جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : أملنا فى قطر لأننا فى خطر

-
فى وسط التزوير وشراء الأصوات والعبث بإرادة وأصوات أبناء مصر المنكوبة ولأننا نعيش فى خطر حقيقى جاء ضوء أبيض فى لحظة سوداء ليضىء لنا الأمل كشعب عربى أننا مازلنا أحياء وقادرين على المواجهة والتحدى وإثبات الذات أمام أقوى دولة فى العالم وهى أمريكا وكانت المواجهة والفرز على الهواء ليس فيه تزوير أو مجاملة لتفوز قطر كأصغر دولة عربية وإسلامية وشرق أوسطية عدداً ومساحة بتنظيم مسابقة كأس العالم عام ليخرج أوباما من مخدعه ليعلن أن هناك شيئا ما ضد أمريكا لتفوز عليها قطر ودعونا نتجرد من العواطف المريضة والمشاعر المشكوك فى توجهها ونقول كلمة حق لوجه الله لماذا فازت قطر بهذا الملف الرياضى العالمى الذى سيدخلها التاريخ الرياضى من أوسع أبوابه؟ لعدة أسباب أولاً أن هذا التحدى الكبير كان نقطة التقاء للعمل الجماعى بين أصغر مواطن قطرى حتى أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة والشيخة موزة اللذين عملا بروح قتالية وبشكل منظم وبتخطيط علمى وتفوقا على أنفسهم فى تلاشى كل الثغرات والأخطاء للدول التى لم توفق واستعانا بالخبراء والكفاءات فى تقديم رؤية إلى لجنة الفيفا جعلتهم فى حالة ذهول واندهاش ولا يمكن أن نقول إن الامكانيات والأموال هى السبب فى فوزهم، وردى عليهم ببساطة شديدة هل هناك دولة فى العالم أغنى وأكثر تقدماً وتسيطر على العالم شماله وجنوبه وشرقه وغربه مثل أمريكا وهل يمكن أن يجامل الاتحاد الدولى الفيفا قطر على حساب أمريكا؟أعتقد أن الملف القطرى جعلها تتفوق على أمريكا بفارق كبير ونحن فى حالة سعادة حقيقية لأنه لأول مرة فى التاريخ الحديث يتفوق العرب على أمريكا فى شىء لتجىء قطر برجالها ونسائها وشبابها ليعطوا الأمريكان درساً أنه مازال هناك ومضة عربية تضىء الطريق رغم السواد العربى فهناك رجال خططوا وفكروا ووضعوا كل الحلول والبدائل وهم عازمون على تحقيق الهدف والنصر الرياضى ليصيب الأصدقاء قبل الأعداء بالذهول فكيف تتجرأ قطر وهى أصغر دولة عربية على مجرد التفكير فى الدخول فى مواجهة مع الكبار ومع ماما أمريكا سيدة العالم وهناك للأسف الشديد دول عربية كبرى ما كانت تجرؤ على المواجهة فليس بالكم والكيف تتحقق الأمانى ولكن بالإرادة والصدق والشفافية يتحقق النصرصدقونا فضلت أن أكتب وأهنئ شعب قطر الطيب العظيم بهذا الانجاز التاريخى الذى يجعل دولة قطر حديث العالم لمدة يوماًولفت نظرى هذا التلاحم والمحبة الحقيقية بين الشعب وحاكمه الشيخ حمد بن خليفة وولى عهده تميم بن حمد المسئول الأول عن هذا الملف الخطير ورئيس اللجنة الأوليمبية القطرية وحمد بن جاسم رئيس الوزراء المكوكى الذى طاف كل دول العالم ليدعو إلى بلده من خلال منظومة عمل حقيقية فيها تبادل للأدوار بشكل جماعى وكذلك محمد بن همام نائب رئيس الاتحاد الدولى ولاننسى الدور الفاعل والمحورى للمرأة القطرية التى قادته بحنكة وخبرة الشيخة موزة بنت المسند التى أهداها أمير البلاد أمام شاشات العالم الكأس عندما فازت قطر، فهذه المرأة الذكية غيرت بشكل ايجابى وعملى وجه المرأة الخليجية وأعطت للعالم رسالة مضمونها أن المرأة القطرية و العربية تملك من القدرة والمعرفة والعلم كل شىء من أى امرأة فى العالمفللمرأة العربية منذ التاريخ الإسلامى دور اساسى فى كل القضايا والهموم العربية وكذلك ضربت الشيخة موزة بنت المسند المثل والنموذج العملى أنها كانت من ضمن عوامل الفوز بهذا الملف الكروى الخطير الذى يدغدغ مشاعر العالم أمام الساحرة المستديرة كرة القدمدعونا نقول إن الحلم ممكن أن يتحقق لو توافرت وتوحدت الإرادة والعزيمة فلابد أن نعترف بقدرة ووعى شعوبنا حتى نحقق الفوز والانتصار فى أى مجال سواء كان رياضياً أو ثقافياً أو عسكرياً ولكن هذا يعطى مؤشراً ومدلولا أن الأمانى لهذا الشعب العربى مازالت ممكنة أن تترجم إلى حقيقة على أرض الواقع فلو توحدنا كشعوب عربية ونست أو تناست الأنظمة العربية أن أوراق الحل لكل قضايانا فى يد الشعوب وليس فى يد أمريكا سنحرر القدس وفلسطين والجولان والجنوب اللبنانى، بالشعوب تحيا وتستمر الأمم، ووأدها وقهرها وحصارها يولد بركان الغضب والتمرد فاغتصاب الشعوب أخطر من اغتصاب الأوطان وربنا يستر