جريدة النهار المصرية

حوارات

نوري المالكي صحفي سابق عينه علي مصر والاخري علي سوريا

نوري المالكي
-

مصلحة بلادي

يبدو نوري المالكي في الكثير من مواقفه كرئيس وزراء للعراق حريصًا علي بلاده يبحث عن مصلحتها سواء في علاقاته الدولية أو الاقليمية تبدي هذا جليا في موقفه من سوريا وإيران تحديدا وهي المواقف التي دعت وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بقيام بزيارة منذ أيام قليلة قيل عنها أنها مفاجئة أو أنها (لم يعلن عنها من قبل)، فإلي العراق جاء جون كيري يحمل رسالة واضحة إلي رئيس الحكومة العراقية، عن موقفه من العراق والمتناغم مع الموقف الإيراني وقد سمع كيري ماقاله نوري المالكي لوسائل الإعلام عن خشيته من نظام متطرف في سوريا يقود لتقسيم العراق وهو لا يري هذا النظام في دولة سنية بقدر مايراه في هيمنة للقاعدة علي سبيل المثال استغلال للفراغ الذي يمكن أن تتعرض له سوريا لكن في ذات الوقت حين يري المالكي أن مصلحة بلاده يمكن أن تكون مع حليف قوي لأمريكا كـ "كوريا الجنوبية " فأنه لا يمانع في تحالف مع هذا الحليف بحسبما قال نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "فإن كوريا الجنوبية تمثل شريكا مهما للعراق لا سيما في مجالات التبادل الاقتصادي والتجاري، وننظر إليها كشريك استراتيجي لنا"، واضاف المالكي بأنه و بمناسبة عقد منتدي التعاون الاقتصادي بين كوريا الجنوبية والعراق في أول أبريل 2013 - "فأن الشعب العراقي يطمح لمزيد من التعاون المشترك بين البلدين علي جميع الأصعدة".

خطط للإعمار

وحول خطط الحكومة العراقية فيما يخص إعادة إعمار البلد بعد الحرب، قال المالكي "تشير الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للطاقة إلي أن كلفة مشاريع تطوير النفط والغاز المصافي والكهرباء مع بعض الصناعات المتصلة كالبتروكيماويات والأسمدة تبلغ 620 مليار دولار علي مدي المرحلة (2012-2030) ينفق معظمها خلال السنوات العشرة القادمة، كما تشير خطة التنمية الوطنية للسنوات الخمس (2013- 2017) إلي أن كلفة تطوير جميع القطاعات ستبلغ 350 مليار دولار، يذهب حوالي نصفها لقطاع الطاقة، وسيمول حوالي 80% من إيرادات الدولة فيما يخطط لتمويل المتبقي من خلال الاستثمار ولا يخفي المالكي رغبته في مزيد من مشاركة اقتصادية مع مصر سواء بما يتعلق في إعمار العراق والمشاركة المصرية فيها بالعمالة والشركات المتخصصة أو التعاون الاقتصادي في مجال الطاقة .

النجاة من الإعدام

وإذا انتقلنا من بعض مواقف رئيس الوزراء العراقي إلي سيرته الذاتية فنحن أمام رجل حاصل علي شهادة البكالوريوس من كلية أصول الدين في بغداد ثم شهادة الماجستير في اللغة العربية من جامعة صلاح الدين في أربيل. وقدغادر نوري المالكي العراق عام 1979 بعد صدور حكم بإعدامه ولجأ إلي سوريا التي بقي بها حتي عام 1982، ثم انتقل إلي إيران، إلا أنه عاد إلي سوريا حيث رفض الانضمام إلي الجيش الإيراني ومقاتلة الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية، وبقي في سوريا حتي الغزو الأمريكي للعراق.

حزب الدعوة

نوري المالكي له قصة في مع الأحزاب منذ كان في المنفي حيث انضم إلي حزب الدعوة الإسلامية في عام 1970، وأصبح عضوًا في قيادة الحزب ومسئولًا عن تنظيمات الداخل طيلة فترة وجودة في المنفي، وتولي مسؤولية الإشراف علي «صحيفة الموقف» المعارضة والتي كانت تصدر من دمشق وقد صدر له كتاب بعنوان «محمد حسن أبو المحاسن حياته وشعره»، وكتب العديد من المقالات في المجالين السياسي والفكري، كما تولي رئاسة «مكتب الجهاد» الذي كان مسئولًا عن تنسيق الأنشطة داخل العراق. وكان رئيسًا للهيئة المشرفة علي مؤتمر المعارضة العراقية في بيروت عام 1990، كما كان عضوًا فاعلًا في جميع مؤتمرات المعارضة العراقية التي عقدت في شمال العراق وفي خارجه.

العودة إلي العراق

بعد إسقاط نظام صدام حسين في 9 أبريل من عام 2003 عاد المالكي إلي العراق بعد هجرة دامت ربع قرن. واختير كعضو مناوب في مجلس الحكم العراقي الذي أسس من قبل سلطة الائتلاف المؤقتة برئاسة بول بريمر، كما شغل منصب نائب رئيس المجلس الوطني المؤقت، وأسهم في تأسيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد والذي كان الناطق الرسمي باسمها، وهي التي رشحته لتولي مسئولية رئاسة لجنة الأمن والدفاع في الجمعية الوطنية. وشارك في لجنة صياغة الدستور العراقي الذي كان عضوًا فيها وربما كانت عودته المدعومة امريكيا مصدر للانتقادات الموجهة اليه من كل خصومه.

رئاسة الوزراء

أنتخب المالكي لتشكيل أول حكومة عراقية دائمة منتخبة في شهر مايو من عام 2006 وذلك بعد أن تخلي رئيس حزب الدعوة الإسلامية رئيس الحكومة إبراهيم الجعفري عن ترشيحه للمنصب بعد معارضة شديدة من الكتل السنية والكردية له . وكان الوضع الأمني في بداية ولايته قد أصبح أكثر سواً، حيث بدأت عمليات الخطف والتهجير والقتل الطائفي. فأطلق في عام 2007 خطة لفرض القانون، وكان من بين أعمال هذه الخطة عملية صولة الفرسان علي ميليشيا جيش المهدي في البصرة والناصرية وبغداد وبعض المحافظات التي كانت شبه خاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة، وعمليات أم الربيعين في الموصل وذلك لتفكيك تنظيم القاعدة، بالإضافة إلي عدة عمليات عسكرية في المناطق الساخنة. كما إنه وقع علي إعدام الرئيس الأسبق صدام حسين الذي صدر من محكمة عراقية، وقام بتنفيذ الحكم بسرعة.

رسالة سلام

وعلي الصعيد الدولي، وجه من خلال خطابات وزيارات عدة رسالة سلام وتعاون إلي دول العالم ومنها دول الجوار التي تحولت حدودها مع العراق إلي نقاط توتر. ونال خلال زياراته لدول العالم دعمًا ومؤازرة لمبادرة المصالحة الوطنية، ولرغبة العراق الجديد في طي صفحة الماضي وتأسيس علاقات قائمة علي الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشئون الداخلية. كما تم في نهاية عام 2008 توقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة وذلك لتنظيم عملية انسحاب القوات الأمريكية منه.

انتخابات 2010

في انتخابات 2010تأخر ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي عن القائمة العراقية بمقعدين، حيث حصلت قائمته علي 89 مقعد في مجلس النواب، بينما حصلت العراقية علي 91 مقعد. وعلي الرغم من إنه صرح في يوم الانتخابات بأنه عازم علي تسليم السلطة بشكل سلمي، كما أن عمليات تزوير ليست مؤثرة في النتيجة بشكل كبير. لكنه تراجع عن تصريحاته بعد إعلان النتائج وتاخره بمقعدين، وسعي إلي عملية إعادة العد والفرز وهو ما تم، إلا إنه تم تأكيد النتيجة. وبعد 8 أشهر من إجراء الانتخابات استطاع الفوز بمنصب رئيس الوزراء لفترة رئاسية جديدة وذلك بعد حل المشاكل العالقة ومنها تأسيس المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية علي أن توكل رئاسته لرئيس القائمة العراقية إياد علاوي. وكلف رسميا بتشكيل الحكومة في 25 نوفمبر 2010 وذلك قبل يوم من انتهاء المهلة الدستورية الممنوحة لرئيس الجمهورية جلال طالباني لتكليف من يتولي رئاسة الوزراء، واعتبر هذا التأخير بالتكليف الرسمي بهدف منحه أكبر وقت ممكن للتفاوض حول تشكيلة الحكومة وتوزيع المناصب الوزارية خلال مدة ثلاثين يومًا ولا يزال المالكي في منصبه رغم كل العواصف المحيطة بالعراق في عالم متقلب .يبقي أن نشير إلي أن رئيس الوزراء العراقي متزوج وله أربع بنات وولد واحد.