النهار
جريدة النهار المصرية

مقالات

عزت شعبان يكتب: أشقاء وإخوان.. لكن هناك فرق

عزت شعبان -

أشقاء وإخوان كلمات بسيطة قد يكون معناها واحد فى علم اللغة ولكن فى لحظة أيقنت أن هناك فرق كبير بينهما  وشعرت ان الهوة بينهما شاسعة فقد كانت تغمرنى مشاعر قوية وإحساس شديد بالسعادة بمعنى كلمة أشقاء وأنا فى طريق عودتى إلى القاهرة قادما من دولة الإمارات العربية الشقيقة حيث كنت مرافقا لرئيس الوزراء فى زيارته لأبو ظبى وعند إنهاء إجراءات الوصول بالمطار فوجئت أنا وزملائى بسيل من الاتصالات الهاتفية بأن سياراتنا قد لا تستطيع الوصول إلينا لإعادتنا لمنازلنا نتيجة للتظاهرات وأعمال الشغب وقطع الطريق ممن يطلقون على أنفسهم إخوانا ومسلمين وتوابعهم من الطلبة للطرق القريبة من المطار.. وهنا أيقنا الفرق الصحيح بين الأشقاء الذين يقفوا إلى جانبك حتى وإن كانوا ليس من بلدك وبين الإخوان الذين يخربون ويعطلون وهم من ابناء بلدك.

 

أشقاء بمعنى الكلمة أبناء الإمارات العربية وقادتهم فقد لمسنا خلال زيارة رئيس الوزراء التى انتهت منذ أيام مدى مشاعرهم الحقيقية تجاه مصر وضرورة الوقوف معنا فى المرحلة الانتقالية الحالية والتى نواجه بها صعوبات اقتصادية حتمية نتيجة الأوضاع السياسية.. لقد أعلنوا خلال الزيارة عن دعمنا بمبالغ إضافية تصل إلى ثلاثة مليارات دولار بخلاف ما أعلنوا عنه سابقا من ثلاثة مليارات أخرى ولكن هذه المرة لدعم مشروعات أكدوا مرارا ضرورة أن تصب فى المقام الأول فى صالح المواطن المصرى العادى والبسيط وحددوا تلك المشروعات لتنفيذها على المدى القصير على إن يشعر بها المواطن المصرى خلال اشهر قليلة.

 

لقد لمسنا المودة وشعور أبناء دولة الإمارات بمعنى كلمة اشقاء حيث كان هناك حرصا من كافة المسئولين الذين التقيناهم على دعم مصر حبا فيها وليس لأى أغراض أخرى كما فعلت بعض الدول سابقا 00 لمسنا من قادة الدولة وكبار المسئولين فيها مشاعر الاخوة الحقيقية تجاه مصر حتى أن أى لقاء كان يتم كان يتم استهلاله بالحديث عن مصر وفضلها وموقعها فى نفوسهم والتأكيد على انها قلب العروبة وأنه كلما كانت مصر بخير فالعرب جميعا بخير.. ولفت نظرى تأكيد كافة المسؤلين وحتى المواطنيين على أنه لن يتم السماح بأن تقع مصر ودائما ما كانوا يعيدون إلى أسماعنا كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان وتوصيته الدائمة بمصر وأهلها وشعبها.

 

وفى حقيقة الأمر لقد فوجئت عند عودتى وأنا لازلت فى المطار ولدى هذه المشاعر الطيبة تجاه اشقائنا فى الامارات بابناء بلدى ممن يطلقون على أنفسهم إخوانا يعملون ضد صالح هذا البلد لا لشئ إلا فى محاولة منهم للعودة للحكم مرة أخرى والتأثير على مجريات الأمور وتعطيل مصالح البشر ولكن هذا ذادنى إصرارا على أنهم لم يكونوا قدر المسئولية ولن يكونوا فهم بالفعل مخربون ففى الوقت الذى يعمل فيه أشقاؤنا من الدول العربية للوقوف إلى جانبنا فى تلك الظروف يعملوا هم ضد بلدهم فى إصرار غريب يؤكد للجميع ولائهم للجماعة وليس للوطن.

 

إننى أطالب أبناء بلدى لعقد المقارنات بين الأشقاء وبين الإخوان فؤهولاء الأشقاء يحبون بلادنا بجد ومن القلب رغم أنهم ليسوا مقيمين بها والأخرين لا يحبونها رغم أنهم يعيشون على أرضها ووتمتعوا بخيراتها يهدفون إلى إرباك المشهد السياسى والاقتصادى ولكننا لهم بالمرصاد سنريهم كيف يكون حب الوطن وسنعمل على تقدمها واستقرارها وحينها سيشعرون بالخزى والعار إنهم عملوا يوما ضد بلادهم حتى وإن كانوا مغيبون.. وفى نفس الوقت أطالب القائمين على الدولة بالضرب بقوة ضد من يخرج على القانون كبيرا كان أو صغيرا دون هوادة بما يصب فى صالح الوطن أولا وأخيرا.

 

وفى النهاية أقول بالفعل فرقا كبيرا بين الأشقاء الذين يقفون بجانبك دون هوى أو مصالح أو أغراض يحركهم الحب فقط وبين من يطلقون على أنفسهم إخوانا لا يقفون إلى جانب بلادهم ولا يسعون إلا لخرابها وإرباكها واضعافها يحركهم حب الجماعة والتنظيم الدولى وشهوة العودة إلى السلطة.

 

رب احمى بلادى من الخونة والمأجورين وغير الوطنيين والمغيبين وأثر من أشقائنا المولعون بحب بلادى ورغبتهم فى سعادتها واستقرارها وتقدمها وأمنها.. آمين يا رب العالمين