جريدة النهار المصرية

حوارات

الفريق رضا حافظ.. مشوار طويل فى خدمة الوطن

اسامة شرشر -

الفريق رضا حافظ وزير الانتاج الحربى والذى تخرج من الكلية الجوية عام 1972 و ترقى فى العمل العسكرى حتى رتبة الفريق وشغل منصب قائد القوات الجوية وكان أحد أعضاء المجلس العسكرى خلال ثورة 25 يناير واحد من الشخصيات التى تتميز بالمعرفة و الخبرة الكبيرة التى دفعت به لمنصب وزير الانتاج الحربى فى العام 2012 حيث  يشهد قطاع الانتاج الحربى فى عيده الأربعين الذى يتوافق مع شغله لهذا المنصب  أكبر عملية تطوير منذ سنوات طويلة .

حيث يملك الانتاج الحربى قدرات وإمكانيات هائلة  سعى الفريق رضا حافظ وزير الانتاج الحربى -  منذ توليه هذه المسئولية - لتوظيفها لخدمة الاقتصاد المصرى فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها .. والهدف من ذلك أن يوفر القطاع بديلا عن الأجهزة والمعدات المستوردة لتوفير العملات الصعبة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

      

 

 

 

وكما أكد الفريق رضا حافظ وفى أكثر من مناسبة فأنه لا تستطيع أى دولة مصادرة حق مصر فى انتاج احتياجاتنا من الأسلحة والمعدات طالما لا يخالف ذلك المواثيق الدولية. لكن هذا لا يمنع من طرح السؤال المهم .. لماذا تراجع دور وزارة الإنتاج الحربى فى السنوات الأخيرة  ؟  ولماذا لم يحقق أهدافه الطموحة التى كان عليها فى السنوات الأولى لأنشائه ؟ وهل الوزير " حافظ " ومن معه قادرون على النهوض بهذا القطاع ليحقق الأهداف الكبيرة المرجوة منه ؟ هذه الأئلة وغيرها عن الأنتاج الحربى وشخصية وزير نلقى الضوء عليه فى السطور التالية :-

فى البداية أؤكد على أن الفريق طيار أركان حرب رضا محمود حافظ محمد  يشغل منصب وزير الانتاج الحربى 12 أغسطس 2012  وهى فترة قصيرة للحكم على دوره فى مكان بهذه الضخامة يعتمد خطط واستراتيجات طويلة المدى لكن هذا لا يمنع من تقييم ما قام به فى قطاع الانتاج الحربى  منذ توليه المسئولية ولا يمنع أيضاً من قراءة فى فكر الرجل ورؤيته لمستقبل هذه القلعة الصناعية العملاقة التى يؤكد هو أن هناك خطط تطوير لها موجودة منذ سنوات لكن المشكلة هى البطىء فى تنفيذ هذه الخطط ، فى الوقت الذى كان يجب فيه الإسراع فى تنفيذها، بحيث نطوّر الصناعات العسكرية والمدنية التى يؤمَّن بها المجتمع المدنى ونساهم بها فى المجتمع المدنى، وكان لابد من المضى بخطوات أسرع، وهذا ما يقوم به الوزير  حاليا، وهذه الروح التى تم نقلها إلى كل العاملين فى قطاع الانتاج الحربى بهدف  تطوير المعدات المدنية والعسكرية لتتماشى مع العالم الذى نعيش فيه  وربما يسهم عمل الوزير السابق كقائد للقوات الجوية فى سرعة ودقة إنجاز هذه المهمة والتى مثل سابقتها ترتبط  بالأمن القومى المصرى ولم يكن الفريق رضا حافظ غريباً عن وزارة الانتاج الحربى، فقد كان بحكم موقعه كقائد للقوات الجوية كان يشغل أيضاً  منصب عضو بمجلس إدارة الهيئة القومية للانتاج الحربى، وبالتالى فإن هذه المهمة هى استكمال لمشواره فى خدمة الوطن والقوات المسلحة، وبالتالى فإنه عندما تولى مسئولية هذا القطاع كان على علم بمشاكله سواء التى تتعلق بالعمال أو بالمعدات والآلآت التى كانت بحاجة للتطوير أو التغيير ولهذا فإنه فور توليه المسئولية بدأ العمل على حل هذه المشكلات وإعادة ترتيب الأوضاع فى الوزارة والشركات التابعة لها، وهى مهمة صعبة فى ظل الظروف الاقتصادية التى كانت تمر بها مصر لكن الوزير لديه تصميم على انجاز المهمة التى ترتبط بالقوات المسلحة واحتياجاتها ارتباطاً وثيقاً.

مهمة وطنية

فمن المعروف أن وزارة الانتاج الحربى هى جزء من القوات المسلحة والهدف الأساسى لها كما يقول الفريق رضا حافظ  هو تأمين القوات المسلحة وتوفير احتياجات الجيش والشرطة من مختلف أنواع الأسلحة والمعدات، وهى مهمة وطنية لصالح هذا الوطن، ولا تؤثر على تأدية هذه المهمة أى أحداث أيا كانت، لأن التأثير سيكون مضرا للوطن، وجميع العاملين لم يتوقفوا عن المهمة الوطنية فى توفير احتياجات القوات المسلحة وبما يؤمن الأمن القومى المصرى بحسب تعبير الوزير فكما هو معروف فإن مصانع الانتاج الحربى تنتج الآن دبابات »إم 1 إيه 1« وهى إنتاج مصرى- أمريكى مشترك وتنتج فى مصر بالكامل. هذا كمثال وهناك كثير من المعدات تحتاجها القوات المسلحة تنتجها وتطورها مصانع الانتاج الحربى ، والدولة لا تبخل فى تقديم أى دعم فى سبيل تطوير المعدات، والقوات المسلحة تتعاون معها فى سبيل التطوير وتقديم احتياجاتها من المعدات والأسلحة، أما فائض الطاقة فتستغله المصانع الحربية فى صناعة المنتجات المدنية المشهود لها بالكفاءة من سنوات كثيرة، يجوز أنها قد تراجعت فى وقت معين ولكن حاليا تنهض بحيث تكون أكثر المنتجات منافسة وتوفر للمجتمع احتياجاته بأسعار مقبولة وعبر معارض متعددة فى النقابات وغيرها .

الهدف الرئيسى

و كما لا تعمل وزارة الانتاج الحربى بمعزل عن المجتمع والقوات المسلحة فإنها أيضاً لا تعمل بمعزل عن العالم  فقطاع الانتاج الحربى يتعاون مع دول متعددة لانتاج أنواع كثيرة من المعدات والأسلحة والذخائر سواء شرقا أو غربا بما يسهم فى تبادل الخبرات وتنوع المنتج بمختلف أنواعه سواء حربى أو مدنى و فى إطار هذا التعاون لا يستطيع أحد أن يمنعنا كما أكد وزير الانتاج الحربى  من انتاج احتياجاتنا من الأسلحة والمعدات التى ننتجها وفقا لاحتياجاتنا طالما لا تخالف المواثيق الدولية، فبالتالى ننتج أى شىء نحتاجه.. وحتى لو فى دولة منعت شىء معين هناك بدائل من دول أخرى، هذا غير وجود البديل المصرى، فنحن نريد مستقبلا خلال السنوات المقبلة بحسب تعبير الفريق رضا حافظ انتاج كل احتياجاتنا بصورة كاملة، وهو الهدف الرئيسى انتاج احتياجاتنا باعتماد كامل داخل مصانعنا لأن لدينا الإمكانيات الفنية والبشرية والمعدات بحيث نحقق الهدف الرئيسى بالاعتماد على أنفسنا فى السنوات القادمة.

تعاون

وتتعاون وزارة الانتاج الحربى مع مختلف الوزارات والمحافظات لتلبية احتياجاتها للتقليل من الاستيراد من الخارج و فى هذا الصدد تتعاون  وزارة الانتاج الحربى مع وزارة البيئة فى مصانع تدوير القمامة والتخلص منها لانتاج السماد وكذلك توفير سيارات قالبة للقمامة، أيضا تتعاون مع وزارة الصحة فى توفير سيارات الإسعاف والمحارق، فضلا عن التعاون مع وزارة التنمية المحلية لتوفير المخابز المليونية ونصف المليونية.

كما تتعاون الوزارة مع الهئية العربية للتصنيع توأمها خاصة من أجل تلبية احتياجات القوات المسلحة ومن المفارقات الجديرة بالملاحظة والتسجيل أن الفريق عبدالعزيز سيف الدين، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، كان قائدا للدفاع الجوى ولأن الفريق رضا حافظ كان قائداً للقوات الجوية فإن التكامل بينهما والتعاون على أشده كما كانا فى القوات المسلحة باعتبار أن السلاحين يكملان بعضهما البعض.

النصر للسيارات

ومن المشروعات التى لاقت اهتماما جماهيريا للانتاج الحربى محاولة إعادة شركة النصر لصناعة السيارات للحياة والتى توقفت منذ سنوات وبعد ما كان بها 7 آلاف عامل أصبحوا حاليا 234 عاملا، وكان يجرى الإعداد لبيعها  وعندما تم عرض الموقف على الفريق رضا حافظ  قال لا نفرط فيها، فهى شركة وطنية، وكون أنها تباع أو تصفى نحن ضد هذه الفكرة تماما، وأخذ مجموعة من الوزارة وزارها ثم قرر بذل كل ما يلزكم لإعادة تشغيلها، والهدف الرئيسى لبدأ إعادة التشغيل هو إنتاج سيارة مصرية باسم وعلامة مصرية وليس تقليداً لأى سيارة فى العالم.

سيرة ومسيرة

يبقى أن نشير إلى لمحة من سيرة ومسيرة الفريق طيار أركان حرب رضا محمود حافظ محمد  حيث أنه من مواليد المحلة الكبرى فى (3 مارس 1952 - ) ومتزوج وله ولدان.

تخرج الفريق رضا حافظ فى الكلية الجوية فى عام 1972 وبعد التخرج تعلم الطيران على طائرات الميج 17 وكانت الكلية الجوية تريد مدرسين فى الكلية الجوية لكنه رفض العمل فى التدريس، لأنه كان يرغب فى التدريب على طائرات الميج 21 و المشاركة فى أعمال القتال الذى لم يكن يعلم موعده أحد فى ذلك الوقت وبالفعل شارك فى حرب اكتوبر وترقى فى المناصب العسكرية حتى تولى منصب قائد القوات الجوية حتى عام 2012 وخلال ثورة 25 يناير كان يشغل  هذا النمنصب ، وأحد الأعضاء البارزين فى المجلس العسكرى لكنه يرفض الحديث عن هذا الحدث باعتباره ملكاً للقوات المسلحة وهى الجهة الوحيدة التى لها القرار وملكية الإعلان عن أى شىء، وهذا لصالح الأمن القومى المصرى، ولا يملك أى فرد الإدلاء بأى معلومات تخص القوات المسلحة إلا القوات المسلحة وحدها وهكذا يكون الانضباط.