من قلب العريش.. وزير الثقافة يطلق «بيت السرد» والمنصة الرقمية لأندية الأدب ويعلن عامًا ثقافيًا كاملًا في شمال سيناء

في ختام فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من المؤتمر العام لأدباء مصر، التي انعقدت بمدينة العريش تحت عنوان «الأدب والدراما: الخصوصية الثقافية والمستقبل» — دورة الكاتب الكبير محمد جبريل — أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة إطلاق مشروع «بيت السرد»، إلى جانب قرب تدشين أول منصة رقمية لأندية الأدب ونتاج المؤتمر، داعيًا أدباء مصر إلى توثيق وتخليد بطولات حرب أكتوبر المجيدة وسائر معارك الدفاع عن الوطن في أعمال أدبية تتحول إلى ذاكرة وطنية حية.
جاء ذلك بحضور اللواء الدكتور أركان حرب خالد مجاور محافظ شمال سيناء، واللواء خالد اللبان مساعد وزير الثقافة لشؤون رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتور مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية، والشاعر عزت إبراهيم الأمين العام للمؤتمر، ونخبة من الأدباء والمثقفين من مختلف محافظات الجمهورية.
وأكد وزير الثقافة، في كلمته، اعتزازه بانعقاد المؤتمر على أرض سيناء الغالية، مشيرًا إلى أنها عاصمة الثقافة المصرية لعام 2026، ومعلنًا انطلاق عام كامل من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية التي ستجوب مدن وقرى شمال سيناء، من العريش إلى بئر العبد، ومن الحسنة إلى نخل، ومن رفح إلى الشيخ زويد، بهدف إيصال رسالة التنوير وترسيخ قيم الانتماء والهوية الوطنية.
وشدد الوزير على أن الثقافة ستظل خط الدفاع الأول في مواجهة التطرف والجهل وتزييف الوعي، وأن وزارة الثقافة ماضية في إتاحة المنتج الثقافي ودعم الإبداع في كل ربوع الوطن، ضمن مشروع الدولة لبناء الإنسان المصري. كما دعا الأدباء إلى توثيق بطولات أبناء سيناء وأبطال مصر في حرب أكتوبر وسائر الحروب، مؤكدًا تبني الوزارة نشر هذه الأعمال والسعي لتحويلها إلى أعمال درامية وسينمائية وتليفزيونية.
وأوضح وزير الثقافة أن «بيت السرد» يهدف إلى رعاية المبدعين وكُتّاب السيناريو وصقل مواهبهم وفتح مسارات جديدة للإبداع، بما يسهم في تحويل النصوص الأدبية إلى سردية وطنية تحفظ بطولات الأبطال للأجيال المقبلة. كما أعلن عن قرب إطلاق منصة رقمية شاملة تضم نتاج مؤتمر أدباء مصر، ومسابقات أندية الأدب، وسلاسل النشر المركزية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، في إطار يواكب التحول الرقمي ويحافظ على الهوية الثقافية.
من جانبه، أكد محافظ شمال سيناء اللواء الدكتور خالد مجاور استعداد المحافظة الكامل لاستضافة فعاليات عام الثقافة المصرية 2026، مشيرًا إلى أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لتحقيق التنمية الشاملة، وفي مقدمتها التنمية البشرية التي يمثل الجانب الثقافي فيها ركيزة أساسية لبناء جيل واعٍ مرتبط بهويته الوطنية، مستعرضًا قدرة المصريين التاريخية على حماية وطنهم وصون أمنهم القومي.
بدوره، أشار اللواء خالد اللبان إلى أن هذه الدورة عكست حوارًا ثقافيًا ثريًا بين الأدب والدراما والنقد، مؤكدًا استمرار دعم الهيئة لهذه الفعاليات التي تفتح آفاق التعبير الحر وتسهم في بناء الوعي وترسيخ الانتماء.
وأعلن الشاعر عزت إبراهيم توصيات المؤتمر، التي أكدت الالتزام بالثوابت الوطنية والثقافية، ورفض جميع أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، والدفاع عن حرية الإبداع، ودعم الموقف المصري الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني، ورفض أي ممارسات مخالفة للقوانين الدولية والإنسانية، إلى جانب التضامن مع دولة الصومال الشقيقة في مواجهة ما يهدد أمنها واستقرارها.
كما أوصى المؤتمر بوضع مدونة سلوك وطنية للدراما المصرية تحفظ الهوية والقيم المجتمعية مع صون حرية الإبداع، وإعداد كوادر متخصصة في جمع وتوثيق المأثورات الشعبية، خاصة في شمال وجنوب سيناء، حفاظًا على التراث من الاندثار، مع منح المواقع الثقافية بسيناء أولوية في الموازنات.
وشهدت الجلسة الختامية تكريم عدد من الرموز الأدبية والثقافية؛ حيث كُرّم اسم الكاتب الكبير محمد جبريل وتسلمت درع التكريم الناقدة الدكتورة زينب العسال، إلى جانب تكريم عدد من الشعراء والنقاد والإعلاميين، وعدد من أبناء شمال سيناء، وتكريم خاص للدكتور مسعود شومان تقديرًا لعطائه الثقافي الممتد.

