النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

سوريا علي صفيح ساخن

بشار
هالة شيحة -

مع تفاقم الأزمة السورية يوما بعد يوم إلا أن عدم توحد المعارضة وتحول الساحة السورية الي ساحة صراع اقليمي ودولي يكشف عن نتائج من شأنها إطالة امد النظام في سوريا خاصة في ظل دعم حزب الله من جهة وصمود روسيا في مساندتها للاسد وهو ما اعتبره المراقبون حماية لمصالح العملاق الروسي في الشرق الأوسط والذي تشكل سوريا بوابته الرئيسية والاساسية .

واعتبر المحللون ان الصراع علي سوريا انما هو انعكاس للصراع الدولي والإقليمي المستجد ضمن التغيرات في موازين القوي الذي يشهده العالم ، ودليل ذلك ان الأزمة السورية فرضت نفسها علي مؤتمر قمة الثماني في دبلن مؤخرا بحيث لم يكن بمستطاع السبعة الكبار في قمة دبلن من فرض شروطهم علي روسيا بالرغم من محاولات التهديد والوعيد بفرض عزله علي روسيا ، و تمكن فلاديمير بوتن من فرض رؤيته للحل في سوريا وفي تصميمه علي عدم تضمن البيان الختامي أية شروط لإنهاء النظام في سوريا .

كما ان انتصار سوريا في معركة القصير قد غير من معادلة الصراع علي الأرض وان ما يحققه الجيش العربي السوري من انتصارات علي المجموعات المسلحة جعل أمريكا وحلفائها بحالة إرباك وافقدهم الكثير من الأوراق ومع ذلك ما زالوا يراهنون علي التغيير والتغير في موازين القوي ، ولم يعد بمستطاع الولايات المتحدة من فرض وقائع علي الأرض وشن الحروب كما حصل في العراق حين احتلت أمريكا العراق كما لم يعد بمستطاع أمريكا وحلفائها من انتزاع قرارات من مجلس الأمن يخدم المصالح الامريكيه وقد عبرت أمريكا عن ذلك صراحة أن ليس في حسبانها أو في واردها للتدخل العسكري في سوريا أو فرض حظر جوي علي سوريا كما أن رئيس وزراء بريطانيا اللورد كاردون يصطدم بعقبات رفض الشعب البريطاني لتزويد المعارضة بالسلاح ، كما أن هناك تغير في الرأي العام في فرنسا من موقف هولا ند بشان ألازمه السورية وما تواجهه فرنسا من ازمه اقتصاديه وان ألمانيا تقف ضد قرار تسليح المعارضة اما اليابان فتعيش أزمتها مع كوريا الشمالية ، هناك وقائع ومعيقات تفرض نفسها أمام ضعف وتفكك المعارضة السورية وهذا ما عبر عنه الرئيس الأمريكي اوباما ، اما التحالف الخليجي التركي ضد سوريا فأصبحت تعترضه معيقات بفعل ما تواجهه تركيا وان انقلاب الابن علي أبيه في قطر فله انعكاس علي الدور القطري ومراجعة الحسابات ، اما السعودية فهي امام مستجدات في العلاقات مع إيران علي ضوء فوز الدكتور حسن روحاني رئيسا لإيران وهناك تخوف في السعودية من انعكاس الفتنه المذهبية الشيعية السنية علي المجتمع السعودي .

وامام ذلك استطاعت سوريا بقوتها وصمودها من أن تغير في موازين القوي الاقليميه والدولية وتغير في موازين الصراع بإنهاء التحكم القطبي الأمريكي في حكم العالم و نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في احداث تغيير في اللهجة الغربية من الازمة سواء من خلال التأكيد علي عقد مؤتمر جنيف ( 2 ) بأسرع ما يمكن أو في تجنب الإشارة للرئيس بشار الأسد سواء في المرحلة الحالي أو خلال الفترة الانتقالية الموعودة والتأكيد في المقابل علي ضرورة أن " يسمح المؤتمر الدولي بقيام حكومة انتقاليه تتشكل بالتوافق المشترك " بين الحكم والمعارضة . وقد أبدي زعماء الدول الثماني الولايات المتحدة الامريكيه ، وروسيا ، وفرنسا ، وبريطانيا ، وألمانيا ، وايطاليا ، وكندا ، واليابان ، عن التزامهم بالحل السياسي وأنهم مصممون علي تنظيم مؤتمر جنيف في اقرب وقت موضحين أن المؤتمر سيضم ممثلين عن السلطات السورية والمعارضة.

و شدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف علي أن روسيا لا تريد الإخلال بموازين القوي السياسية في سوريا وقد دافع الرئيس الروسي بوتن عن إرسال الاسلحه إلي سوريا موضحا أن روسيا لا تستبعد إرسال شحنات أسلحة جديدة محذرا الدول الغربية من مخاطر تسليح المعارضة السورية ، ومحذرا من نتائج دعم المعارضة.

وفي غضون ذلك عبر اجتماع الدوحة لمجموعة اصدقاء سوريا عن القلق من تفاقم العنف في سوريا حيث اجتمع الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء ووزير خارجية دولة قطر ووزراء خارجية كل من السعودية - الامارات -الاردن- مصر - تركيا- المملكة المتحدة -المانيا- فرنسا- ايطاليا- والولايات المتحدة لمناقشة التطورات في سوريا .

وعبر الوزراء عن قلقهم بان هذه الهجمات تغير الوضع علي الارض وتعيق مبادرة السلام ، واعربوا عن قلقهم بشأن الطبيعة الطائفية المتنامية للصراع في سوريا وخطورة التطرف المصاحبة لهذه التطورات علي الاستقرار والامن الاقليمي والدولي.

وفي هذا الخصوص ادان الوزراء تدخل ميليشيات حزب الله ومقاتلين من ايران والعراق في سوريا والذين يساعدون النظام السوري في قمع الشعب السوري في مناطق مثل القصير وحلب والغوطة ومناطق اخري من الاراضي السورية تقوض هذه الافعال وحدة سوريا وتوسع انتشار الصراع خارج الحدود والتي قد تؤدي الي مزيد من العسكرة والتي من شأنها ان تقوض مبادرة جنيف وتشعل المنطقة باكملها.

وطالب الوزراء بمغادرة المقاتلين من سوريا فورا ، ودعوا حزب الله وحكومة ايران الي تنفيذ الانسحاب فورا واتخاذ خطوات لوقف التوترات الطائفية.

وكرد مباشر علي افعال الاسد وتعزيز هدف انعقاد مؤتمر جنيف اتفق الوزراء علي اتخاذ خطوات عملية عاجلة لدعم المعارضة السورية .

ورحب الوزراء بالاجتماع القادم لائتلاف المعارضة السورية والذي سوف يصادقون فيه علي استكمال توسعته وانتخاب قيادتهم كي يتمكنوا من تنفيذ رؤيتهم لسوريا تنعم بالسلام والازدهار وموحدة وذات سيادة.

وعلي ضوء التأكيدات الواردة من فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ودول أخري حول استخدام النظام للأسلحة الكميائية في عدة أماكن، دعا الوزراء إلي السماح لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة والمكلف من قبل الأمين العام للأمم المتحدة لإجراء تحقيق فيما ذكر عن استخدام أسلحة كيمائية.

كما اكد لوزراء دعمهم التوصل لحل سياسي يحفظ كرامة الشعب السوري ويوقف حمام الدم ويسمح بالافراج عن السجناء ويوصل المساعدات الانسانية للشعب ، وعبر الوزراء عن الاستعداد للمشاركة في اجتماع جنيف 2 للتنفيذ الكامل لنتائج اجتماع جنيف 1 لتحقيق طموحات وامال الشعب السوري والحفاظ علي وحدة الاراضي السورية وتعزيز الوحدة الوطنية لجميع مكونات النسيج الوطني .