هيكل : الزمن القادم آسيوي خليجي

قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، إن القرن العشرين يمكن اعتباره "قرن النفط" إلا أن هناك قرونا سبقته أخذت توصيفها من سلع أخرى غيره، فالقرن 15 مثلا كان قرن التجارة بين الغرب والشرق، وكان سلع الشرق "الكشوف الجغرافية الكبرى" وقتها، وقد فتحت هذه الكشوف طريق رأس الرجاء الصالح إلى الهند حول إفريقيا، والأهم أنها وضعت أمريكا شمالها وجنوبها على خريطة المعمورة، وهذا أهم حدث في العالم ربما منذ بداية التاريخ.
وأضاف هيكل، في المحاضرة التي ألقاها في جامعة جورج تاون الأمريكية بالدوحة تحت عنوان "الخليج.. اليوم بعد غد"، أن القرن 16 كان قرن الذهب والفضة من العالم الجديد، حتى أن هذا الزمن قد سمى ، بخاصة فى إسبانيا والبرتغال، بـ"القرن الذهبي"، وكان القرن 17 هو قرن العبودية، فلقد كان العبيد أهم لوازم قرن السُّكر، وطاقته عبر الأرض، وفى ذلك القرن كانت جزر الكاريبي مركز الصراع العالمي الأكثر اشتعالا، ومصدر أكبر الثروات، والمدهش حتى هذه اللحظة أن أفخم القصور في الريف الإنجليزي تعتبر شاهدا على أساطير الثروة من قرن السكر والعبودية.