شعبان خليفة يكتب : عندما يبيض الديك!!

فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011 وبعد تنحى مبارك عن رئاسة مصر دخلنا فى حوارات تصاعدت أحيانا إلى حد «الجدل» الذى وصل فى بعض الحالات إلى «مراء» والفرق بينهما معروف فالمراء هو طعن الإنسان فى كلام غيره؛ لإظهار خلله واضطرابه، لغير غرض سوى تحقيره وإظهار التميز والانتصار عليه، أما الجدال فهو رد كلام الخصم عن قصده الباطل، وهو مأمور به ما كان بالحسنى لإظهار الحق وقد جاء فى الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال
«أنا زعيم ببيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت فى وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت فى أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه « رواه أبو داود، فى كتاب: الأدب، باب:فى حسن الخلق، رقم الحديث: (4800).
ونعود إلى مابعد تنحى مبارك حيث كان الحديث يأخدنا أحيانا إلى مواصفات الحاكم المطلوب للمرحلة القادمة وكانت قناعتى ولا تزال أن الوطن بعد كل هذا الهباب والعذاب الذى عاشه وللإنصاف لا يزال يعيشه حتى الآن يحتاج إلى شخصية تشبه ذلك الصعيدى الذى دخل حظيرة الفراخ فوجد البيض قليل للغاية وكأن الفراخ أضربت عن أن تبيض فى ذلك اليوم فما كان منه إلا أن أتى بفرخة وظل ينتف ريشها وهى «تكاكى» متألمة كلما نتف منها ريشة ثم قال للفراخ سوف أتى غدا والفرخة التى لن تبيض ثلاث بيضات سافعل بها ما فعلت بهذه الفرخة وبالفعل حضر فى اليوم التالى فوجد الفراخ كلها قد باضت ثلاث بيضات وبعضها باض اثنين باستثناء أحداهم باضت بيضة واحدة وما أن أراد أن ينتف ريشها حتى صرخت قالت له « إحمد ربنا إنى بيضت بيضة أصلى أنا ديك « مصر فى حاجة لمن يجعل الديك يبيض لتتجاوز تردى اقتصادها أما المواطن فإنه بحاجة إلى أسد يؤمن أن كل المصريين أولاده قد يستخدم مخلبه لكن ليؤدبهم لا ليفترسهم وحتى يظهر ذلك الذى بمقدوره أن يجعل الديك يبيض ويستخدم مخلبه ليؤدب لا ليقتل ..حتى ذلك الحين ستظل مصر تتخبط وأهلها يتوجعون.