مستقبل أطفالنا أم مشاهدات الترند؟.. صراع جديد يهدد الصحة النفسية للصغار

في زمن أصبح فيه «التريند» هدفا بحد ذاته، يجد بعض الأطفال أنفسهم ضحايا لمحتوى تصوره أسرهم أو محيطهم لنشره على منصات التواصل الاجتماعي، مثل التيك توك، ما يعرضهم للتنمر والإيذاء النفسي في مدارسهم ومجتمعهم.
كان أوضح مثالا على تلك الأزمة فيديو انتشر بسرعة الصاروخ على مواقع التواصل الاجتماعي لطفل يناشد والديه التوقف عن نشر محتوى عنه، لأنه أصبح هدفا للسخرية من أصدقائه، فيما كان رد الأهل قاسيا، مؤكدين أنه «لا شأن له بما يُقال عنهم».
هذا الفيديو تسبب في حالة غضب كبيرة بين جماهير مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين باتخاذ إجراءات قانونية ضد الأبويين.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فقد شهدنا حالات لأطفال مُنعوا من دخول المدارس بسبب محتوى آبائهم أو أولياء أمورهم، ما يؤكد حجم التأثير النفسي والاجتماعي لهذه التصرفات على الصغار.
السؤال المطروح: هل أصبح الشهرة أو المال أهم من سلامة أطفالنا النفسية ومستقبلهم؟ بالطبع لا، فهناك من يقدم محتوى هادف وقيم للأطفال، لكن المشكلة تكمن في المحتوى الذي يسيء للطفل نفسيا، ويجعل منه أداة لتحقيق عدد مشاهدات أو «تريند» مؤقت.
آن الأوان أن نضع حماية الأطفال وصحتهم النفسية في المقام الأول، قبل أي اعتبار آخر، لأن مستقبلهم يستحق اهتمامنا أكثر من أي لحظة شهرة على الإنترنت.

