جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: اختطاف مصر

أسامة شرشر
-

مايجري الآن في الدولة النائمة أو الفاشلة التي فقدت هيبتها وقوتها الناعمة علي جزء هام واستراتيجي من أراضيها التي تم استعادتها بدماء أبنائها والشهداء الذين قدموا حياتهم قربانا لتراب هذا الوطن فالموقف بالغ الخطورة فسيناء كانت منذ القدم هدفاً استراتيجياً للصهيونية لاقامة دولة إسرائيل الكبري لأن بها مقدسات وجبل سيدنا موسي الذي كلم الله عليه. فما يجري الآن هو بكل المعايير هو اختطاف سيناء هذا المكان الذي أصبح ميلادا جديدا ووكرا حديثا للارهابيين وللجهاديين والخارجين عن القانون فهل يعقل أن يتم اختطاف جنود مصر كأسري في مشهد لم نراه إلا في ايام الحروب مع الكيان الصهيوني

 

والذي سيصبح لغزا محيرا في كل مايجري في سيناء والوطن وعدم انتفاض مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية لسرعة الإفراج عن هؤلاء الجنود المصريين الذين يعبرون عن كرامة المؤسسة العسكرية وكبرياء الوطن ويتأخر الأمر لعدة أيام حتي اصبح موضوع الأسري العسكريين هو حديث العالم في كل الفضائيات والشبكات العالمية ناهيك عن الفيديو الذي هز مشاعر المصريين وهم يرون ابناء المؤسسة العسكرية معصومي العيون وفي حالة اذلال وضعف متعمد من الخاطفين لأنه علي مدار أكثر من خمسة أيام لم يتحرك احد لا المسؤل الأول والاخير ولاغيره فالرئيس مرسي تعامل مع هذا الحدث بمنطق غريب وعجيب ولم يصدر التعليمات لاتخاذ الإجراءات الفورية للحسم العسكري بالسرعة الكافية فهذه سبة في جبين الوطن ومؤسسة الرئاسة فعندما راحت السكرة وجاءت الفكرة بدأت للأسف الشديد مؤسسة الرئاسة في اعادة تقدير الموقف في سيناء ولكن بعد فوات الأوان فهيبة الدولة سقطت في بئر تنظيم القاعدة والخارجين عن القانون، فأصبح كل جزء في الوطن مباحا ومستباحا أمام الإرهابيين والجهادين والخارجين عن القانون بل وصل الأمر إلي أنهم يحددون مطالب للإفراج عن المجرمين

 

وهذا لم يحدث من عصر مينا موحد القطرين وعهد محمد علي الذي قال قولته الشهيرة من يمنع الناس في التدخل فيما لايعينهم فكيف يقوم رئيس الجمهورية باستدعاء الاحزاب السياسية في حدث هو من صميم عمل المؤسسة العسكرية وأجهزة الاستخبارات والأمن فهل وصل بنا الحال الي أن الجيش المصري الذي حفظ علي الدولة موحده وضرب بيد من حديد كل من يتوهم أنه قادر علي تقسيم مصر نجد الأن أن الجيش المصري في خانة وفي موقف المشاهد والمتفرج لايقدر علي ان يفعل شيئا بعد اكثر من 200 ساعة منذ اختطاف جنود الوطن . ولم يحدث اي تغير في هذا المشهد العبثي الذي ينذر بخارطة جديدة لاختطاف سيناء من مصر ووضع اللبنة الأولي للأمارة الإسلامية او امارة جهاديه وعناصر تنظيم القاعدة في سيناء فالمشهد مرتبك وقرار الحسم تأخر طويلا والكل في غيبوية والوطن يدفع الثمن نتيجة عدم اتخاذ القرار الفوري والحازم للحفاظ علي البقية الباقية للعمود الفقري للوطن وهو الجيش المصري المشهود له علي مر التاريخ بالقوة والحسم في اتخاذ القرار فالقضية ليست مرسي او السيسي ولكنها اكبر من كل هذا فهي قضية اختطاف مصر والوطن في ظل متغيرات تحدث علي الساحة الداخلية والخارجية فانتبهوا فاهتزاز صورة الجيش المصري هو بداية النهاية للدولة المصرية يوم لاينفع اي تحليل أو أقصاء او مواقف بعد تأخر ساحة الحسم لأنها تؤكد علي أن نكون أو لانكون وان هناك دولة أو لا دولة فالزلزال القادم هو تقسيم مصر وتحقيق الهدف الصهيوني أن تخرج مصر من المعادلة العربية والاقليمية حتي تكون إسرائيل لها اليد الأولي في تحقيق حلمها التاريخي من النيل للفرات

 

فاليوم يسقط النيل وغد يسقط الفرات وبعد غد ستسقط العواصم العربية فمايجري من سيناء لمحاولة خلق دولة موازية للدولة المركزية ومايجري في القدس من محاولات تهويدها ومايجري في سوريا من ضرب الجيش الوطني السوري وماجري في العراق من خروج الجيش العراقي من المعادلة العربية كل هذا يجعلنا نقول بأعلي أصواتنا إن التاريخ لن يغفر لمرسي أو غيره التأخر في اتخاذ القرار لمنع اختطاف سيناء أو اختطاف الوطن لان مصر هي الباقية مهما كره الكافرون أو الإسلاميون الجدد الذي يحاولون بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة ان تتحول مصر إلي أمارة اسلامية فمصر عصية أمام الأفكار والغزاة علي مر الأيام فلم تسقط مهما حدث من محاولات اختطاف وتقسيم الوطن لأن مصر هي في رباط إلي يوم الدين وأجنادها خير أجناد الأرض.


ولكن السؤال الذي يشغل الرأي العام أين الحقيقة؟ ومن وراء اختطاف الجنود في سيناء واختطاف مصر.