النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

في مؤتمر صحفي مع امين عام الجامعة العربية

المالكي: العراقيون قادرون على تشكيل حكومتهم ولا نسمح بأي تدخل

-
اتفق رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي رئيس ورئيس ائتلاف دولة القانون والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على أهمية الاسراع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة من اجل ارساء دعائم الامن والاستقرار واستكمال الاستعدادات لعقد القمة العربية في دورتها الثالثة والعشرين المقررة في بغداد .وشدد المالكي على أن بلاده عازمة على تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب وقت والانتقال من المرحلة الراهنة الى اطلاق عملية التنمية وبناء العراق والانتهاء من ملف الأمن والارهاب خاصة وأن العراق يقوم باجراءات كبيرة ويتأهل لاستقبال القمة العربية في دورتها الثالثة والعشرين والمقرر أن تستضيفها بغداد في شهر مارس المقبل .جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للمالكي وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية عقب جلسة مباحثات بينهما اليوم حول مستجدات الأوضاع على الساحة العراقية وجهود تشكيل الحكومة الجديدة .وأعرب المالكي عن سعادته لزيارة الجامعة العربية لافتا الى أن العراق يسعى الى بذل كل ما في وسعه من أجل تمتين دور الجامعة العربية وتفعيل دورها ، منبها الى ان العرب بحاجة الى دورها كبيت يجمعهم ويوحد موقفهم ويدفع بهم باتجاه مواجهة الاستحقاقات والتحديات التي تعترض دول المنطقة .وأضاف : انني بحثت مع الأمين العام للجامعة العربية العديد من القضايا ، وذلك باعتبار ان الجامعة العربية يهمها ما يجري في العراق وما نحن فيه من حوار وعمل متواصل ودؤوب للانتقال الى مرحلة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة واطلاق عملية التنمية وبناء العراق والانتهاء من ملف الأمن والارهاب الذي كاد ان يمزق وحدة العراق .وأضاف أنه وضع الأمين العام للجامعة العربية وأعضاء الأمانة العامة للجامعة في صورة الأوضاع العراقية والشأن العراقي الداخلي .وقال المالكي : اننا ماضون بحزم نحو تشكيل الحكومة ووصلنا الى المرحلة النهائية وطمأنا الجامعة العربية بألا تقلق على مسألة تشكيل الحكومة ، لأن العراقيين يختلفون لكنهم يتفقون حول النتيجة حتما وان طال الأمد وان هذه سنة نحرص عليها ، ومهما تم الاختلاف لكننا سنتفق .وطالب المالكي الجامعة العربية بأن تساند العراق في تشكيل حكومته الجديدة وأن تكون حاضرة في ظل الظروف التي تمر بها ، منوها باهتمام السيد عمرو موسى بهذا الأمر ، لا سيما وأن العراق سيستضيف القمة العربية المقبلة وهو خير دليل على تعافي العراق ووقوف العرب الى جانبه بعد خروجه معافى من كل العقبات التي مر بها .وحول دلالة زيارته لمصر، والتي تأتي في أعقاب زيارات مماثلة للسيد اياد علاوي رئيس قائمة العراقية والسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي ،قال المالكي : ان زيارتي لمصر هي زيارة دولة بالاساس وتأتي في اطار العلاقات المتبادلة بين العراق ومصر وليس تعبيرا عن حزب انتمي له أو كتلة انتمي لها أو قائمة أعمل فيها .ومن ثم فان هذه زيارة بين دولة ودولة أخرى ، تجمعنا اتفاقيات ورغبة في تمتين وتوطيد العلاقات وتطويرها ، ومن هنا بحثنا مع الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء د. أحمد نظيف كيفية اشراك الشركات المصرية في اعمار العراق وكيفية دخول مصر على خط اعمار بلادنا وتوطيد العلاقات بيننا سياسيا والتعاون في كافة المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية وفي مشروعات الغاز وغيرها .وأضاف : ان زيارتي لمصر لا علاقة لها بزيارة الآخرين ومن الطبيعي ان يتجه العرب الى مصر باعتبارها الدولة العربية الأكبر.وفي رده على سؤال حول زيارته خلال اليومين الى ايران وموقف الحكومة الايرانية من تشكيل الحكومة العراقية الجديدة قال المالكي : ان ما نحمله من موضوعات قد يختلف من دولة لأخرى في بعض التفاصيل لكنه واحد في زياراتنا حيث يرتكز على تمتين العلاقات وتأطيرها بما يخدم المصالح المشتركة وتوضيح المخاوف التي ربما تتحرك في هذا البلد أو ذاك حول طبيعة الأوضاع الجارية ، مضيفا ان الرسالة التي نحملها للجميع هي أن العراقيين قادرون بأنفسهم على تشكيل حكومتهم والمضي قدما في قيادة العملية السياسية ضمن اطرها الديمقراطية والدستورية ولا نطلب من أحد مساعدة بعنوان التدخل ، وانما نطلب من الجميع المساعدة دون أن تكون تدخلا في الشأن العراقي وهذا ما اكدنا عليه في رسالتنا التي عبرنا عنها في سوريا والاردن ومصر وسنقولها في تركيا وفي كل دولة نزورها ، حيث نحمل رسالة العراق الذي يسعى الى تمتين العلاقات وتوسيعها مع هذه الدول بما يخدم المصالح المشتركة مع احتفاظ العراق بألا يتدخل احدا في شؤونه .وحول الاعداد للقمة العربية المقبلة التي من المقرر ان تستضيفها بغداد قال المالكي : لقد قطعنا شوطا كبيرا للغاية - منذ اتخاذ القرار بعقد القمة العربية ببغداد - على كل المستويات التمهيدية والتأهيلية لاستضافة قمة عربية ناجحة نعتز بها أن تعقد ببغداد .وفيما يتعلق بالعلاقات الثقافية بين العراق ومصر وما تم من مشاورات بشأن تعميقها قال المالكي : ان هذه العلاقات قوية وهناك مباحثات جرت بين وزير الثقافة العراق ماهر الحديثي ونظيره المصري فاروق حسني لافتا الى ان الروابط بين البلدين متينة ونأمل تعميقها وتواصل العلاقات بيننا خلال الفترة المقبلة وزيادة الانشطة الثقافية في القاهرة وبغداد ، ولدينا مشروعات بأن تكون بغداد عاصمة للثقافة العربية وان تحظى الثقافة العربية بكل الاهتمام في بغداد .من جهته أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية حرص الجامعة على مساندة العراق من أجل الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة وارساء دعائم الأمن فيه استعدادا لعقد القمة العربية المقبلة والتي من المقرر أن تعقد في العراق .وأعرب موسى عن ترحيبه بزيارة السيد نوري المالكي لافتا الى أن اللقاء دار معه اليوم حول الأوضاع على الساحة العراقية وجهود تشكيل الحكومة والاطمئنان الذي نريده للعراق حاضرا ومستقبلا .واشار الى أن المالكي اطلعه على نتائج زيارته مؤخرا لعدد من الدول ومن بينها سوريا والاردن وايرانوشدد موسى على ان العراق دولة رئيسية في المنطقة وان غيابها عن العمل السياسي هو احد اسباب الخلل في العمل الاقليمي ، لافتا الى انه من مصلحة العرب جميعا والمنطقة على اتساعها أن يعود العراق لدوره النشط ليس فقط على طريق الاعمار فقط وانما على طريق المساهمة ايضا في الاستقرار للمنطقة .وفي رده على سؤال حول التدخلات الخارجية في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وموقف الجامعة منها قال موسى : ان موقفنا هو التشاور والمتابعة لما يجري وليس التدخل فيه ، و الاستماع الى دولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والعديد من الزعماء العراقيين واطلاعهم على رأينا يصب في هذا الاطار .وحول التنسيق مع الحكومة العراقية فيما يتعلق بعقد القمة العربية المقبلة في دورتها الثالثة والعشرين قال موسى : ان القرار في هذا الصدد واضح بأن تنعقد القمة العربية في بغداد ، وقد عبر عن ذلك رئيس الوزراء العراقي وكذلك وزير الخارجية هوشيار زيباري وكررناها مراراً بأن انعقاد القمة العربية المقبلة مقرر له في بغداد ، ونرجو ذلك خاصة وان هناك وقتا من الآن وحتى موعد الانعقاد من أجل الاعداد و التشاور والعمل المشترك حتى تنعقد قمة بغداد بنجاح وبمشاركة واسعة .