جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب .. الرهان علي الشعب

اسامة شرشر
اسامة شرشر -

مصر تعيش حالة فوران وترقب أشبه بحالة ولادة متعثرة وصعبة وشاقة وطال انتظارها في ميلاد ولد جديد قد يكون فيه ساعة الخلاص والإنقاذ لما نحن فيه فالرهان أصبح علي الشعب فهو صاحب الطلقه الأولي والأخيرة في تحديد بوصلة مصر الجديدة بإن تعود البلد إلي أهلها وشعبها بعيداً عن لغة الاقتصاد والتخوين والتشكيل والقوائم الحمراء والسوداء تسقط فيه كل الجماعات والأجندات والقوي السياسية التي تتاجر بمعاناة الجماهير وتعتبر أن المتاجرة بالوطن وسيله للقفز علي السلطة والاستيلاء علي الحكم بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة لفترة الجماعات الاسلامية التي ابتليت بها مصر تعتبر ان حق الشعب في الرفض والتمرد والتظاهر وسحب الثقه من الحاكم رجس من عمل الشيطان وخروج علي الشرعية وصندوق الانتخاب وكان مرسي أصبح قدراً أبدياً ومحتوما علي الشعب الذي يقول له إرحل أنت أوهلك وعشيرتك وجماعتك عن حكم مصر واتركه لأهله فمن يتخيل أو يتوهم أنه يستطيع أن يقف ضد طوفان الشعب فسيغرق في أول صدام ومواجهة سلمية فخيار أن تجري انتخابات رئاسية مبكره ليس بدعه ولكنها حقيقة يحترمها كل حاكم مؤمن بالديمقراطية ورأي الشعب في تنفيذ إرادة الجماهير من يضحك علي من؟

هناك حالة خوف ورعب داخل مكتب الارشاد ومؤسسة الرئاسة من يوم 30 يونيو لان الناس وصلت إلي حد الكفر بكل الاشياء وتريد ان تحيا حياة انسانية آدمية وتتحكم وتتنفس وتتحكم وتصرخ وتتظاهر وتعترض وهذه ابسط حقوقها في التعبير عن رأيها بلا قيود ولا قمع ولا ترهيب نحن نعيش أسوا فترات في حكم مصر فاق عصور الظلام من اضطهاد أيام المماليك والفاطميين ولم يستطع النظام البائد بكل مكوناته وقواعدة وعصابته ان يفعل بل يقترب من ثوابت هذا البلد ومفاصلها الثقافية والحضارية والحدودية فمظاهرات الترهيب التي ستخرج علينا يوم الجمعة القادم هي إحساس بالضعف والعجز أمام ثورة غضب الناس فلم نسمع في أدبيات الحكام وهم يسيطرون علي مقاليد السلطة الحكم ان تخرج تظاهرات تؤيده وتدعمه بل ما جري في استاد القاهرة منذ أيام هي رسائل إفلاس سياسي علي كل الاصعده الداخلية والعربية والاقليمية والدولية فمصر التي تمصر غيرها ولا تتمصر يصل لغة الخطاب السياسي لحاكمها ان يهدد حزب الله اللبناني ولا يستطيع ان يقترب من ايران ويعلن الحرب علي سوريا في الوقت الضائع لان دمشق الأقليم الشمالي للبوابة الشرقية إذا انكسرت ووقعت في يد الأصوليين والإرهابين والمرتزقه فسلام عليك يا شام ويا قاهرة المعز ولا يمكن أن تنحاز مصر للمعسكر الصهيوني الأمريكي الإسرائيلي ضد سوريا فما جري دليل أكيد علي سقوط مصر الحكم وليس الشعب في المستنقع الأمريكي وبيت الطاعة للبقاء في الحكم كان غيركم أشطر المتغطي بالأمريكان عريان ولكم في مبارك والشاه نماذخ فإرادة الشعب والإنحناء والخضوع لمطالب الشعوب هو طوق النجاة الحقيقي والإنصياع للأمريكان والإسرائيليين هو بداية النهاية.

فسوريا الشعب والحضارة وبلاد الشام ورفقاء الحروب والمواجهة مع إسرائيل ستنتصر في النهاية لأن المؤسسة العسكرية السورية هي جزء أصيل من الشعب السوري ضد طيور الظلام الجدد وجيش النصره والردة فنحن نحناز دائما للشعوب ضد الانظمة فهي إلي زوال كل هذا يجري في استاد القاهرة الذي أصبح منبراً وملاذا لبعض الأشخاص التي ظهرت ضده احكام جنائيه واليوم هم يحتلون صدارة المشهد السياسي في مصر العروبة لماذا لم يتحدث مرسي وجماعته وعشيرته وجماعته الإسلامية عن تحرير القدس وقطع العلاقات مع العدو الإسرائيلي وإعلان الجهاد كما كان يدعون وهم في المعارضة أين القدس وتحريرها من مؤتمراتهم التي توجه للشأن الداخلي وهي ترتدي لباس الادعاء السياسي في قطع العلاقات مع دمشق فهل يعرفون قيمة بلاد الشام اشك فكيف تنادي يا سياده الرئيس الا نتدخل في الشأن الداخلي للدول وتفعل عكس ما تقول وتردد لا نوافق علي التدخل العسكري في سوريا وتطالب بفرض حصار جوي عليها مثل ما تم في ليبيا لك الله يا مصر ويا دمشق وأخيراً لابد ان تعترف سياده الرئيس ان ما يجري في محافظات من رفض وثورة غضب من الشعب هي سر الرسائل والمؤتمرات والحشود من الأهل والعشيرة لتثبت للعالم الخارجي للآسف الشديد ان لك مؤيدين وان الشعب يؤيدك وأن هذه قله مندسه تحاول أن تقلب نظام الحاكم عفواً سيادة الرئيس انك تتحدث في وادي والشعب والناس في وادي آخر وكأنك تتحدث عن دولة أخري غير مصر فالموقف صعب وخطير والناس يملائها الغضب حتي النخاع وجئت بحركة محافظين أخيرة لتؤكد المفهوم ونظرية عشيرتي وأهلي وتضرب بمطالب الناس عرض الحائط كنت أتوقع وهذا من بديهات العمل السياسي ان الحاكم الحقيقي يخضع لمطالب شعبه فكنت اتخيل ولا أتوقع طبعاً ان تراهن علي الشعب وليس رضاء الارشاد والامريكان فالرهان علي الشعوب هو رهان علي دخول التاريخ وليس خارجه.

وشكر الله سعيكم وموعدنا مع ثورة يونيو لانها صوت الجماهير

 

سقطة «العريان» في حق الإمارات

كثيرون لم يصدقوا هذه الكلمات التي رددها الدكتور «العريان» تحت قبة البرلمان ضد الإمارات الدولة العربية ذات المواقف المعروفة مع مصر وشعبها لدرجة أن حزب «العريان» الحرية والعدالة اضطر للقول بإن كلمات «العريان» لا تعبر عن الحزب فمن يصدق أن «العريان» يهدد الإمارات بأن «صبر المصريين نفذ وأن سلوكهم مشين» ومن يصدق أنه طالب السفير العشيري بأن يقول لهم «بأن الفرس قادمين وهتصبحوا عبيد عند الفرس» هل قرأ «العريان» التاريخ ؟ وهل يعرف مواقف حكيم العرب رحمة الله عليه الشيخ زايد آل نهيان ويسير علي نفس الدرب والخطا والطريق الشيخ خليفة بن زايد ومحمد بن زايد ومنصور بن زايد ومحمد بن راشد فهؤلاء شربوا ونهلوا من مدرسة حكيم العرب الأدب السياسي في زمن اللاأدب وهل هكذا يتحدث سياسي يشغل «كومة» مناصب قيادية في الحزب الحاكم ويتزعم الأغلبية في البرلمان؟

ما جري جريمة سياسية وتهديد لدولة شقيقة مستقلة ذات سيادة لا يليق أن يصدر عن شخصية سياسية وبرلمانية تعرف معني المسئولية والقواعد الحاكمة للعلاقات بين الدول خاصة إذا كانت دولة شقيقة بحجم الإمارات التي تنفع ولاتضر ولكنه ربما الارتباك الذي قاد «العريان» لارتكاب هذا الخطأ بل الخطيئة في حق شعب عربي شقيق حر ومستقل هدده «العريان» بالعبودية للفرس..