النهار
جريدة النهار المصرية

سياسة

نائب بمجلس الشيوخ: الاعتراف الإسرائيلي بصوماليلاند عبث بالجغرافيا وتهديد للأمن الإقليمي

 النائب مجدي البري
أحمد البيومي -

أكد النائب مجدي البري، عضو لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، والأمين المساعد لأمانة التنظيم المركزية بحزب مستقبل وطن، أن الإعلان الأحادي الصادر عن إسرائيل بالاعتراف بما يسمى إقليم صوماليلاند كدولة مستقلة يمثل تطورًا بالغ الخطورة ويعكس نهجًا سياسيًا يسعى إلى تقويض سيادة الدول وإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية خارج إطار الشرعية الدولية.

وأوضح البري أن هذه الخطوة تمثل سابقة خطيرة تهدد وحدة الأراضي الوطنية لجمهورية الصومال، وتفتح الباب أمام موجة جديدة من النزعات الانفصالية في منطقة القرن الإفريقي، مشددًا على أن الصمت الدولي أو التراخي في مواجهة هذه التحركات قد يؤدي إلى تداعيات ممتدة تمس الأمن الإقليمي والدولي. وأشاد بالموقف الحاسم لجامعة الدول العربية الرافض بشكل قاطع لهذا الاعتراف، واصفًا القرار الإسرائيلي بأنه إجراء أحادي باطل ينتهك مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويمس سيادة الصومال وسلامة أراضيها.

وأشار النائب إلى أن القرن الإفريقي يُعد من أكثر المناطق حساسية جيوسياسيًا، لارتباطه المباشر بأمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخطوط الملاحة والتجارة العالمية، محذرًا من أن أي محاولة لزعزعة استقرار المنطقة ستنعكس مباشرة على الأمن القومي العربي والمصري على وجه الخصوص، نظرًا لتداخل المصالح الاستراتيجية والاقتصادية.

وأشاد البري بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية، الذي أكد رفض مصر التام لكافة الإجراءات الأحادية التي تمس سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها، وإدانتها للاعتراف الإسرائيلي بما يسمى «أرض الصومال»، معتبرًا أن البيان يعكس ثوابت السياسة الخارجية المصرية ورؤية استراتيجية واعية للتحديات الإقليمية.

وأوضح النائب أن الموقف المصري يجسد عدة حقائق جوهرية، أهمها التزام مصر باحترام سيادة الدول، ورفض فرض الأمر الواقع بالقوة، وحماية الأمن القومي العربي والإفريقي، ودعم الدولة الصومالية ومؤسساتها الشرعية. ودعا المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، واتخاذ موقف واضح وحازم ضد أي اعترافات أحادية غير شرعية، مؤكدًا أهمية تنسيق الجهود العربية والإفريقية لاحتواء هذه التحركات ومنع خلق كيانات انفصالية جديدة تهدد استقرار المنطقة.

واختتم البري تصريحاته بالتأكيد على أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ستظل صوت الحكمة والتوازن في المنطقة وحائط الصد الأول ضد أي محاولات للعبث بأمنها واستقرارها، مشددًا على أن ثوابت السياسة الخارجية المصرية ليست محل تفاوض، وأن القاهرة ستواصل دورها التاريخي في صون الشرعية الدولية ودعم وحدة الدول وسيادتها دون تراجع.