النهار
جريدة النهار المصرية

فن

ذكرى رحيل أحمد عدوية.. صوت الأغنية الشعبية الذي لا يغيب

احمد عدوية
لينا غالي -

تحل ذكرى رحيل الفنان الشعبي المصري أحمد عدوية كوقفة مهمة لاستعادة مسيرة أحد أكثر الأصوات تأثيرًا في تاريخ الأغنية الشعبية بمصر والعالم العربي. فقد كان عدوية رمزًا لمرحلة فنية كاملة، نقل فيها الأغنية الشعبية من حدود الحارات الشعبية إلى المسارح والإذاعات، وجعلها جزءًا أصيلًا من الوجدان المصري.

وُلد أحمد عدوية في بيئة بسيطة، وانعكست تفاصيل الحياة اليومية للناس في أغانيه، فعبّر عن أفراحهم وهمومهم بلغة قريبة من الشارع، وبأسلوب عفوي صادق. منذ ظهوره في سبعينيات القرن الماضي، استطاع أن يفرض لونًا غنائيًا جديدًا، تميّز بالإيقاع السريع والكلمات الخفيفة، ما جعله محبوبًا لدى شرائح واسعة من الجمهور، خاصة الشباب.

قدّم عدوية عشرات الأغاني التي ما زالت حاضرة حتى اليوم، مثل “السح الدح أمبو” و*“بنت السلطان”* و*“زحمة يا دنيا زحمة”*، والتي تحوّلت إلى علامات فارقة في تاريخ الغناء الشعبي. ورغم ما واجهه في بداياته من انتقادات بسبب خروجه عن القوالب التقليدية، فإن الزمن أنصف تجربته، وأثبت تأثيره العميق على أجيال لاحقة من مطربي الأغنية الشعبية.

في ذكرى رحيله، يستعيد الجمهور والنقاد إرثه الفني الذي لم يكن مجرد أغنيات للترفيه، بل وثيقة اجتماعية تعكس تحولات المجتمع المصري وثقافة الشارع. ويبقى أحمد عدوية حاضرًا بصوته وأعماله، كأحد رواد الأغنية الشعبية، واسمًا لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن تطور هذا اللون الغنائي