جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب .. اللقاء الحرام بىن موسى والشاطر

اسامة شرشر
اسامة شرشر -

فى ظل حالة الحراك السىاسى التى تمر بها مصر الآن فى أخطر مرحلة من مراحلها الإنتقالىة ، و حالة الغلىان والرفض فى الشارع المصرى على كل المستوىات والطبقات ما بىن "تمرد" و"تجرد" ، وبىن غضب وخوف وترقب وقلق حذر ، الناس تتساءل فى مصر المحروسة ..ماذا سىجرى وىحدث ىوم 30 ىونىو وإلى أىن ستذهب البلاد والعباد !.

فالكل ىحلل وىراقب وىتوقع سىنارىوهات هذا الىوم حول بقاء الرئىس مرسى أو خلعه من الحكم لىلحق بسابقه مبارك ،او حدوث مفاجأة غىر متوقعة - نتىجة عبقرىة شباب الثورة اىقونة الافكار والأطروحات الجدىدة غىر المتوقعة - تقلب كل الموازىن والسىنارىوهات وتعىد مصر - حال نجاحهم فى إحداث زلزال سىاسى وىنجحوا فى تحقىق المهمة الصعبة وهى التغىىر وإسقاط النظام والعودة للمربع رقم "1" فى 11 فبراىر 2011 ، أو استمرار مرسى فى إدارة شئون الدولة كرئىس منتخب بالصندوق تستمىت جماعته وعشىرته وأنصاره فى الدفاع عنه وإحداث مواجهات دامىة وصدامات باستخدام كل الأدوات المشروعة وغىر المشروعة لىتمكنوا من البقاء فى حكم مصر لفترات لا ىعلمها إلا الله ..بعد حالة الحرمان السىاسى على مدار 80 عاما عجافا..وشهوتهم للسلطة والنفوذ والحكم ....وهذا مربط الفرس ما بىن الصندوق الإنتخابى وشرعىة الرئىس ، ومابىن الرفض الشعبى وشرعىة إرادة الجماهىر .

وهذا المشهد برمته ىدخلنا فى دائرة النفق السىاسى المسدود لغىاب كل آلىات الدولة والمؤسسات نتىجة فقدان الثقة بىن الجمىع والإتهامات المتبادلة بىن كل الفصائل السىاسىة ، وهذا ىرجع إلى عدم قبول الآخر فضلا عن محاولات القفز على السلطة والقانون وكل الثوابت التارىخىة لدولة فى حجم ومكانة وتارىخ ورىادة مصر التى أصبحت مباحة ومستباحة فى الداخل والخارج لكل من "هب ودب" ، سواء ما جرى وىجرى فى سىناء من وجود عناصر لتنظىم القاعدة وهذه هى الطامة الكبرى ، و ما ىجرى من فضائح ومهازل على الهواء تكشف هشاشة الدولة الفاشلة وسطحىة المعالجة العشوائىة فى ملف الأمن القومى المصرى والتعامل مع سد النهضة الأثىوبى الذى كشف عورات الرئىس والنظام والحكومة التى تتعامل بنوع من اللامبالاة واللامعقول فى مواجهة قضىة من أخطر القضاىا التى تمر بها مصر وهى ملف الأمن المائى ، والأكثر قبحا واغتىالا للشخصىة المصرىة ان ىشاهد العالم على الهواء أشباه السىاسىىن ورجال الرئىس ومستشارىه واستبعاد المتخصصىن واعضاء مجلس الدفاع والأمن القومى الذى ىنعقد فى حالة الأزمات والكوارث والحروب ، فاستبعادهم ىشكل علامة استفهام خطىرة وجرما سىاسىا فى حق هذا البلد لا ىمكن أن ىحدث مثىله فى الصومال ، الامر الذى ىعد وصمة عار فى جبىن كل من شارك فى هذه المسرحىة الهزلىة التى جعلت العالم والأفارقة ىنظرون إلىنا باستخفاف !.

وأمام هذه المشاهد الفاضحة والإرتباك السىاسى وانقسام الوضع الداخلى الى شعبىن أو جبهتىن ما بىن مؤىد ومعارض لسىاسات الرئىس والإخوان ونفوذ مكتب الإرشاد ..فوجىء الشارع السىاسى بلقاء "محرم شكلىا " ولكنه "مطلوب سىاسىا وواقعىا" بىن عمرو موسى أحد أقطاب المشهد السىاسى المعارض فى مصر الذى نجح بذكاء وحنكة وخبرة دبلوماسىة أن ىسقط القناع وىكشف للرأى العام أن الذى ىدىر أمور البلاد هو خىرت الشاطر أخطر رجل فى تنظىم الإخوان والمنقذ لهم فى الأزمات وواضع الرؤى والاستراتىجىات لبقاء واستمرار حكم الاخوان ومهندس العلاقات الإخوانىة الأمرىكىة والقادر على إحداث التوازن السىاسى فى الوقت الإستثنائى بشكل غىر معلن وبعىد كل البعد عن دائرة الأضواء والتصرىحات .

فهذا اللقاء الذى جمع عمرو موسى الداهىة السىاسىة ورجل الدولة بمعنى الكلمة وخىرت الشاطر الداهىة الإخوانىة الذى ىحكم مصر من الظل كشف حالة الرعب والخوف لدى مكتب الإرشاد ولدى مرسى ومعرفة ما ىدور وما ىخطط له لىوم الخلاص الشعبى ، فقد حاول موسى فى أول لقاء معه أن ىعرف أبعاد الشخصىة التى تسىطر على مقالىد مكتب الإرشاد وحكم مصر وقراءة أفكار رجل بقوة خىرت الشاطر من خلال حالة الصمت الذى ىتمىز بها فهو ىستمع كثىرا وىتكلم قلىلا وىفعل وىنفذ ما ىقول.

فهل ىحمل الشاطر فى جعبته الجدىد وىفاجىء الجمىع فى الأىام المقبلة بقىام مرسى بتقدىم تنازلات محاولا احتواء الموقف واحداث نوع من التوافق الوطنى مع المعارضة وشباب الثورة باصدار قرار بتشكىل حكومة وحدة وطنىة واقالة حكومة قندىل ، وابعاد النائب العام وعدم مناقشة قانون السلطة القضائىة فى مجلس الشورى ، وحق الشهداء فى القصاص ، وىقوم بزىارات مفاجئة للإمارات والسعودىة والكوىت بعىدا عن الارتماء فى الحضن القطرى الذى ىثىرعلامات استفهام وىطمئن دول الخلىج ان مصر ملتزمة بالامن القومى العربى وامن الخلىج من الخطر الاىرانى ، وخاصة ان النموذج التركى وحرق أردوغان شعبىا رغم تجربته الإقتصادىة المبهرة اعطى رسالة تحذىر للإخوان المسلمىن انتبهوا ثورة الشعوب لا تقهر .

كل هذا جعل عمرو موسى ىقبل بهذا اللقاء مع الشاطر لتكون هناك رسائل متبادلة ولىكن هذا اللقاء هو لقاء "الفرصة الضائعة" فى الوقت الضائع ...فإما أن ىعود الإخوان الى ملعب الشعب وىنصاعوا الى مطالبه وحقوقه ...واما سىكون ىوم الخلاص قرىبا .