جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : الأصنام السياسية

-
نعيش الآن فى زمن الشعوذة السياسية والطواف حول الأصنام السياسية التى تعيث فى مصر المحروسة فساداً وافساداً، هذه الأصنام التى دمرت الحياة السياسية والبنية التشريعية واستولت على البرلمان ولجانه بقوة البلطجة المادية والإرهاب السلطوى وأصبح الصنم السياسى جواز مرور لتدمير هذا البلد وأصبح الصنم قطباً من أولياء الله الصالحين المكشوف عنهم الحجاب ليس بهم تقتدى وليس عليهم تعتدى لأنهم أصبحوا فى مرتبة تفوق عالم البشر لأنهم فوق القانون والمساءلة والمحاسبة، هذه الأصنام السياسية انتشرت فى مصر المحروسة فأصبحت بورصتهم تزداد صنما يوماً بعد يوم وكونوا شراكة واتفاقيات شرف الأصنام وأصبحت جمعيات الأصنام السياسية لا تقبل اعدادا جددا لأن العضويات اكتملت فى كل الاتجاهات والتخصصات وأصبح لأول مرة هناك فائض فى الأصنام السياسية ولكن أخطر هذه الأصنام السياسية هو الصنم البرلمانى الذى أظهر نفسه بأنه المخلص الأول للنظام والذى يستطيع أن يقضى على الإخوان المسلمين والمستقلين والمعارضة والمحظورة والمعلومة فهو القطب البرلمانى الذى سيعيد للبرلمان هيبته وقيمته لأنه ليس برلمان الشعب كما يتردد لأنه موروث شعبى عقيم متخلف لأنه لا يوجد شعب أصلاً، لكن توجد، أرقام وكوتات وتجمعات فهو برلمان للأصنام الجدد الذين سيحدثون ثورة فى عالم الأصنام على مستوى العالم وستستفيد منه كل برلمانات العالم لأن من أهم معايير وضوابط هذا الاختيار لبرلمان الأصنام الجدد ألا يتقدم باستجواب أو بيان أو سؤال لأنه سيكون اخترق اتفاقية الأصنام ويجب تحويله فوراً إلى لجنة الأصنام وسيقف أمام كبير الأصنام فسيكون عقابه هو الخلاص منه فوراً حتى يكون عبرة لزملائه من الأصنام لأنه خرج على النص والمعيار الثانى لبرلمان الأصنام الجدد ألا يتكلم أو يقرأ أو يكتب ولكن يتكلم فى فنون الطبخ والكرة والمعيار الثالث والتعليمات المشددة ألا يتحدث أو يتكلم مع الصحفيين أو الإعلاميين من أى اتجاه صحفى أو إعلامى لأنه جارى اعداد قناة إعلامية ضخمة وصحف خاصة تكون تابعة للأصنام الجدد وتلامذتهم فى كل المواقع الحزبية والتنظيمية هذا هو المشهد السياسى القادم فى مصر المحروسة فأنا أخشى على الأجيال القادمة فى ظل تعدد وتنوع هذه الأصنام الجدد ألا يجدون وطنا عندما يكبرون لأن المشعوذين والمهرجين وتجار الأحلام ومحتكرى الأوطان سيكونون باعوا كل شىء فخصص المواطن بنيران الأسعار، وخصخصة الوطن بأصنام سياسية، هذه بداية النهاية للجميعأفيقوا فالأصنام لن تدوم وستتحطم فى أول مواجهة وانتفاضة أمام البطون الجائعة والعقول الفارغة، فالصنم البرلمانى والصنم الحديدى سيكون أول الفارين والهاربين لأنه ليس منا وليس منه فكفانا أصناماً فالتاريخ والأيام لن تغفر للصنم الكبير أو للصنم الصغير فليس كفراً أن نحلم بدولة عصرية ديمقراطية فيها عدالة وقيم لا يهيمن فيها صنم على صنم لأننا لابد أن نعترف أننا نعيش أزمة تاريخية مزمنة نتيجة لوجود أصنام سياسية مفخخة تقف أمام كل إصلاح، الذى يختصر مصر بمجلس للأصنام الجدد والنتيجة إننا أصبحنا لاجئين مستبعدين بعضنا يهاجر والبعض يتاجر والآخرون يموتون ليل نهار، أخشى ما أخشاه أن ينجح هؤلاء الأصنام فى تحقيق مشروعهم وحلمهم الثورى فى أن تكون مصر دولة غائبة أو مؤجلة فهم يمارسون البلطجة السياسية والبرلمانية والاقتصادية بوقاحة وبدون رادع من خلال آلية العنف اللا مشروع لتحقيق أغراضها فى أسرع وقت فهل ينجح ميثاق الشرفاء فى مصر المحروسة وهم كثرة على ميثاق الأصنام وهم قلة ولا عزاء لاشباه الرجال والأصنام الجدد