جريدة النهار المصرية

حوارات

طاهر أبو زيد.. الصدق هو الحل

اسامة شرشر -

على عكس ما قد يتصور البعض .. لم يكن الكابتن طاهر أبوزيد وزير الدولة لشئون الرياضة طالباً للوزارة متلهفاً عليها فقد رفضها من قبل عدم مرات .. كان يرى أن المناخ غير مواتى  لمحاربة الفساد أو تحقيق الإنجاز ..لكنها قبلها فى اللحظة التى أيقن أن البلد فى حاجة إلى كل جهد مخلص حيث يؤمن طاهر أبوزيد  بأن الصدق هو الحل .. الصدق مع الله و الصدق مع النفس و الصدق مع الجماهير ..طاهر الوزير الذى يواجه عاصفة ممن يحملونه مسئولية هزيمة المنتخب المصرى أمام منتخب غانا بستة أهداف ... هو من أنصار المسئولية.. لا يهرب من مواجهة ولا يتكبر على الإعتراف بالخطأ متى كان مسئولاً عنه .. الغريب فى الأمر عندما تسأل هؤلاء ما هى أسباب مسئولية الوزير عن هزيمة المنتخب لا تجد رد ..لتضح أنهم ممن يخلطون الأوراق .. والغريب أنهم يجهلون أو يتجاهلون مهمة الكابتن طاهر أبوزيد وزير الدولة لشئون الرياضة فى القضاء على الفساد فى المجال الرياضى و مواجهته مع الطابور الخامس ممن يسعون إلى  إفساد الرياضة والأندية  وهى مهمة صعبة وخطرة لم يقدم عليها أى وزير من قبل ... الممتع فى أسلوب عمل أبو زيد الوزير هو البعد عن الفردية فى العمل حيث أنه وقبل أى قرار يتخذه يقوم بالتشارور مع كل الأطراف و يلجأ إلى الشئون القانونية، وهو يسعى لإحياء الرياضة المصرية والقضاء على الفساد فى بعض الأندية وهو يدرك يقينا أن هذا لن يتحقق إلا بالصدق والاخلاص والشجاعة فى اتخاذ القرار ولا فرق عنده فى ذلك بين نادى وأخر .. الأهلى  مثل الزمالك والإسماعيلى مثل المصرى ......

 

 

 

من أرائه المعلنة أن مسار الرياضة المصرية لابد أن يواكب ثورة 30 يونيو حتى تنطلق الرياضة المصرية الى مانتمناه وطاهر أبو زيد باختصار حدوته مصرية خالصة  فمن هو طاهر أبو زيد

مارادونا النيل

طاهر أبو زيد أو مارادونا النيل كما يلقبه الجمهور هو واحد  من أشهر لاعبى كرة القدم فى مصر وعلاقته بالسياسية عريقة فخاله هو أشهر أقطاب المعارضة السياسية فى مصر المستشار ممتاز نصار, وقد تم تعيين طاهر أبو زيد وزيرا للرياضة فى تشكيلة الحكومة المصرية برئاسة الدكتور حازم الببلاوى بعد أحداث 30 يونيو 2013.

بدأ طاهر أبو زيد اللعب فى محافظة  أسيوط موطنه  إلى أن اجتاز اختبارات النادى الأهلى وأصبح لاعبا من الناشئين إلى أن تم ترقيته إلى الفريق الأول وشارك فى العديد من البطولات وحصل على لقب هداف بطولة العالم للشباب فى أستراليا 1981، هداف كأس الأمم الأفريقيه 1984 بساحل العاج برصيد 4 أهداف، اشتهر بتسديداته القوية المحكمة ولعل أشهرها على الإطلاق هدفه فى بادو الزاكى حارس مرمى المنتخب المغربى فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية بالقاهرة 1986 فى الدور قبل النهائى والتى كانت آخر مباراة رسمية إلى الآن تفوز فيها مصر على المغرب.

النشأة

الاسم بالكامل هو : طاهر أبو زيد سيد عامر، ولد فى يوم 1 أبريل لعام 1962 فى مدينة البدارى بمحافظة أسيوط.. والده هو مدرس اللغة الإنجليزية الأستاذ أبو زيد سيد عامر الذى أصبح مدير مدرسة فيما بعد وقد أطلق عليه هذا الاسم بسبب حبة للإعلامى الكبير طاهر أبو زيد صاحب الأعمال الإذاعية الناجحة.

بدأ حكايته مع الكرة فى الشوارع المجاورة لبيته مع جيرانه وحين التحق بمدرسة عثمان بن عفان الابتدائية بدأ الفتى الصغير ممارسة الكرة أكثر وأكثر. بعد أن انتقلت عائلته إلى القاهرة وهو فى سن العاشرة قرر التوجه لنادى إسكو للخضوع لاختبارات الناشئين فأعجب الكابتن عصمت قينون -مدير قطاع الناشئين -بالصغير طاهر أبو زيد وطلب منه الانضمام لناشئى النادى القريب من منزله وهو ما قابله نجمنا بالموافقة والفرح. وفى اليوم التالى كان من المقرر أن يعود نجمنا إلى النادى للتوقيع على استمارة الالتحاق بالنادى ولكن والده اعترض بسبب صغر سنه وإمكانية تعارض لعب الكرة مع مستقبله بالمدرسة. وحين تأخر اللاعب الواعد على قينون أوفد أحد الأفراد ليعرف سبب غيابه فعلم برفض الأب مزاولته للكرة وحين حاول إقناعه أصر على موقفه.

القدر أهلاوى

كأن القدر كان يخبيء للموهبة القادمة مفاجأة بعدم الإنضمام لإسكو حيث اكتشفه الكابتن شاكر عباده أحد كشافى الأهلي، حيث دخل النادى الأهلى أول مرة ضمن اختبارات الناشئين يوم 15 يونيو 1973 بصحبة كشاف الأهلى المتميز شاكر عبادة حيث استقبله د.عمرو أبو المجد المسئول عن مدرسة الكرة فى ذلك الوقت الذى أولاه عنايته ورعايته. وفى أول اختبار له تم اختياره للعب لفريق 13 سنة ثم انضم فى ديسمبر 1973 إلى فريق الناشئين تحت 14 سنة وأهلته موهبته للاشتراك فى مباريات فريق الناشئين تحت 15، 17 سنة رغم صغر سنه وساهم خلالها فى فوز الأهلى بكل بطولات الناشئين وسجل بمفرده 159 هدفا. وفى عام 1979 انضم للفريق الأول وعمره لا يتجاوز 17 عاما بعد أن لفت نظر المدرب المجرى «هيديكوتى» فى مباراة الأهلى والزمالك تحت 17 سنة وسجل يومها هدفى الفوز للأهلى.

ذكريات

يتذكر أبو زيد هذه الأيام فى مناسبات عدة فيحكى عنها قائلاً : حينما تم اختيارى لألعب لفريق تحت 14 سنة كنت أصغر ناشىء يمثل الأهلى فى تلك المسابقة، بل ربما كنت أيضا أصغر من لعب الكرة رسميًا فى مصرا! ويقول منذ البداية توقع الجميع أن ألمع بسرعة.. كنت ألمح فى عيونهم نظرات الحب كنت لكنى لمحت أيضا نظرات مشفقة بسبب ضآلة حجمى حيث كان جسمى صغيرا ولكن الله أحاطنى برعايته حيث نما جسمى فى فترة صغيرة. وفى عام 1979 تم اختياره للعب فى الفريق الأول وهو دون السابعة عشر من عمره ورغم هذا لعب مع جيل العمالقة وكان اختيار النجم الموهوب للفريق الأول منطقيا فقد أحرز فى مباريات الناشئين 240 هدفا فى خمس مواسم كما سجل فى موسم 76/75 رقما قياسيا من الاهداف بلغ 49 هدفا وهو رقم قياسى لم يحققه ناشئ حتى الآن.. أبوزيد يرى أن الهداف لايصنع بل يولد هدافًا بالفطرة حيث أن الموهبة هى الأهم فى تكوين الهداف.. ثم يتم تنمية الموهبة بالتدريب ويقول أن لاعبًا مثل مارادونا لا يمكن صناعته بالتدريب وهو يعتز كثيرا جداً بلقب مارادونا النيل.

بداية التألق

وفى عام 1981 قاد طاهر منتخب الناشئين فى كأس العالم التى أقيمت بأستراليا تحت قيادة المدير الفنى الكابتن هانى مصطفي. ولم يكن طاهر مجرد لاعب عادى فقد كان كابتن هذا المنتخب كما فاز بالحذاء الفضى ولقب ثانى هدافى هذه البطولة باربعة أهداف وهو نفس رصيد صاحب الحذاء الذهبى لكنهم قرروا منح أبوزيد الحذاء الفضى لأن أحد أهدافه كانت من ضربة جزاء.. يتذكر أبوزيد مباراة البطولة وأحداثها كأنها جرت أمس الأول ويقول : «كانت مجموعتنا تضم اقوى فريقين فى البطولة.. ألمانيا الذى فازت باللقب فى النهاية والثانى هو منتخب أسبانيا أحد المصنفين والمرشحين للقب.. وتوقع الجميع فى القاهرة أن يخسر الفريق المصرى كل مبارياته.. لكننا تعادلنا مع أسبانيا ثم هزمنا ألمانيا وفزنا بصدارة مجموعتنا وصعدنا إلى دور الثمانية. لنلعب مع انجلترا ولعب الفريق الإنجليزى مباراة رائعة حيث حاصرنا فى منتصف ملعبنا لكننا أحرزنا هدفين متتاليين من هجمتين مرتدتين وقبل نهاية الشوط الأول بدقائق أحرز فريق انجلترا هدفا انتهى به الشوط الأول 2/ 1 لصالحنا. وفى الشوط الثانى توالى هجوم انجلترا ليفوز فريقها 2/4 بعد أن قدم فريقنا عرضا طيبا»

وذهب الفريق المصرى إلى الصين وشارك فى دورة السور العظيم وعاد طاهر أيضا يحمل لقب الهداف أيضًا.

أول مبارة رسمية

وكانت أول مباراة رسمية له مع النادى الأهلى المصرى فى بطولة الدورى العام أمام السويس وفاز الأهلى 1/ صفر.. وشارك طاهر فى هذه المباراة مع جيل العمالقة صفوت عبد الحليم وطاهر الشيخ ومصطفى عبده والخطيب، وقد انضم طاهر أبو زيد للمنتخب القومى المصرى فى أكتوبر 1982، وفى نفس الشهر لعب أول مباراة دولية أمام زامبيا فى الاحتفال باليوبيل الفضى بمرور 25 عاما على إنشاء الاتحاد الأفريقي.. وافتتح طاهر رصيد أهدافه الدولى بهدفين أحرزهما فى هذا اللقاء ثم أصبح يلعب باسم مصر حتى عام 1990 وخاض 59 مباراة دولية ونال شرف اللعب فى كأس العالم أمام أيرلندا لمدة ربع ساعة فقط بسبب خلافه مع الجوهرى كما كان لطاهر الدور الأكبر فى فوز مصر بكأس الأمم الإفريقية التى أقيمت بالقاهرة فى مارس 1986 بعد أن حطم عقدة المغرب بالهدف الذى سجله فى مرمى حارس المغرب العملاق بادو الزاكى من ضربة حرة مباشرة فى الدقيقة 34 من الشوط الثانى فى الدور قبل النهائى باستاد القاهرة يوم الاثنين 17 مارس 1986 وفازت مصر 1/ صفر وتأهلت للنهائى وفازت بالبطولة على حساب الكاميرون.

الاحتراف

خاض أبو زيد تجربة الاحتراف حيث احترف فى صفوف نادى صحار العمانى فى أغسطس 1991 ولم يستمر وعاد إلى النادى الأهلى فى 10 ديسمبر 1991 بسبب المشاكل التى واجهها مع إدارة الأهلى..وفى عام 1992 هتف باسمه كل الجمهور الأحمر عندما أرسل قذيفة مدوية فى الوقت القاتل من نهائى كأس مصر ضد الزمالك فارتدت من الحارس حسين السيد إلى قدم أيمن شوقى فسجل بهدف هدف الفوز.

الاعتزال

بعد حياة كروية حافلة بالإنجازات، ورصيد كبير من حب الجماهير، وبعد مساهمته الكبيرة فى الفوز ببطولة كأس مصر عام 1996 إلا أن إدارة النادى الأهلى المصرى قررت الاستغناء عن 7 لاعبين دفعة واحدة فيما عرف بـ «المذبحة الكبرى»، وكانت المفاجأة المدوية أن من بين الأسماء هو اسم الكابتن / طاهر أبو زيد صاحب الـ 31 عاماً، بالإضافة إلى كابتن / علاء ميهوب، وكابتن / ربيع ياسين، وعلى الرغم من حصول كابتن / طاهر على العديد من العروض إلا أنه قرر الاعتزال والإتجاه إلى خدمة النادى الأهلى بشكل آخر.

وقد جاءت مباراة اعتزال كابتن / طاهر أبو زيد مثيرة، حيث استطاع أن يقلب النتيجة ويحرز هدف التعادل للأهلى من ضربة حرة مباشرة والتى طالما اشتهر بها، ليشير للجماهير بعدها بالنهاية ويخرج من الملعب وقد ترك أثر لا يمكن أن ينمحى من ذاكرة محبى وعشاق النادى الأهلي.

وبعد اعتزاله شارك مع المنتخب المصرى فى بطولة أمم أفريقيا للكرة الخماسية وقاد المنتخب إلى بطولة العالم فى إسبانيا وشارك فى البطولة أيضا وقد فاز مع الأهلى بخمس بطولات أفريقية وبدرع الدورى سبع مرات وكاس مصر خمس مرات وبعد اعتزاله مباشرة نجح فى الحصول على ثقة أعضاء الأهلى وتم انتخابه عضوا بمجلس الإدارة دورتين متتاليتين.

من إنجازاته

شارك  طاهر أبوزيد فى كأس العالم المقام فى إيطاليا سنة 1990

   وحصد مع الأهلى بطولة الدورى المصرى 7 مرات وكأس مصر 5 مرات

   و بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى مرتين و بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكأس 3 مرات والكأس الأفروأسيوى مرة واحدة و كاس الأتحاد المصرى مرة

   وكأس الأمم الأفريقية مع المنتخب عام 1986 وحصل على لقب هداف كأس العالم للناشئين عام 1981 بأربعة أهداف وأفضل لاعب عربى عام 1987 فى استفتاء جريدة الوطن الكويتية

    شارك مع المنتخب فى أربعة بطولات دولية مختلفة (كأس العالم للناشئين 1981, الدورة الأولمبية بلوس أنجلوس عام 1984، كأس الأمم الأفريقية 1986، كأس العالم للكرة الخماسية عام 1997

كان له أكثر من دور فى مجلس إدارة الأهلى وعمل محللاً رياضياً فى قنوات ART

الاستقرار

والقربيين من  طاهر أبو زيد وفكره يدركون كم هو يسعى للاستقرار ولممارسة رياضية دالة على ذلك وتليق بمصر وتاريخها وهو يقول :  لا يوجد الآن ما هو أهم من استقرار الوطن.. ولذا لا أجد أن الوقت مناسب لاتخاذ قرارات ثورية وربما يفسر هذا امتناعه عن اتخاذ بعض القرارات ذات الطبيعية الثورية والتى من شأنها أن تثير الأوضاع اشتعالاً وهو ما لا يريده بفهمه للسياسة وضروراتها .