، لأنه أصبح بالنسبة للمصريين والعرب الخلاص  الحقيقى من وهم الإخوان وشركائهم ، وعلى رأسهم تنظيمهم الدولى الذى حاول ويحاول حتى الآن إرهاب الشعب المصرى من خلال قنابل هنا وهناك ومن خلال أناس باعوا دينهم وضمائرهم ووطنهم مقابل الحلم بالعودة إلى كرسى السلطة ، ولكن هيهات ، كان الشعب المصرى العبقرى لهم بالمرصاد فأسقط كل مؤامراتهم وقنابلهم وسياراتهم المفخخة ومحاولات إحداث الفتن والوقيعة ليقول لهم فى ذكرى ثورة 25 يناير فى دولة ميادين التحرير سنختار السيسى رئيسا رغم أنف الجميع خاصة الأمريكان والإخوان ومن يقف معهم، لأن ارادة الشعوب هى الباقية واأصوات العملاء إلى مزبلة التاريخ ، لأن الشعب المصرى علمهم ويعلمهم للمرة الرابعة على التوالى فى خلال أقل من عام بخروج ملايين المصريين معبرين عن إرادتهم .. ولكن مشكلة الإخوان والأمريكان انهم لا يبصرون ولا يقرأون تركيبة هذا الشعب الأبى الذى تصدى للتتار والهكسوس والفرنسيين والإنجليز لتكون الغلبة دائما للشعب المصرى الذى لا يقهر.

ولكن بعد ترشح السيسى واستجابته للإرادة الشعبية فى الشارع المصرى والشارع العربى ، يجب أن نصارح أنفسنا ونكون صادقين أن التركة ثقيلة والمسئولية كبيرة وما جرى خلال السنوات السابقة كان فيه تجريف للعقول والكفاءات والإنسان المصرى الذى شعر أنه خارج الخدمة ولم يجد من الحكام من يحنو عليه ، أو يشعر بحقوقه الآدمية أو يشاركه المسئولية من خلال كشف الحقائق والصراحة والصدق واحترام عقول الناس ، بل أصبح المواطن المصرى يشعر بالقهر والذل فى الحصول على لقمة العيش وعلى حياة كريمة بعيدا عن العشوائيات وكأنهم المهمشون فى الأرض ، لا يجدون  من أى رئيس أن يستمع إلى شكوى هذه الكتل الصابرة الصامتة التى تعتبر العمود الفقرى للشعب المصري.. فخرجوا بإحساسهم الوطنى  وتلقائيتهم ووعيهم الفطرى رغم همومهم يطالبون السيسى بأن يكون رئيسا لمصر لأنهم شعروا أن هذا الرجل صادق مع ربه ونفسه فازدادوا تمسكا به ووجدوا فيه الضالة المنشودة التى أرسلتها السماء إليهم لينقذهم من غياهب الإخوان والأمريكان ومخططات تقسيم الوطن ووجدوا فيه الأمل الحقيقى فى عودة مصر إليهم وأنه الرئيس العادل الذى سيعيد توزيع الثروة والسلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة للإنسان المصرى بشكل حقيقى ولذلك كان ذكاء هذا الشعب أن يستلهم مجددا من ذاكرته عبد الناصر الذى انحاز إلى الفقراء ولذلك نجد أن الشعب خرج فى كل محافظات مصر حاملا صور عبد الناصر والسيسى سويا هذا يعطى دلالة خطيرة ومؤشراً يحتاج إلى محللين وباحثين  ليربطوا بين عبد الناصر والسيسى فى الكاريزما المشتركة فى انحيازهم إلى شعوبهم ووقوفهم أمام الطغيان.

واللافت فى المشهد المصرى أن الشعب بفطرته لفظ النشطاء والمدعين الجدد على الفضائيات وكل من يتاجر بآلامه وهمومه ومشاكله ، فأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من حكم الشعب عليهم بألا يكونوا فى المشهد على الإطلاق بوصفهم عملاء الأمريكان والإخوان ويبيعون الوطن والإنسان المصرى مقابل الدولارات ، فلابد أن نعترف أننا أمام معركة حقيقية فى مواجهة الإرهاب ومحاولات تخريب اقتصاد مصر ومزيد من ضرب السياحة وشل حركة الإنتاج والحياة فى مصر حتى يثور الناس على السيسى عندما يصبح رئيسا لمصر ، ولذلك يجب على الجميع أن يؤمن بالقول والفعل بعيدا عن الشعارات أن المرحلة القادمة هى الأصعب ، ويجب على الشعب أن يتحملها ويقبل التحدى المفروض علينا داخليا وخارجيا  والتصدى لمحاولة ضرب وتعجيز الإرادة السياسية ، لأننا مقبلون على مرحلة يجب فيها أن يتوحد الشعب المصرى كله لمواجهة الطوفان القادم من الخارج لأنهم لن يستسلموا بسهولة  لأن مصر العنيدة هى الكنز الاستراتيجى للمنطقة والبلد المحورى للعالم وقد أفشلت مخططات أجهزة البنتاجون الأمريكى فى نشر الفوضى الهدامة على مستوى العالم وضرب عملية تمكين الإخوان من مفاصل مصر ومنطقة الخليج العربى بصفة خاصة  لتحقيق الحلم الصهيونى الأمريكى فى خلق وطن بديل للفلسطينيين لإنهاء القضية الفلسطينية وأسطورة أن القدس عاصمة فلسطين.

والكارثة عندما يتلاقى المشروع الفارسى مع المشروع الأمريكى فى ضرب المنطقة العربية بما يسمى حرب الشيعة والسنة فى المرحلة القادمة بعد أن فشل وسقط مشروع الشرق الأوسط الصغير والكبير على أيدى المؤسسة العسكرية ورمزها المشير السيسى وذكاء الشعب المصرى الذى وجد فى جيشه المصرى الذى أنقذه من الإرشاد والمرشدين والمخبرين فى بعض دول العالم التى أرادت أن تسقط مصر وتاريخها وموروثها وميراثها الحضارى الذى كتبه التاريخ على مر العصور ، فبالله عليكم هل يعقل ان تقف قطر وتركيا تلك الأدوات أو الذبابات الجديدة فى سماء المنطقة لتكون ألغاما فى طريق إرادة المصريين ورسم مستقبلهم واختيارهم «السيسى رئيسا لدولتهم»؟.. فهذه الأدوار القذرة من خلال تعليمات ساداتهم من الأمريكان والإخوان لن تسقط من ذاكرة المصريين ولابد من المحاسبة والمواجهة ولكن لكل حادث حديث ، ولكل مقام مقال ، فتوحد مصر وعبورها الاستحقاقات الدستورية والرئاسية ثم البرلمانية هى أولى طلقات المواجهة مع أصابع مرسى وأدوات أوباما وتعليمات بديع وأى بديع آخر، فالأيام القادمة هى أيام التحدى والمواجهة لمصر العنيدة وشعبها الذى حير وسيحير العالم فى المرحلة القادمة لأن أولى خطوات المواجهة هى استقلال القرار الوطنى وأن يكون الشعب هو المرجعية الحقيقية فى اتخاذ القرارات ، وأن يكون الرئيس القادم رئيسا للمصريين وليس أداة من أدوات الأهل والعشيرة والتنظيم الدولى والشيخ أوباما ، فالسيسى أصبح واقعا حقيقيا سيغير حتما واجهة التاريخ بأن يجعل من مصر رائدة فى كل المجالات بشبابها ورجالها ونسائها وأطفالها لأنه جزء من تراب هذه الأمة وحارس بوابة مصر والأمن القومى العربي.. والأخطر أنه جزء لا يتجزأ من ضمير هذا الشعب.. وتسلم الأيادى !.