خبراء: لكل رئيس علامة.. ناصر ”كاريزما” والسادات ”بايب” ومبارك ”عنيد” ومرسي ”حب الطعام”

سرعان ما ينتهي صخب السياسة، وضجيج الأخبار المتعلقة بالرؤساء، ليبقى ملمح ما في شخصياتهم، أو ملابسهم، أو حتى طعامهم عالقًا بالعقل الجمعي للجماهير، يتم استدعاؤه بمجرد ذكر الاسم.
وهو ما شاهدناه مع رؤساء مصر السابقين، الذين ارتبطت ملامحهم الشخصية إلى حد كبير، بنشأتهم وأصولهم على اختلافها.
"الكاريزما" جمال عبدالناصر.. مسألة فسرتها أستاذ علم الاجتماع السياسي في كلية الآداب جامعة الزقازيق الدكتورة هدى زكريا، قائلة لصحيفة الراي الكويتية: كاريزما كلمة يونانية، ظهرت كوصف من أجل جمال عبدالناصر، فقد كان شخصية جاذبة لا ترى العين غيرها، هذه هبة ربانية، جعلته زاهدًا في ادعاء الهيبة، وبعيدًا عن كل أشكال الشراهة، كان يسافر الى الاتحاد السوفيتي ومعه جبنة قَريش وجرجير.
وما أن تذكر اسم الراحل محمد أنور السادات، حتى تستدعي العقول "البايب"، حالة تصفها الدكتورة زكريا بأنها "الحالة الأكثر تعقيدًا من بين الرؤساء.
وقالت: "السادات لديه أصول ريفية، وخلفية متواضعة، كافح وأصبح ضابطًا، لكن ظل فترة طويلة يعاني من الحرمان، مع ذلك أصبح من أشيك 10 رؤساء في العالم، حيث كان حرصه كبيرًا على ارتداء ملابس أصلية "سينييه"، وكنا كشعب في عهده نتبادل الحديث عن ملابسه وتفاصيله، ومنها البايب الذي يعد واحدًا من أعلى مستويات الادعاء في إظهار الأهمية".
و"أنا دكتوراه في العند"، قالها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عن نفسه، بفخر، مسألة فسرها البعض بأنها نتيجة طبيعية للخلفية العسكرية.
لكن الدكتورة هدى تضيف أسبابًا أخرى: "30 سنة حكمًا رسخت لديه أنه باقٍ إلى الأبد، كان صعبًا بالنسبة له قبول المعارضة، وأنه اعتاد الأوامر في دولة كانت الكلمة العليا فيها لمؤسسة الرئاسة".
واشتهر الرئيس المعزول محمد مرسي، قبل توليه السلطة، بأنه يأكل "البط" بانتظام، معلومة أثبتت الأيام صحتها.
فالجهاز المركزي للمحاسبات أعلن حسابات "البط والكباب والدجاج" التي وصلت 9 آلاف جنيه يوميًا، حتى داخل السجن يرفض مرسي تناول العدس والبرتقال، ويصر على تناول البط والفطير وشراء الدجاج من "كانتين السجن"، حالة وصفتها زكريا بأنها «جنون تناول الطعام".
أستاذ الاجتماع السياسي، حاولت تأصيل هذه الحالة قائلة: "صورة الغني عند الفقراء والفلاحين دائمًا، حتى في أفلام الأبيض والأسود هي أنه دائمًا يأكل الحمام والفراخ والبط والوز والفطير، ومرسي ينتمي إلى هذه الطبقة، كان ولايزال الطعام هو الاهتمام الأول بالنسبة له، يشبع بها نفسه وليس معدته فقط".

