النهار
جريدة النهار المصرية

مقالات

ماهر عباس يكتب : سجن الشاعر العجمى يفضح قطر

ماهر عباس -

جاء الحكم على الشاعر القطرى محمد العجمى  ليعكس للشارع العربى حالة الإنفصام التى تعيشها قطر والمثقف الخليجى عموما ففى الوقت التى يقف حاكم قطر وكأنه بقناته «الجزيرة «مفجر الثورات العربية لم يتحمل قصيدة «شعر» أشادت  بالربيع العربى .

لم استغرب عندما سمعت فى شهر فبراير الماضى الحكم على الشاعر محمد العجمى بالسجن 15 عاما والذى أيدته محكمة التمييز قبل آيام .

الحكم الأول صدر فى عهد أمير قطر السابق حمد بن خليفة قبل انقلاب القصر الذى تم فى نهاية يونيو وأوائل يوليو الماضى وتولى ابنه تميم بن حمد الحكم .

أظن أن قطر التى اعتقد أميرها السابق الذى انقلب على والده الشيخ خليفة أثناء زيارة له للخارج إن العزة والكرامة تتحقق له مع القواعد الأمريكية جاء ابنه ليؤكد أيضا على نفس الطريق الذى رسمه والده قبل انقلاب القصر الآشهر .

 

صدعتنا قناته الجزيرة بالجرى وراء أحداث صغيرة وكبيرة لتعكسها بوجهة النظر الأمريكية وهذا لمسناه فى ثورة الياسمين فى تونس وثورة مصر وكان موقف قطر واضحا ومخزيا فى الموقف بليبيا مع الناتو وفى سوريا مع الإرهابيين وتمويل ذلك بأموال النفط القطرى وكلنا يتذكر رئيس وزراء قطر السابق فى اجتماعات الجامعة العربية لمناقشة الوضع فى سوريا أنه يمرر الأجندة الأمريكية وليس أجندة الشعب السورى وهى تقسيم المنطقة لصالح إسرائيل المستفيد الأكبر من الوضع فى سوريا والعراق .

 

ما الجريمة التى ارتكبها االشاعر  العجمى الذى تطالب المحافل الدولية والأمم الامتحدة واتحاد الكتاب العرب بإطلاق صراحه سوى تأييده لربيع العرب الذى أقلق مضاجع الكثيرين فى الخليج وخاصة قطر وعبر الشاعر عن حقيقة موجوده فى شارع خليجى يغلى وينذر بالإنفجار فى آية لحظة مهما حاولوا تزويقه بما يسمى بديمقراطية «الباب المفتوح «وهى فى حقيقة اسمها ديمقراطية الباب المثقوب والمفضوح برائحة الدكتاتورية فى كل مكان .

 

الشاعر العجمى فضح أمير قطر المتشدق بالحرية والديمقراطية وإيواء المعارضين ضد مصر لم يتحمل قصيدة لم يقرأها أو يشاهدها كل سكان الإمارة هذه الشيزوفرينيا القطرية التى سحبت وديعتها من مصر بعد سقوط الإخوان يوضح أن خيوط المؤامرة القطرية التركية الأمريكية ضد مصر لم يهضمها أحد وأن ما صرح به أميرها حول الحرية كلام للاستهلاك المحلى .

 

ونتحدى المسؤلين فى قطر أن يكشفوا أزمتهم مع الفيفا ولماذا صمت محمد بن همام منذ عزله حتى اليوم رغم أن ابن همام جاهد طويلا ليضع قطر على كرسى الاتحاد الأسيوى لكرة القدم والاتحاد الدولى إلى ان رست عليها تنظيم كأس العالم عام 2022 ,لا أقول أن هذا الاختيار ستثبت الأيام - ولا أريد أن افتح ملف ينضج الآن على نار هادئة - كيف تم اختيار قطر لتنظيم بطولة عالمية وعرس قطرى نسعد جميعا أن تنظمه دولة عربية !!والكل يعرف أن كأس العالم ليس مناسبة فضائيات كروية فقط بل يحرص الملايين على حضورها الذين يتجاوزون أضعاف دولة قطر .

 

أعود إلى الشاعر العجمى ونطالب ونتضامن مع الاتحادات الثقافية العالمية والعربية والاقليمية بالإفراج عنه وفورا واطالب كل الباحثين عن الحرية وحرية الرأى والتعبير أن يقفوا مع الشاعر  ضد الظلم الذى تعرض له .

 

وأظن أن الأمير تميم بن حمد صاحب أهم انقلاب قصر فى العالم العربى فى العقدين الأخيرين أن يفرج عن الشاعر العجمى الذى لم يرتكب خطأ أو خطيئة فى دولة تعودت على حبك المؤامرات وفشلت محاولات المفكرة والدتكم «موزة المسند «فى تحسين صورة قطر بمؤتمراتها التى نشم فيها رائحة النفط وثروة التآمر من أسبانيا إلى لندن إلى ماليزيا وباريس والتى لم يستفيد منها العرب لكن المستفيد الأول كانت محلات بيع الأزياء فى أوروبا التى تتسابق صحف الأحد على نشرها من ملابس السهرة إلى الملابس الداخلية بمئات الآلاف من الدولارات هذا الغسيل الملوث للعقل لن يحسن صورة قطر التى ارتعدت من قصيدة لشاعر اسمه محمد العجمى  وفشلت عملية التحسين والغسيل لتحسين الصورة من قناة الجزيرة ومن اصطفوا بها من أجل دولارت قطر ونفحات الأمير الشاب» تميم «المحظوظ».