جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب : 4 نوفمبر.. محاكمة«أبو الكبائر» مرسى وجواسيس الإخوان

اسامة شرشر -

من مفارقات القدر والحياة أن يعيش الشعب المصرى وفى خلال عامين فقط محاكمات لاثنين من رؤسائه السابقين فى فترة زمنية تعتبر فى حكم الشعوب فترة قصيرة للغاية وغير مسبوقة فى التاريخ 

ولذلك سيصبح يوم 4 نوفمبر القادم وهو يوم محاكمة مرسى والتنظيم الدولى للإخوان المنتشر فى كل أنحاء العالم من الأيام التى سيحكم عليها التاريخ كاشفاً أن هذه العصابة التى حكمت مصر لمدة عام هى أسوأ ما أفرزته البشرية على الإطلاق حيث تآمر محمد مرسى وتنظيمه الدولى لتقسيم الوطن من خلال الجواسيس الإخوانية التى عقدت اتفاقيات مع اجهزة الاستخبارات العالمية لخطف مصر من الشعب المصرى ، فهذه ليست خيانة عادية بل هى جريمة فى حق الشعب المصرى لن تغفرها الأجيال القادمة ولن ينساها الشارع المصرى و العربى حيث جاء حاكم لمدة عام فاتفق وتعهد وشارك فى تقسيم الوطن وقتل البشر وبيع الهوية .. والأخطر غرس ثقافة العنف والقتل والنهب وسفك الدماء فى مقابل البقاء فى السلطة وتحت ذريعة « الشرعية والديمقراطية الوهمية « فهم توهموا أن الصناديق الانتخابية هى سفينة العبور على أجساد البشر والوطن ، ولكنهم فوجئوا وانهاروا بالصندوق الأكبر وهو الشعب المصرى الذى قلب كل التوازنات العالمية والإقليمية وضرب الآلة الديمقراطية الديكورية فى مقتل فلم يعد الصندوق الانتخابى هو الحل حيث قرر الشعب المصرى قلب المعادلة وجعل إرادة الأمة هى الحل وأصبح الذين يعيشون فى أوروبا وأمريكا فى حالة خوف من أن يتكرر  سيناريو الشعب المصرى وتقوم الشعوب الأوروبية والأمريكية بكشف هذا الزيف الذى عاشوا فيه عشرات السنين ليكتشفوا بفضل الشعب المصرى أن مرجعية الشعوب فوق مرجعية الصناديق المزيفة وهذه هى الرسالة المخيفة التى أفقدتهم صوابهم فروجوا أن السيسى وجيشه وشعبه أصبح الخطر القادم وأخطر من الإرهاب والإرهابيين ، فبالأمس القريب كانوا يعتبرون أن جماعة الإخوان المسلمين هى جماعة محظورة فى أوروبا و أمريكا ولكن اليوم أصبحت جماعات ديمقراطية وشرعية وتراعى حقوق الإنسان والحيوان ، ما أصعب أن تتغلب لغة المصالح المزيفة على لغة الحقوق الواجبة ، فالخوف أصبح الآن ليس من الإرهابيين الذين يتمسحون بعباءة الدين ولكن الخوف الحقيقى عندهم الآن هو ا لجيش المصرى وخلفه شعبه الأبى الذى كسر وكشف الاستراتيجية الغربية فى تفتيت هذا الوطن وهذه الأمة ، وهذا هو بيت القصيد وأسباب استعانة الغرب والأمريكان بالتنظيم الدولى للإخوان الذى وجد فيهم ضالته المفقودة فى تحقيق الحلم الأبدى وهو كسر إرادة الجيش المصرى وتفتيت هذا الوطن لأنهم يعلمون تماما أن سقوط مصر هو سقوط العالم العربى وبقاء مصر هو بقاء الشعوب العربية .

فليس بغريب أن تعقد الاجتماعات واللقاءات فى عواصم الدنيا لمحاولة كسر إرادة مصر وشعبها ، فوجدوا أن أخر كارت يمكن الرهان عليه هو إفساد محاكمة مرسى ونشر الإدعاءات والأكاذيب وهذا ليس بجديد عليهم حيث يروجون لأن المحاكمة لن تتم ، وأنهم سيقومون باختراق المحكمة وإعادة مرسى إلى الحكم على طريقتهم الإخوانية رغم أنف الشعب والجيش ، ولأنهم يعيشون فى غيبوبة وفى عالم افتراضى وفى خيال مريض سيكون يوم محاكمة مرسى هو عيد وطنى ستتحاكى به الأجيال وسيكون فى ذاكرة الشعب المصرى يوم الخلاص من عبدة الشيطان والأمريكان الذين أساءوا للدين والإسلام والإنسانية لأنهم ارتكبوا مذابح بشعة وجرائم لن تغفرها الأيام ولا السنين لأنهم أرادوا أن يبيعوا مصر إلى المجهول .

فلا اعتقد أن مرجعية مرسى والتنظيم الدولى للإخوان هى مرجعية إسلامية ولا تمت لامن قريب أو بعيد للمشروع الإسلامى ، فهذا  مشروع دموى ومشروع إرهابى يستخدم كل الأدوات المشروعة وغير المشروعة فى قتل المصريين ...فلا يمكن لإنسان يحمل الهوية المصرية وبصمات الفأس فى يديه أن يقوم بعقد الاتفاقيات والتحالفات والتمويلات وإرسال السلاح لقتل أبناء الشعب المصرى ، فما يجرى من خلال جواسيس التنظيم الدولى للإخوان فى عواصم أوروبا وامريكا وإسرائيل من تصدير الإرهاب فى أبشع صوره وحرق الكنائس والهجوم على المنشآت العسكرية والشرطية وقتل الجنود والضباط بل وصل الأمر إلى قتل الأبرياء من المدنيين فى الشوارع ودور العبادة والمواصلات حتى الأطفال والنساء والشيوخ لم ينجوا من إرهابهم فالقضية أصبحت الآن  حرق الوطن والشعب للوصول إلى السلطة بدعم ومساندة يهودية وأمريكية واوروبية ، فالمهم  لديهم هو عودة التنظيم الدولى للإخوان وليس مرسى ، فليذهب مرسى  إلى الجحيم ولتبقى جماعة الإخوان المسلمين تحكم وتخطط وتنفذ هجماتها الإرهابية لتحقيق مشروعها وهو دولة الخلافة الإسلامية من المحيط إلى الخليج ، فلتسقط الشعوب ولتبقى الجماعة وتنظيمها الدولى الذى تلقفته أجهزة الاستخبارات العالمية وأصبح أداة من أدواتها فى تنفيذ مشروعاتها وأهدافها وتحويل العالم العربى إلى دويلات صغيرة تتحكم فيها إسرائيل والإخوان المسلمين لأن الهدف واحد ، فهما وجهان لعملة أمريكية تريد أن تمحى مصر وجيشها وشعبها من خريطة التحالفات الشرق أوسطية ، وتصبح مصر خارج الخدمة ولا وجود لها بفضل من يعيثون فيها قتلا وتشريدا فى ضرب الوطن والمواطن فى مقتل .

ولاشك فى أن محاكمة مرسى وضعت التنظيم الدولى للإخوان فى مأزق كبير فهم يطوفون حول الصنم الأكبر أوباما فى محاولة لأن يجعلوا من هذا اليوم بداية ميلاد جديد للإخوان المسلمين بحيث لا تتم المحاكمة وستقتحم فصائل وكتائب وميليشيات الإخوان قاعة المحكمة فى محاولة لكى تخرج مرسى وتعيده إلى كرسى الحكم ، فلا يمكن لعاقل أو مجنون أن يستوعب هذا الشطط الإخوانى فهم مغيبون بفعل فاعل وعقيدتهم الكبرى هى السمع والطاعة ولا أزايد حين أقول إن طاعة مرشدهم أهم  لديهم من الأنبياء والمرسلين لأن التفكير والعقل والمنطق هو الذى يميز الإنسان الذى كرمه الله عن الحيوان والقطيع.

فعندما يتم إلغاء العقل ويكون السمع والطاعة وعدم قبول الأخر وتكفيره بزعم أنه علمانى هذه تكون الطامة الكبرى لهؤلاء الذين خرجوا من الحياة ولن يعودوا على الإطلاق لأنهم يعتبرون أن الاستشهاد والتضحية فى تنفيذ تعاليم المرشد والتنظيم هى بوابة الدخول إلى الجنة ، وغير ذلك يعتبرونه نوع من الكفر والإلحاد ودخول جهنم 

فهم يعيشون فى كوكب أخر لا يدركون إرادة هذا الشعب العظيم وخلفه خير أجناد الأرض.. قواته المسلحة وأجهزة الشرطة التى اتهموها بالخيانة العظمى حسب معطياتهم وأفكارهم  ، فلذلك أراهن أنه لن يحدث على الإطلاق أى شيء يوم 4 نوفمبر اثناء محاكمة مرسى لسبب بسيط أنهم  يخشون الشعب والجيش والشرطة  وسيكون هذا اليوم هو بداية تاريخ جديد سجله الشعب وباركته القوات المسلحة وستكون هذه المحاكمة هى انطلاقه للأمام ورسالة إلى العالم الخارجى أن مصر مهما فعلتم ومهما خططم ومولتم وأرسلتم الأسلحة والارهابيين من خلال ولائكم لأجهزة استخباراتكم  لأنكم عملاء وجواسيس لا تنتمون لهذا الشعب وأرض هذا الوطن إن مصر ستبقى برعاية الله أولا وجيشها وشعبها حائط المبكى الذى ستقفون أمامه نادمين  إذا كنتم حقا مسلمين - وانتم لستم إخوانا ولا مسلمين بأفعالكم وخطاياكم وقتلكم للنفس التى حرم الله قتلها-  إنكم فكرتم فى لحظة استثنائية من تاريخ هذا الوطن أن تحكموا فكان حكم مرسى هو بداية النهاية لتنظيمكم الدولى الذى استقوى بالخارج ضد الوطن ، فمهما طفتم إلى بروكسيل وواشنطن وبون وباريس وعقدتم من صفقات واتفاقيات ونشر الأكاذيب ومحاولة محاكمة الرموز المصرية الوطنية من الجيش والشعب أمام المحاكم الدولية من خلال ادعاءات الكذب والتضليل والبهتان مستخدمين الآلة الإعلامية الدولية المزيفة وجواسيسكم المنتشرين فى كل مكان وأذرعكم الخفية الخارجية والداخلية فلن تنجحوا وتغيروا فى خارطة الشعب المصرى الذى اتخذ قرارا بإعدامكم السياسى شعبيا وتاريخيا وسياسيا ، فلن يكون لمرسى والتنظيم الدولى للإخوان أى وجود لا فى التاريخ ولا فى الجغرافيا ولا فى ذاكرة الأجيال القادمة لأن مصر أيها النائمون فى مستنقعات الرذيلة والجاسوسية تمصر غيرها ولا تتمصر لأنها أم الدنيا وستواجه كل الدنيا من خلال كشف الحقائق بالأدلة والمستندات والتسجيلات ....فمحاكمة مرسى  لن تكون محاكمة العصر أو القرن كما يطلقون.. لكنها ستكون محاكمة «أبو الكبائر» لأنها محكمة «الشعب» لمن لا عهد ولا وجود لهم الذين خانوا وقتلوا  الشعب وباعوا الأرض والوطن ولذلك ، أنا أقترح أن يكون يوم 4 نوفمبر إجازة رسمية وعيدا وطنيا قوميا  للشعب المصرى والعربى لأنه يوم خلاص  مصر من مرسى والتنظيم الدولى للإخوان و مهما حاولوا إثارة الرعب والفزع والخوف وادعاء القوة لحرق الوطن ، فهى مؤشر إيجابى وليس سلبى بأنهم وصلوا إلى مرحلة الإعدام  شعبيا وقانونيا لأنهم لم يدركوا ولم يستوعبوا جينات هذا الوطن وقدسية هذا الشعب الذى أباد التتار والصليبيين والمماليك والغزاة ..فهم للأسف الشديد رغم أنهم مصريون لكنهم امتداد حقير لهؤلاء المحتلين الذين حاولوا أن يطلقوا الرصاص على ثوابت هذا الوطن ، لأن الشعب والجيش هو نسيج واحد فالأيادى الشعبية ستكون هى البداية وأيادى الجيش المصرى ستكون هى الحسم والردع لهؤلاء الخونة الذين أرادوا أن يحولوا مصر التى هى كنانة الله فى أرضه  إلى بلد خراب ودمار ولكن مسعاهم خاب ...لتظل مصر آمنه فادخلوها سالمين ...فهى سالمة وأمنة ومطمئنة إلى يوم الدين .