النهار
جريدة النهار المصرية

أهم الأخبار

العربي: التعاون العربي الافريقي لم يرتق بعد إلى مستوى الطموحات

نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية
-

 

شدد الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية على ضرورة  النهوض بالتعاون العربي الافريقي وتعزيز العلاقات المشتركة بين العالمين العربى والافريقي لتسوية النزاعات السياسية وتعزيز اقامة مجالات جديدة للتعاون تمس عصب التنمية  .

وقال الأمين العام للجامعة العربية في افتتاح المجلس المشترك لوزراء الخارجية العرب والافارقة الذي انطلقت اعماله اليوم بالكويت للتحضير للقمة العربية الافريقية الثالثة المقررة بعد غد ان  التعاون الأفريقي العربي حقق مجموعة نجاحات في تنسيق المواقف، ولكنه لم يرتق بعد إلى المستوى المؤسسي المأمول لأنه لا يزال بعيداً عن التشابك الصحيح للمصالح في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية، بالشكل الذي يقوي التضامن العربي الافريقي كصمام أمان لشعوب المنطقتين.

 

 وسجل العربى عددا من الملاحظات حول التعاون العربى الافريقى منها: ان تداخل الفضائين العربى والافريقى يثبت حرص الجانبين على اتباع سياسة متناسقة لتحقيق المصالح المشتركة ، وان موقف افريقيا الداعم لنضال الشعب الفلسطينى هو موقف يعكس لقاء ارادة الشعوب فى الاقليمين على التصدى للاحتلال والتمييز العنصرى ، وثالثها هو موضوع الانتشار النووى موضحا ان افريقيا منذ عام 1996 اصبحت خالية من السلام النووى وفقا للاتفاقية الموقعة فى هذا العام ، لكن العالم العربي مازال يسعى لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية ، معتبرا ان عدم انضمام اسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووى التى وقعت عليها الدول العربية يعرض مصداقية عالمية معاهدة منع الانتشار النووى..كما نوه  العربى في ملاحظاته باتفاق الجانبين العربي والافريقي على توحيد المواقف لاصلاح وتطوير الامم المتحدة .

 

ومن جهته  أعرب  نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية  الكويتي الشيخ صباح الخالد رئيس الاجتماع عن تطلع الكويت لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الافريقي ومن هنا جاء الحرص على الاتزام بعقد القمة فى موعدها والتحضير الجيد لها على مدى عدة أشهر ، مضيفا  ان انعقاد القمة بدولة الكويت يهدف لوضع العلاقة التاريخية بين الجانبين فى اطارها الصحيح واستثمار هذه العلاقات الوطيدة لتحقيق مصالح الشعوب مدركين ان عالم اليوم هو عالم التكتلات الكبرى والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.

 

واوضح فى كلمته الافتتاحية ان سكان الاقليمين العربى والافريقى يبلغون 1.2 مليار نسمة يمثلون 18بالمائة  من سكان العالم ، وان اجمالى الناتج القومي لهذه الدول يمثل 4.25 بالمائة  متفوقا على الناتج العالمى فى هذا الشأن..وقال انه يريد الانطلاق بهذا الجوار الهام الذى يتوسط الكرة الارضية ويقع فى قلب العالم تحقيقا للتنمية المنشودة..وشدد رئيس المجلس على ضرورة ترجمة شعار القمة" شركاء في التنمية والاستثمار"  الى واقع ملموس ينعكس خيرا على شعوب المنطقتين خاصة ان التقارير الدولية المتعلقة بالمنطقة اظهرت وجود فجوة هائلة فى تطوير البنى التحتية فى افريقيا ، كما شدد على اهمية دور القطاع الخاص فى عملية التنمية المستدامة.

 

ومن جانبه أكد الدكتور محمد عبد العزيز وزير خارجية ليبيا ممثل الرئيس المشارك السابق بالقمة وجود تحديات عديدة  تواجه الجانبين العربى والافريقى وهو الامر الذى يتطلب تطوير التعاون المشترك للتعامل مع هذه التحديات.

 وقال ان استراتيجية الشراكة التى اقرتها القمة الثانية فى سرت عام 2010 عكسها شعار القمة فى دورتها الثالثة "شركاء فى التنمية والاستثمار" ، وهى رسالة قوية للدفع قدما بالاقتصاد والاستثمار والمشاريع الربحية ذى المردود حتى تتحقق المنافع المتبادلة للشعوب الفضائين العربى والافريقى..وأضاف فى كلمته ان تنفيذ استراتيجية الشراكة للأعوام 2011 -2016 يتطلب توفير التمويل للبرامج والانشطة الواردة فى هذه الاستراتيجية وهذا يتطلب اعداد استراتيجية تمويل مناسبة من قبل صناديق التمويل المعنية وبمشاركة القطاع الخاص، موضحا  ان المنهج الاقليمي فى التعامل مع القضايا الاقتصادية والتنموية اثبت جدواه فى ظل توافر الارادة السياسية.

موضحا حرص  ليبيا الجديدة على تطوير علاقاتها مع محيطها العربى والافريقى.

 

ومن جانبه أكد رئيس وفد جمهورية الجابون السفير اسماعيل أولجي باعتبار بلاده الرئيس المشارك السابق بالقمة في كلمته  ان خطط العمل المشترك للتعاون الافريقى العربى يجب تنفيذها وتعبئة الموارد اللازمة لدفع التعاون وتدفق الاستثمارات لتحقيق التنمية المستدامة للشعوب العربية والافريقية، موضحا ان التزام الكويت بالتعاون العربى الافريقى يأتي فى اطار التعاون بين الجنوب والجنوب وهو أمر جيد.

كما أكد رئيس وفد الجابون تأييد بلادة لانشاء دولة فلسطينية مستقلة تعيش فى أمن وسلام داخل حدود آمنة ، موضحا تأييد بلاده تماما لمشروع القرار حول القضية الفلسطينية المطروح على القمة والذى يؤكد على أهمية حل للقضية.

 

ومن جانبه أكد وزير الدولة للشئون الخارجية فى موريتانيا أحمد ولد تكادى باعتبار بلاده نائب رئيس المجلس التنفيذ للاتحاد الافريقى ان المواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة قضايا تهم جميع الشعوب الافريقية والعربية خاصة مايتعلق بالاستثمار والتنمية المستدامة ودعم البنية الاساسية من نقل وطرق فى هذه الدول..وركز فى كلمتة على ما ورد فى التقرير المشترك للاتحاد الافريقى والجامعة العربية بشأن الانشطة المشتركة للتعاون بين الجانبين والخطوات الواجب اتخاذها لتذليل العقبات التى تواجه التعاون، مطالبا  بضرورة زيادة حركة التجارة والاستثمار معتبرا ان القمة الثالثة تمثل فرصة جيدة للنهوض بالعملية التنموية فى أفريقيا.

 

ومن جانبها أوضحت الدكتورة سوزانا دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقى ان الاجتماع التحضيرى الوزارى للقمة ينظر فى التوصيات التى اعدها كبار المسؤولين خاصة فى مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والنقل والبنية الاساسية والمعلومات ، موضحة ان القمة العربية الافريقية الثالثة تلتئم تحت شعار "شركاء فى التنمية والاستثمار" وتعقد فى ظروف متغيرة تشهدها عدد من الدول الافريقية والعربية ، واوضحت ان افريقيا تمر بمرحلة تحول حيث سجلت نموا فى المجال الاقتصادى ومؤشرات التنمية البشرية ، حيث ارتفع متوسط الأعمار فى افريقيا من 40 الى 60 عاما ، وانخفاض وفيات الرضع والامهات الى النصف وزيادة نسبة التعليم بين الفتيات فى افريقيا..وشدد الدكتور زوما على ضرورة تنويع المواد الافريقية من خلال التصنيع وليس فقط الاعتماد على تصدير المواد الخام وتقوية البنية الاساسية سواء كانت اجتماعية او تحتية وضرورة تأمين الغذاء وان تتحول افريقيا من مستوردين له الى مصدرين.

وطالبت بضرورة تنمية وتشجيع الاستثمار فى مجال الزراعة والمشاريع الاقتصادية والتنموية بما يعود بالفائدة على الطرفين.

واشادت فى ختام كلمتها بالتعاون القائم بين مفوضية الاتحاد الأفريقى والجامعة العربية فى اطار العمل معا لتنفيذ المشروعات المشتركة التى اقرتها قمة سرت 2010 فى اطار العمل المشترك، معربة عن املها في ان تتخذ قمة الكويت الاجراءات المناسبة للتعامل مع التحديات والعراقيل التى تواجه تنفيذ المشاريع المشتركة المقرر سلفا.