النهار
جريدة النهار المصرية

فن

قصة الأفلام الممنوعة في العصور السابقة..عبد الناصر والسادات ومبارك ثم مرسي

البرئ
-

 

تاريخ السينما المصرية حافل بالعديد من الأفلام والأعمال الفنية التي ظلت حبيسة أدراج التلفزيون وممنوعة من العرض لأسباب مختلفة، أغلبها سياسية، وبعضها دينية أو أخلاقية، أو لمجرد عرضها صورة لرجال الشرطة قد لا تُرضي المسئولين عن هذا العمل.
ولكن بعد ثورة 25 يناير وما بعدها حتى عزل الدكتور محمد مرسي، ظهرت أصوات تطالب بإلغاء الرقابة على الأعمال الفنية، لكنها لم تلقى صدىً لتساؤلها، ومن جهتها حاولت شبكة الإعلام العربية "محيط" طرح السؤال نفسه على عدد من النقاد الفنيين عن مصير تلك الأفلام ؟ ولماذا لم تعرض على الرغم من الحريات التي نالها الشعب المصري بعد ثورته المجيدة ؟ .
مبارك السبب
يعد من أبرز الأفلام التي منعت، فيلم "وداع في الفجر" للمخرج حسن الإمام بطولة كمال الشناوي، وشادية، وعبد المنعم إبراهيم، والذي انتج عام 1956 ، وتلخصت أسباب منعه من العرض لظهور الرئيس السابق حسني مبارك في أحد مشاهده كقائد طيار يقوم بتوجيه تعليماته لمجموعة من الطيارين، ومع منع الفيلم من الخروج للنور، لم يمنع من تسريبه الى شبكة الانترنت حيث حظي بمعدلات مشاهدة مرتفعة على المواقع الالكترونية.
بسبب كامب ديفيد
ويأتي فيلم "العصابة" للمخرج هشام أبو النصر، كأحد أبرز الأفلام الذي كان من المتوقع عرضه بعد مضي أكثر من 25 عاما من إنتاجه، لكنه بسبب تناوله الاعتداءات الإسرائيلية الصارخة في حق الجنود المصريين، وانتقاده لاتفاقية كامب ديفيد -التي وقعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات- وكشفه عن محاولة بعض الأشخاص القابلين للتطبيع إظهار الرفض الشعبي له وإرجاعه إلى عوامل نفسية تم منعه، وتجدر الإشارة إلى أن الفيلم يسلط الضوء أيضا على بعض العمليات القتالية التي قامت بها مجموعة من الضباط المنتمين للفكر الناصري، والرافضين لمعاهدة السلام ضد الدبلوماسيين والسياسيين الاسرائيليين في مصر.
البرئ والرقابة
التشويه والمنع والتغيير طال أيضا بعض الأفلام مثل فيلم "البرئ" بطولة أحمد ذكي، ومحمود عبد العزيز، حيث جسد ذكي دور المجند أمن مركزي أحمد سبع الليل، حيث تم حذف مشهد النهاية من الفيلم والذي يُطلق فيه بطل الفيلم، النار على بعض جنود المعتقل، كما تم حذف بعض المشاهد من قبل لجنة رقابية تضمنت بعض الوزراء آنذاك منهم المشير عبد الحليم أبو غزالة، ووزير الداخلية الأسبق أحمد رشدي، ووزير الثقافة الأسبق أحمد هيكل.
ومؤخرا كثرت التكهنات حول مصير تلك الاعمال إضافة إلى بعض المسلسلات التي تم منع عرضها لأسباب أمنية، أو دينية، مثل مسلسل "بنت من شبرا" و"عابد كرمان".
أمر ليس جديد
بدورها رأت الناقدة السينمائية علا الشافعي، أن الكثير من الأفلام والأعمال الفنية مُنعت من العرض، أو عانت من حذف بعض المشاهد في الفترات السابقة وليس في حقبة الرئيس المخلوع حسني مبارك فقط، كما حدث لفيلم "شيء من الخوف" في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تعرض الذي تعرض لمقصلة الرقيب واعتبر ذلك جزء من فساد الانظمة السياسية التي تقيد حرية الراي والتعبير والابداع.
وعن مسلسلي بنت من شبرا وعابد كرمان، أكدت الشافعي أن الأول مُنع من العرض لأسباب تتعلق بالبعد الطائفي أما الآخر فتعرض لقضايا عسكرية وأسرار مخابراتية.
واعتبرت الناقدة أن المطالبة بعرض هذه الأفلام الممنوعة، يُعد طبيعيا في ظل مساحة الحرية الإبداعية التي جلبتها ثورة الـ25 من يناير، رافضة التطرق إلى مزيد من الأعمال التي طالها مقص الرقيب، والذي منع كثير من الأعمال سواء سينمائية أو تلفزيونية.
ثورة يناير والحرية
اتفق معها في الرأي المخرج الكبير أحمد عبد الحميد، أن المطالبة بعرض الأعمال التي مُنعت من في العهد البائد، قررته الحرية المكتسبة التي أفرزتها رغبة المواطن المصري الذي قام بالثورة، ودعا إلى الحفاظ على تلك الحرية وحذر من الاستغلال السيئ لها.
أما الناقد السينمائي نادر عدلي -رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي، في دورته السابعة والعشرين- فيرى أنه لا توجد أعمال فنية، أو إبداعية مُنعت من العرض منعاً باتاً في عهد الأنظمة السابقة، أو قبل الثورة إلا عدداً بسيطاً من الأعمال، لأسباب تتعلق بالنواحي السياسية، أو العسكرية، أو الدينية، أو الأخلاقية، كالأفلام التي طرحت للتو عقب نكسة عام 1967.
أبعاد دينية وعسكرية
وأوضح أن هناك بعضاً من هذه الأفلام أثار لغطا كبيرا قبل الثورة، مثل فيلم "ظاظا" للفنان هاني رمزي وكان اسمه الأصلي "ظاظا رئيس جمهورية" وتم تعديله إرضاءً للقيادة السياسية آنذاك.
واشار الى أن مسلسلي عابد كرمان وبنت من شبرا، شكلا لغطاً كبيراً بمجرد الإعلان عن طرحهما للمشاهد، لما يشكلاه من خطر يتعلق بإفشاء الأسرار العسكرية، أو أسباب تتعلق بالبعد الديني والملف الطائفي، كما في مسلسل بنت من شبرا.

 

نقلا عن المحيط