جريدة النهار المصرية

حوارات

محمد بن زايد الشيخ المحب لمصر.. زيارة للقاهرة في الوقت الصعب

محمد بن زايد
اسامة شرشر -

رغم كل المحاولات والتطاولات التي استهدفت دولة الإمارات العربية الشقيقة علي يد الإخوان في عام حكمهم المشئوم إلا أن قيادة الإمارات وشعبها رفضوا الاستدراج لمحاولات الاستعداء وظلوا علي موقفهم الداعم لمصر والمحب لها مدركين لهدف جماعة الإخوان المتمثل في إبعاد مصر عن محيطها العربي الداعم لاستقرارها، وفشل حكم المعزول محمد مرسي وتطاولات عريانه عن ضرب تلك الوحدة واللحمة بين مصر و الدول الشقيقة وعلي رأسها الإمارات، وبعد أن ترك الإخوان الحكم ظل العداء من جانبهم للإمارات خاصة مستمراً بالترويج لأكاذيب عن التأمر ضدهم ثم جاءت المؤامرة الإخوانية مؤخراً في محاولة فاشلة لضرب العلاقات المصرية الإماراتية المتنامية من خلال استهداف السفارة الإماراتية في مصر، إلا أن الإمارات كانت ثابتة.. راسخة كالجبل في مواقفها الداعمة لمصر التي هي وصية الشيخ زايد رحمة الله لأبنائه .

وكما سارعت الإمارات بعد ثورة 30 يونيو إلي دعم مصر والوقوف إلي جانبها معنوياً ومادياً وفي كل الأصعدة، فأنها ترجمت ذلك علي أرض الواقع بزيارة وفد إماراتي رفيع المستوي لمصر برئاسة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية وكلاهما محب لمصر وعاشقاً لها.

صدق الإمارات

وتعبر هذه الزيارة عن معاني كثيرة، و تؤكد الحرص الإماراتي علي الوقوف إلي جانب مصر لعبور هذه المرحلة الحاسمة في تاريخها الحديث، فقد سبق للإمارات أن أعلنت عن دعمها لخريطة المستقبل التي أعلنها وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي في الثالث من الشهر الماضي، أما عن الدعم المادي فقد كان لحزمة المساعدات التي قاربت 3 مليارات دولار، ومنها مليار دولار منحة لا ترد، وكذلك باقي المساعدات التي تعهدت بها الدولة، خير دليل علي صدق نية الإمارات تجاه مصر وأهلها، ثم جاءت زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد مع وفد رفيع لتؤكد حرص الإمارات علي تقديم المزيد من العون لمصر وهو مابرز في لقاءات الوفد بكل من الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي، ونخبة من المجتمع المصري لمناقشة جميع القضايا وكل ما يسهم بالنهوض بمصر.

انطلاقة كبيرة

كما أن زيارة الشيخ محمد بن زايد يمكن النظر اليها في إطار العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.و الشيخ محمد بن زايد، في زيارته هذه وبحسب معظم المراقبين السياسيين يهدف إلي تأكيد دعم الإمارات اللامحدود واللا مشروط لمصر أمام المجتمع الدولي في ظل الاقتناع والإيمان بأهداف ثورة 30 يونيو، ولذلك فإن توقيت الزيارة مهم للغاية ومن المؤكد أنه سيعقبها انطلاقة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الضخمة في العديد من المجالات، من أهمها الطاقة والبنية التحتية والإسكان.

 

حزمة مساعدات

لقد قالها الشيخ محمد بن زايد والوفد المرافق له صريحة لكل المسئولين المصريين »نحن كدولة الإمارات حكومة وشعباً نقف معكم جنباً إلي جنب، بالطريقة والأسلوب الذي ترونه مناسباً«، ليس فقط من خلال حزمة المساعدات والقروض لدعم الاحتياطي النقدي، وإنما أيضاً من خلال برامج تنموية في الأجلين المتوسط والطويل، بهدف تطوير وإعادة هيكلة العديد من قطاعات الاقتصاد القومي، وأهمها قطاع الطاقة، والغزل والنسيج، والحديد والصلب، حتي تصبح تلك القطاعات قادرة علي مواجهة جميع التحديات بكفاءة وفعالية.

وهو ما لقي اشادة من القيادة المصرية علي مختلف المستويات بموقف دولة الإمارات الذي لا يختلف عن المواقف التاريخية المشهودة لدولة الإمارات في عهد المغفور له الشيخ زايد آل نهيان .

وثمة قائمة بمشروعات سوف تقوم بها الإمارات علي أرض مصر عقب هذه الزيارة من بينها :

- إنشاء وتجهيز 10 وحدات صحية في القري والمناطق النائية، تقدم الرعاية الصحية لما يزيد عن 200 ألف مواطن.

- دعم الشركة القابضة للمصل واللقاح لتأهيل عدد 2 خط إنتاج أمصال ولقاحات، لتوفير 65 مليون جرعة لقاحات وأمصال تغطي 80% من احتياجات البلاد، بدلاً من الإنتاج الحالي الذي يغطي 15% فقط من الاحتياجات، فضلاً عن أن تأهيل خطي الإنتاج سوف يسهم في توفير 100% من حاجة البلاد من الأنسولين اللازم لمرضي السكر.

- المساهمة في مشروع بناء الصوامع اللازمة لتخزين القمح، من خلال توفير التمويل اللازم لبناء صوامع جديدة هذا العام، وهو ما سوف يساعد علي استيعاب الإنتاج المحلي من القمح، ومن ثم التقليل من كمية القمح المستورد.

- المساهمة في إتمام مشروع توصيل الغاز الطبيعي لعدد 800 ألف وحدة سكنية، من أجل التخفيف من عبء دعم البوتاجاز.

- المساهمة في مشروع بناء مليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل علي مدار عدة سنوات.

- مد المناطق الصناعية بالمرافق من أجل زيادة النشاط الصناعي في تلك المناطق، وفتح المجال أمام إنشاء مصانع جديدة توفر فرص العمل.

- المساهمة في إنشاء تجمعات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة تستوعب أصحاب الحرف والورش، وتوفر المجال للتوسع في إقامة مشروعات صغيرة للشباب.

هذا اضافة الي قائمة أخري من المشروعات في مجال النقل البري والبحري - خاصة خطوط السكك الحديدية والمجري الملاحي لقناة السويس - بكل انواعه واشكاله لرفع كفاءته خلال المرحلة المقبلة.

سيرة ومسيرة

من الجدير بالذكر أن الفريق أول الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان من مواليد عام 1961 و هو ولي عهد إمارة أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي ومن الشخصيات العاشقة لمصر والذي يدرك تمام كرجل عسكري دور الجيوش في حماية الأمن القومي وقد نشأ في كنف والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووالدته الشيخة فاطمة بنت مبارك قرينة الشيخ زايد وانعكس هذا علي فهمه العميق للعلاقة التي تربط مصر والامارات علي كافة المستويات . هو متزوج من الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان وله تسعة أبناء. وقد أكمل تعليمه النظامي في الإمارات ثم المملكة المتحدة وتخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية عام 1979. واشتمل تدريبه العسكري علي عدد من الدورات في تخصصات عسكرية مختلفة.

في موقع القيادة

وتولي الشيخ محمد بن زايد عدة مناصب عسكرية أهمها قائداً للقوات الجوية والدفاع الجوي ونائباً لرئيس أركان القوات المسلحة، ومن ثم رئيساً لأركان القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ يناير 1993، وقد ترفع إلي رتبة الفريق في 24 يناير 1994.

الأمن القومي

بالإضافة لمسؤولياته العسكرية، فإن الشيخ محمد بن زايد يقوم بمهام المستشار الرئيسي لرئيس دولة الإمارات في مجالات الأمن القومي، مساهم ومشارك دائم في المناقشات السياسية والتشريعية، وعضو نشط في المجلس الأعلي للبترول الذي يتمتع بسلطات واسعة في مجال البترول والطاقة.وكذلك رئيس شركة مبادلة وأيضا نائب رئيس جهاز أبوظبي للاستثمار الذي يعتبر أكبر صندوق سيادي في العالم.

وقد شعل الشيخ محمد بن زايد مناصب سياسية وتنفيذية بالغة الأهمية في مسيرته الحافلة بالانجاز والعطاء حيث سبق وأن أصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مرسوماً أميريا في 8 من ديسمبر 2004 بتعيين الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد أل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة رئيس مجلس الشرف العيناوي، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي

كما عيّنه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة في عام 2003 نائبا لولي عهد أبوظبي. حيث أصدر زايد مرسومًا بذلك بصفته حاكمًا لإمارة أبو ظبي، وبأن يتولي محمد بن زايد منصب ولي العهد عند خلوّه

كما أصدر خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بصفته حاكما لإمارة أبوظبي، مرسوما أميريا سنة 2004 بتعيين محمد بن زايد رئيسًا للمجلس التنفيذي في إمارة أبوظبي.

مسيرته العسكرية

أما المسيرة العسكرية فأنها قصة من النجاح لا تزال تتواصل دون توقف حيث اخذ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتطوير القوات المسلحة من ناحية الأعداد والتدريب والتنظيم والتسليح منذ ان أصبح مكلفا برئاسة الأركان في الثلاثين من ديسمبر عام 1992م، بناءاً علي المرسوم الاتحادي رقم (83) الذي أصدره زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، دخلت عملية تطوير القوات المسلحة عهداً جديداً حيث تعززت القدرات الدفاعية للقوات المسلحة، وأصبحت تتمتع بمكانة تتناسب مع أهمية دولة الإمارات العربية المتحدة علي المستوي الخليجي والعربي والدولي.

الرياضة

وفي المجال الرياضي أختير محمد بن زايد أفضل شخصية رياضية عربية لعام 2003 في استفتاء شارك فيه أكثر من 700 إعلامي فاز فيها الشيخ محمد بن زايد باللقب بحصوله علي 75% من مجموع الأصوات.

الشاعر

وإلي جانب كل هذه المهام فأن الشيخ محمد بن زايد شاعر له العديد من الأعمال نختار من بينها قصيدة " رفعت راسي "

كلمات : الفريق أول سمو الشيخ / محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة - ولي عهد أبوظبي وهي قصيدة تفيض بالثناء والفخر بجنود الوطن البواسل ويقول فيها .

رفعت راسي وسط مهدي معاكـم

معكم كبرت وبينكم رافع الـراس

ضباط وجنود أفتخر فـي لحاكـم

يا عزوتي يا فخر نفسي مع الناس

أنتو عَلـم يعتـز فيكـم حمَاكـم

أنتو علي سبع الإمارات حـراس

يعتز في مسعي خطاكـم ثراكـم

لامن مشيتوا قال يا حي للمـاس

بعروقكم تجري فصايـل دماكـم

أصفي و أوفي ما خلق رب لجناس

ضباط وجنود الوطن فـي ذراكـم

يا عيال زايد تربية راعي البـاس

أنتوا بياض الوجه للـي وراكـم

نرجم بعزم أفعالكم كـل خنّـاس

بايمانكم تصـلا ذخايـرعداكـم

يتقلبون ابها شري بن محمـاس

كرام اللحي عز وكرامـة مداكـم

وأفعالكم لكرام لشنـاب مقيـاس

يا مـ ارخص الدنيا ومـ اكبـر غلاكـم

لي مثلكم غالي وقدره علي الراس

الأولاد

أولاده الذكور الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، متزوج من الشيخة : فاطمة بنت سرور بن محمد آل نهيان.

والشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، متزوج من الشيخة: لطيفة بنت حمدان بن زايد آل نهيان.

والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان الشيخ زايد بن محمد بن زايد آل نهيان.

أما الإناث فهن مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان وشما وشمسة وفاطمة وحصة.