النهار
جريدة النهار المصرية

حوادث

«اعمل الشاي يا حسين»كلمة السر ..بعد سنوات على القضية… والدة الإعلامية شيماء جمال تكشف أسرارًا لأول مرة

الحاجة ماجدة والدة الاعلامية شيماء جمال ومحرر النهار
أحمد قادومة -

لم تكن الجملة مجرد طلب عابر،«اعمل الشاي يا حسين»…

كانت كلمة السر التي أنهت حياة ابنتها، وأغلقت باب بيت، وفتحت جرحًا لم يندمل حتى بعد تنفيذ الإعدام.

سنوات مرّت على واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام المصري، لكن ملامح الألم ما زالت كما هي على وجه الحاجة ماجدة الحشاش، والدة الإعلامية الراحلة شيماء جمال.

بين دمعة محبوسة وزفرة ثقيلة، فتحت الأم قلبها لـ«النهار»، لتعيد سرد القصة من البداية… من لحظة الاختفاء، حتى مشهد الدراما الذي أعاد لها الكابوس من جديد.

«من أول يوم… حسّيت إن في حاجة غلط»

-في البداية، نرجع ليوم اختفاء شيماء… إيه اللي حصل؟

«من أول لحظة وأنا قلبي كان مقبوض… شيماء عمرها ما تختفي ولا تقطع اتصالها. قالوا راحت الكوافير وما رجعتش… بسأنا كأم حسّيت إن في مصيبة.»

تتوقف قليلًا، ثم تكمل بصوت مبحوح:

«ما كنتش أعرف إن بنتي طالعة على الموت، وإن الأرض اللي رايحاها هتكون قبرها.»

«قالها: هنروح نشوف الأرض اللي هكتبها باسمك»

-آخر كلام دار بينها وبين زوجها كان إيه؟

«قال لها: يلا نروح نشوف الأرض اللي هكتبها باسمك. كانت فاكرة إن دي خطوة أمان، وحق هيتسجل باسمها.»

وتضيف:

«ما كانتش تعرف إن كل حاجة كانت متحضّرة قبل ما توصل.»

-مشهد المزرعة… الدقائق الأخيرة

بحسب ما كشفته التحقيقات، استُدرجت شيماء إلى مزرعة نائية بمنطقة البدرشين.

كانت الحفرة جاهزة، والأدوات معدّة، وكل شيء تم ترتيبه مسبقًا.

-ماذا حدث داخل المزرعة؟

«أول ما دخلت، اتضربت في راسها ضربات قوية. وقعت، حاولت تقوم، حاولت تدافع عن نفسها.»

وتكمل بصوت مختنق:

«كبلوها من إيديها ورجليها، وكتموا نفسها لحد ما الحركة وقفت.

«اعمل الشاي يا حسين»… إشارة التنفيذ

-التحقيقات ذكرت جملة بعينها…

«الجملة دي كانت إشارة. لما قال: اعمل الشاي يا حسين، دي كانت بداية التنفيذ. مش طلب شاي… دي كانت كلمة السر.»

-دفن الجثمان ومحاولة طمس الحقيقة

«بعد ما اتأكدوا إنها ماتت، دفنوها في الحفرة، وسكبوا مادة حارقة علشان يضيعوا الملامح، وسرقوا دهبها. لكن الحق مابيضيعش.»

«شوفت بنتي في المشرحة… مكبلة»

-لحظة التعرف على الجثمان؟

«شوفت بنتي في المشرحة. مكبلة، وضربات الرأس واضحة. المشهد ده محفور جوايا ومش هينتهي.»

«القتل ما كانش علشان هتعلن جواز»

في روايات قالت إن القتل كان بسبب تهديدها بإعلان الزواج…

«الكلام ده مش حقيقي. شيماء ما اتقتلتش علشان جواز.»

وتؤكد بحسم:

«بنتي كانت عارفة عنه فساد كبير، وحاجات لو خرجت للنور كانت هتدمر ناس.

«صفقة 250 مليون دولار… ودي كانت نهايتها»

-تقصدي إيه بالفساد؟

«كان على علاقة مباشرة بشريكه في الجريمة، وبيخلصوا ورق أرض مقابل صفقة بـ250 مليون دولار. دي كانت صفقةعمره.»

وتضيف:

شيماء كانت عارفة التفاصيل، وده خلّا وجودها خطر.

«عملت فرح يوم تنفيذ الإعدام»

-يوم تنفيذ الحكم كان لحظة فاصلة؟

– «أنا عملت فرح، ودبحت دبايح. اليوم ده كان يوم حق وعدل، بعد سنين من القهر.»

«هقاضي الشركة المنتجة… شوهوا صورة بنتي»

-نرجع لأزمة مسلسل (ورد وشوكولاتة)…

«قررت أقاضي الشركة المنتجة. اللي اتعرض تشويه أخلاقي لبنتي.»

وتوضح:

«طلعوا شيماء بتسهر من صاحب القناة، وده كذب. بنتي عمرها ما كانت بالشكل ده.»

لم تُقتل شيماء جمال بسبب منشور، ولا تهديد عاطفي،

ولا إعلان زواج. قُتلت لأنها عرفت أكثر مما ينبغي،

وشهدت فسادًا وصفقة بمئات الملايين.

أما جملة «اعمل الشاي يا حسين»

فستظل محفورة في الذاكرة،كلمة سر…فتحت باب الجريمة،وأغلقت حياة