النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

سوريا حلبة صراع دولية

-

 

وقد حذر الخبراء من اتجاه سوريا الي مزيد من الوضع الكارثي الذي ستنعكس اثاره علي المنطقة برمتها خاصة مع استبعاد سقوط نظام بشار الأسد في الوقت الذي لا تزال فيه المعارضة غير موحدة ولم تصل الي تشكيل حكومي جديد يمهد لمرحلة انتقالية ، ووسط اعتراضات من قبل روسيا وايران والصين علي منح مقعد سوريا للمعارضة خلال القمة العربية الأخيرة في الدوحة . وفي هذا الاطار حذر د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية من استمرار تدهور الاوضاع في سوريا ، لافتا إلي أنه لاحل في الأفق المنظور للأزمة السورية بسبب الحرب الباردة الدولية الجديدة التي تلقي بظلالها علي الأزمة السورية .

لانية للتدخل العسكري

ووصف العربي في تصريحات له الوضع الحالي في سوريا بأنه قاتم للغاية والبلد يدمر والمسئولون سواء في الحكومة او المعارضة لا أحد منهم يرغب في الوصول الي حل .

ونبه العربي الي وجود فشل في مجلس الأمن في التعامل مع الأزمة السورية في ظل استعمال الفيتو الروسي والصيني ضد أي مشروع قرار بشأن سوريا موضحا أن الحالة السورية من أبرز الحالات في العالم بعد القضية الفلسطينية ولاتوجد رغبة في مجلس الأمن للتدخل الجدي لايجاد حل للأزمة .

و حول فرص التدخل العسكري الغربي في سوريا، قال العربي لا توجد دولة في العالم لديها امكانيات عسكرية او مادية ترغب في التدخل العسكري ولا تريد لأي من أبنائها أن يقتل في سوريا كما لا توجد رغبة في مجلس الأمن لاستصدار قرار ملزم لوقف اطلاق النار رغم أن المطروح عربيا هو ارسال قوات حفظ سلام .

وحول فرص الحل السياسي في سوريا ، قال لا نري شيئا في الأفق ونحن نحاول الوصول الي مرحلة يتم فيها احداث التوازن بين جميع الأطراف، خاصة وأن أطراف الأزمة أصابها الارهاق التام ولا تستطيع الحسم العسكري.

واعتبر العربي أن الوضع في سوريا مغاير تماما لما حدث باليمن موضحا ان النظام السوري فيه نواح طائفية اخري غير النظام اليمني وبالتالي فان المعاناة تطال جميع اطياف الشعب السوري وقال : الأحوال في سوريا سيئة للغاية ونتمني أن لا يحدث لأي شعب عربي ما يحدث للشعب السوري .

مرحلة الخطر

من جهته أكد السفير أحمد بن حلي الأمين العام للجامعة العربية أهمية دعوة الرئيس محمد مرسي لعقد قمة مصغرة لبحث الأزمة السورية و التي طرحها في خطابه أمام القمة العربية بالدوحة موضحا أن أي مبادرة باتجاه إيجاد حل لهذه الأزمة التي تفاقمت في الآونة الأخيرة ينطوي علي أهمية كبري لتوفير أرضية تمهد لتحريك الأمور خاصة عندما تعقد قمة علي مستوي القيادات والتي من شأنها أن تتخذ قرارات عملية تجد طريقها الي التطبيق.

ونبه الي أن الأزمة السورية بلغت مرحلة خطيرة من التصعيد ودخلت منطقة الكارثة وهو ما يستوجب الإسراع الي ايجاد الأفكار الخلاقة والحلول المبدعة التي تشكل دعوة الرئيس مرسي أحد تجلياتها معربا عن أمله في أن تتجاوب الأطراف المعنية معها سواء النظام السوري أو المعارضة للخروج من المحنة التي يعيشها الشعب السوري وتجنب التدخل الأجنبي.

سوريا تنهار

وأكد أنه علي الرغم من حسم ملف منح الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنظماتها ومؤسساتها فإنه من الضروري البحث عن الحل السياسي الذي يمثل أحد الاولويات المطلقة التي يجب وضعها في أجندة الجميع .

وحذرمن أن سوريا ستتعرض للانهيار واذا لم تتحرك الأطراف المعنية بمبادرات وافكار سواء المعارضة أوالنظام للالتقاء علي المصلحة الوطنية.

وعما اذا كان منح مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنظماتها للمعارضة سيؤدي الي تداعيات تؤثر علي الحل السلمي أوضح السفير بن حلي أنه بالنسبة للجامعة العربية مازال الحل السياسي هو السبيل الوحيد والسليم لمعالجة الأزمة وإنهاء مآساة الشعب السوري مبينا أنه علي الرغم من منح مقعد سوريا للمعارضة فسوف تستمر جهود الحل السلمي .

وشدد في هذا السياق علي ضرورة إسراع المعارضة الي توسيع دائرة التمثيل والاستيعاب لكل القوي والتيارات والاتجاهات ، وان تجسد الواقع داخل سوريا وأن يشارك كل من في الداخل بالائتلاف .

ودعا في الوقت نفسه النظام السوري الي التجاوب مع مبادرات الحل السياسي ووقف هذه المأساة التي تؤلم الجميع وأن يكون لديه بدائل"، مشيرا إلي أن الدول العربية متمسكة بانهاء أزمة الشعب السوري وهو ما تجلي في التأكيد في إعلان الدوحة علي الحل السياسي كحل وحيد لانهاء الازمة بكل أبعادها وجوانبها.

مهمة الإبراهيمي

وحول توقعاته لمهمة الأخضرالابراهيمي المبعوث الأممي والعربي لسوريا بعد قمة الدوحة وقراراها بمنح مقعد سوريا للمعارضة نبه السفير بن حلي الي أنه مازالت هناك فرص وحلول يمكن أن يعمل الابراهيمي من خلالها .

وأضاف : لا ينبغي القول بان الوقت انتهي واغلق الباب علي الحل السلمي كما ان موضوع سوريا ليس أزمة داخلية وانما أضحي أزمة اقليمية ودولية ولابد وان يتحمل الجميع مسئولية الحل السياسي وكذلك لابد من ايجاد حلول لموضوع النازحين واللاجئين والمشاكل التي تتفاقم يوميا بسبب هذه الاعداد الآخذة في الزيادة الي دول الجوار بسبب شدة المعارك في الداخل والموضوع تجاوز النطاق العربي والمسئولية دولية بامتياز.

ردود دولية سلبية

وفيما يتعلق بردود الفعل السلبية التي أبدتها بعض الأطراف الدولية تجاه منح مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة واعتبار هذه الخطوة معطلة للحل لفت بن حلي الي أن هذه رؤية روسيا وغيرها من أطراف أقليمية متسائلا : ما هو الحل العملي الذي اقدمت عليه هذه الدول الآن بينما يقدم السوريون التضحيات كل يوم شهداء وجرحي وتدمير للبنية التحتية وهو ما يستوجب القيام بخطوات عملية لإنقاذ الشعب السوري ، معربا عن قناعته بأن الوقت حان للإقدام علي حل عملي بشكل ملزم

ورأي أن الأمم المتحدة تمثل دائما المظلة الكبري لفرض الحل بعيدا عن أجندات بعض الأطراف وذلك حتي يمكن تجنيب الشعب سوريا المزيد من الدمار والقتل والتشريد والتخريب .

صراع اقليمي

من جانبه اكد حامد محمود الخبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية أن ما تشهده سوريا هو صراع اقليمي ودولي زاد من تعقيده اقرار القمة العربية الأخيرة حق التسليح للدول الراغبة في تسليح المعارضة السورية وهو ما احدث خلافات عربية ـ عربية وخلافات دولية حول هذه الخطوة ، فقد تراجعت فرنسا عن هذه الخطوة ولم يحدث تأييد لقرارها في التسليح ، وايدتها فقط انجلترا فيما عارضتها ألمانيا وحلف الاطلنطي ، كما تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية لمخاوفها من اندلاع صراع اقليمي قد يدخل فيه العراق ايضا بالاضافة الي تركيا وايران، بالاضافة الي مخاوف من استخدام الاسلحة ضد اسرائيل ، والحالة الليبية خير شاهد علي تهريب الأسلحة .

النظام هو الحل

ورأي محمود أن مهمة المبعوث الاممي العربي الخاص بسوريا الاخضر الابراهيمي لا تزال ملبدة بالعراقيل نظرا لعدم وجود نية حقيقية لدي الأطراف من اجل الوصول إلي حل سياسي .

وقال : في اعتقادي ان اقرب الاطراف للحل هو النظام وليس المعارضة التي هي الآن في حالة نشوة مدعومة ببعض الاطراف الاقليمية وتراهن علي الفوز الكاسح علي النظام بعيدا عن المفاوضات ، وهذا خطأ حيث يدفع الشعب السوري الفاتورة باستمرار المعارك والتهجير في ظل ظروف قاسية ، فيما قادة المعارضة متفرقين.

ومن هنا فان الحل لهذه الازمة شديدة التعقيد لابد أن يكون عربيا مدعوم دوليا ، ويتمثل في الدخول لمرحلة انتقالية يقوده نائب الرئيس فاروق الشرع من اجل ضمان خروج آمن للرئيس وليكن الي دولة مثل روسيا مثلا ، ثم العمل علي تحقيق مصالحة سورية داخلية تشمل كل الاطراف.