النهار
جريدة النهار المصرية

فن

قراء القرآن في الإذاعة لم يتقاضوا أجورهم

محمود اسماعيل الشريف
محمد لطفي -

حالة من الغضب والسخط العام أصابت عدداً من قراء الإذاعة والمبتهلين والمنشدين الدينيين بالإذاعة بسبب عدد من المشاكل المزمنة التي يمرون بها وتسببت في سوء الأوضاع المعيشية والوظيفية لهم .

وطالبو المسئولين في الإذاعة بسرعة تذليل جميع العقبات التي تواجههم حتي يقوموا بدورهم في خدمة كتاب الله علي أكمل وجه وعلي رأس المشاكل التي تحدث عنها القراء والمبتهلون يأتي إعادة إصدار لائحة مالية مناسبة لهم تتناسب والأوضاع التي تمر بها الدولة ..

وكذلك تحقيق مبدأ العدالة في توزيع خريطة التلاوات كما هو الحال مع ما تقوم به إدارة التخطيط الديني وكذلك إيجاد مكان مناسب لهم كاستراحات في المساجد التي يقومون بإحياء الفجر وصلاة الجمعة منها خاصة أن اغلب المقرئين من أقاليم مصر المختلفة وينالهم مصاعب جمة في سبيل إحياء صلاة الفجر في مساجد العاصمة المعتاد نقل الفجر منها، فضلا عن المفاجأة الكبيرة كونهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهر أغسطس عام 2012 ،وغيرها من المشاكل والعقبات التي تقف حجر عثرة أمام أدائهم لدورهم علي الوجه الامثل .

المقريء محمود اسماعيل الشريف قال إن المعاملة التي ننالها في الاذاعة تعد من أسوأ ما نري في حياتنا ، ولا تليق بالعلماء وبحفظة القرآن ونري عكسها تماما مع الساقطات والراقصات والفنانات فعلي المستوي الادبي يكونون الافضل تعاملا ،وعلي المستوي المادي يكونون الأوفر حظا ، أما نحن فالأمر مختلف تماما لأننا نعاني من شظف العيش ولم يتقاض اينا أجورا لا من الاذاعة ولا من التلفزيون منذ شهر اغسطس من العام الماضي أي منذ ثمانية اشهر .

وأضاف الشريف يعاني القراء والمبتهلون من ضعف الاجور بشكل كبير خاصة إذا علمنا أن مقابل تلاوة الفجر في الاذاعة تسعون جنيها فقط في الوقت الذي نأتي فيه من الشرقية ذهابا وإيابا وغيرنا من القراء يأتون من أقاليم مختلفة ،وكذلك نعاني من عدم وجود استراحات لنا في المساجد التي نرتادها كالحسين والسيدة زينب وغيرها من المساجد رغم انها من أكبر وأعرق مساجد القاهرة من الناحية التاريخية والدينية وكذلك الحال في صلاة الجمعة ويجب علي الاذاعة توفير الراحة النفسية لنا حتي إذا حاسبونا في حالة الخطأ يكون الامر منطقي اما أن نظل نطرق أبواب المساجد بالساعتين دون ان نأخذ راحتنا في عملنا فهو امر غير آدمي .

وتابع أن عدم العدالة في توزيع خريطة التلاوات لهو امر يدعو الي الكثير من علامات الاستفهام ونتمني من اذاعة القرآن الكريم أن تحذو حذو إدارة التخطيط الديني لأن التخطيط الديني يتبع الشفافية في التوزيع ولا احد من القراء أو المبتهلين يشكو من ذلك لأنهم ينتهجون منهج "الجدول الشهري " بحيث يكون أيام كل مبتهل معروفة له سلفا وإذا اعتذر أو لم يحضر لأي سبب غير حقيقي يتم عقابه بشكل شفاف ويكون ذلك في صلوات الفجر والجمعات وغرة كل شهر عربي أما خريطة التلاوات والتي تختص بتلاوات بعد صلاتي الظهر والعصر ومنتصف الليل فإنها تكون مقصورة علي قراء بعينهم ويعاني بعض القراء خلالها من الإقصاء والتهميش ، بينما القراء الآخرين تجري الاذاعة ورائهم وكثير ما يخذلونها علي الرغم من اعتماد الجميع من قبل لجنة محايدة من كبار القراء والمبتهلين وهي لجنة موحدة لاختبار القراء والمبتهلين معا لأنها تتضمن العديد من مشايخ القراءات وعلي رأسهم د. أحمد المعصراوي والشيخ محمد محمود الطبلاوي والشيخ عبدالحكيم عبداللطيف والشيخ محمود أمين طنطاوي والشيخ جلال حمام.. بالإضافة إلي بعض الإذاعيين والموسيقيين ومنهم مدير عام التخطيط الديني.

أما المبتهل الشيخ منتصر الاكرت فوافقه الرأي قائلا إن مشاكل القراء لم تتغير قبل الثورة عما نعانيه بعد الثورة فالمشاكل واحدة والمطالب متجددة وإن اختلف الأشخاص فأجورنا ضعيفة جدا ولا يتقاضي المبتهل سوي 23 جنيها عن الحفلة التلفزيونية وحوالي 80 جنيها عن صلاة الفجر ننفق أضعافه مشقة ومواصلات فضلا عن تأخر الرواتب لمدة عام تقريبا ، بينما كنا نري بأعيننا الفنانين يتقاضون الملايين من خزينة التلفزيون وإذا قامت إحدي الفنانات مثل غاده عبدالرازق او غادة عادل او غيرهم بما نقوم به من مجهود فإنهن سيتقاضين الملايين وهو امر يعد من المفارقات .

وأضاف نتمني من السيد صلاح عبد المقصود وزير الإعلام أن ينظر الي مشاكلنا قليلا خاصة وقد تقدمت بمذكرة الي عادل مصطفي رئيس الاذاعة منذ أيام بسبب سوء توزيع المبتهلين وبعد ان طالبني محمد عويضة بكتابة إقرار مني بعدم الاشتراك في جميع الحفلات التي تنقلها إذاعة القرآن الكريم وهو ما رفضته بالطبع .

بينما طالب الشيخ فوزي عبد الغني بدعم اجور المبتهلين والقراء قائلا لقد تمت زيادة أجور جميع العاملين في الدولة بعد الثورة فيما عدا القراء والمبتهلون قائلا إن التلفزيون المصري يمارس ضدنا العنصرية في التعامل لدرجة اننا لا نتقاضي مليما عن بعض البرامج التي تعتمد علينا من حيث التقديم او الموضوع بينما تكون المعاملة مختلفة مع الملحنين او المشاهير في شتي المجالات .

وعن مستوي المبتهلين في الوقت الحالي قال عبد الغني إن من يجيد الموشحات القديمة من القراء الآن قليلون وهو عدد يعد علي اصابع اليد الواحدة مثل سعيد حافظ وعبدالرحيم دويدار ومحمد الهلباوي وغيرهم .