جريدة النهار المصرية

مقالات

احمد كريمة كتب : معلم السلام المسيح- عليه السلام

-

فى الحياة الدنيا معلمون أطهار أخيار أبرار، يتحملون مصاعب ومتابع، ويتعرضون لشدائد ونوائب، وفى طلائعهم سيدنا المسيح - عليه السلام- فسيدنا معلم للخير والبر وللسلام والوئام، وللمحبة والمودة، وللنقاء والصفاء «ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح» متى 23 - 10 وذكرت أناجيل مهمة «المعلم» منها:- متى 26 - 18، مرقس 9 - 38، 10 - 35، لوقا 5 - 5، 8- 24، 45، 9 - 33، 38، 12 - 13، 17 - 13، يوحنا 1- 38، 4- 31، 6 - 25، 13- 13، تعاليمه أن الحياة الأبدية بتوحيد الله عز وجل والإيمان برسالة المسيح، وتوحيد الله ومحبته أعظم وصية، وتأصيل خلق «التواضع» من مكارم الأخلاق، ومحامد الصفات «وإذا واحد تقدم وقال له: أيها المعلم الصالح أى صلاح أعمل لتكون لى الحياة الأبدية، فقال له: لماذا تدعوننى صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله» - متى 19 - 16 وما بعدها، فالمسيح من كبار الربانيين الذين يعملون الخير والبر للخلائق، ويعطى مثلا لمخالفة إبليس فيما يعرف بتجربته مع إبليس - متى 4 - 1: 11

وتأتى آيات القرآن الكريم لتذكر طرفا من مهام ذلك المعلم المسيح - عليه السلام - فمن ذلك قول الله - عز وجل-: «إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والأخرة ومن المقربين. ويكلم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالحين» - الآيتان 45 وما بعدها سورة آل عمران، «وجعلنى مباركاً أين ما كنت وأوصانى بالصلاة والزكاة مادمت حيا. وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جباراً شقيا» الآية 33 سورة مريم، «ومصدقا لما بين يدى من التوراة ولأحل لكم بعض الذى حرم عليكم وجئتكم بأية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون»، الآية 52 سورة آل عمران، «ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذى تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون» الأية 62 سورة الزخرف، «ويعلمه الكتابه والحكمة والتوارة والإنجيل ورسولا إلى بنى إسرائيل» الآية 49 سوة آل عمران، «وقضينا على ءاثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وءاتيناه الإنجيل فيه هدى ونور مصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقلين. وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئلك هم الفاسقون، الآيتان 46 وما بعدها سورة المائدة.

بعض من كل، قليل من كثير، عن مهمات سامية لسيدنا المسيح - عليه السلام- معلم الخير، والبر، والإحسان، للخلائق فى كل زمان ومكان.

سيدى المعلم:- جئت والسلام، حللت والوئام، تناوى بالإخاء بين البشر، بحكمة ونوراينة، ومقابرة ومصداقية، فضربت المثل، وحققت الأسوة، وقدمت القدوة، أن معلمى الخير، يتحملون لأجل غيرهم، يتعبون ليرتاح الناس، يبذلون لإسعاد الخلق.

ستظل مسيح الخير ويسوع البر!، أتباعك فى حبات عيون المسلمين كنائسهم مصونة «ولولا دفع الله الناس بعضهم بعضا لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا»- الآية 40 سورة الحج-، وصحائفهم محفوظة «وءاتيناه الإنجيل فيه هدى ونور» - الآية 46 سورة المائدة، وإحسان الظن بهم مقرر إسلامياً «إن ذين ءامنوا والذين هادوا والصايئون والنصارى من ءامن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون»- الآية 69 سورة المائدة، «ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون إيات الله أناء الليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الأخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعمون فى الخيرات وأولئك من الصالحين وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين» - الآيات 113 وما بعدها سورة آل عمران «وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة»- الآية 27 سورة الحديد..

تلاقى لا تهاجر، اجتماع لا تدابر، وحدة لا تنافر، فى كنانة الله - تبارك وتعالي- مصر موئل الرسل والأنبياء عليهم السلام ومهوى الأولياء والصالحين والقديسين أبد الدهر.