لماذا أطاح الرئيس الصيني بـ 3 من كبار الضباط بالجيش؟

أعلنت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب إسقاط عضوية ثلاثة ضباط صينيين رفيعي المستوى من الهيئة التشريعية العليا، في خطوة تعكس اتساع نطاق الحملة لتشمل قيادات بارزة في المنظومة العسكرية والأمنية، في ظل حملة مكافحة الفساد المتواصلة داخل الجيش الصيني، ووفق بيان صادر عن الحزب الشيوعي، شملت القرارات إسقاط عضوية «وانج رنهوا، رئيس لجنة الشؤون السياسية والقانونية التابعة للجنة العسكرية المركزية، وتشانج هونج بينج، المفوض السياسي لقوات الشرطة المسلحة الشعبية، ووانج بينج، مدير إدارة التدريب في اللجنة العسكرية المركزية».
ورغم ذلك، لا يزال الضباط الثلاثة أعضاء كاملين في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وهي أعلى هيئة لصنع القرار داخل الحزب، وبحسب صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست»، جاء الإعلان ليؤكد تكهنات سابقة حول مصير هؤلاء القادة، بعدما لُوحِظ غيابهم عن مناسبات عسكرية وحزبية مهمة خلال الأشهر الماضية، من بينها احتفالات ذكرى تأسيس جيش التحرير الشعبي في أواخر يوليو، والجلسة العامة الرابعة للجنة المركزية التي عقدت في أكتوبر.
ويعد وانج رنهوا 63 عامًا أحد أبرز الأسماء التي شملها القرار، الذي رُقِّي إلى رتبة أميرال العام الماضي بقرار من الرئيس الصيني شي جين بينج، وأُسندت إليه مسؤولية الإشراف على المحاكم والنيابات والسجون العسكرية. وكانت ترقيته في مارس 2024 قد حظيت بتغطية واسعة من وسائل الإعلام الرسمية، ليصبح ثالث مسؤول أمني يتولى هذا المنصب منذ إعادة هيكلة الجيش عام 2015، وينحدر وانج من مقاطعة سيتشوان، وتولى سابقًا مناصب حساسة، بينها إدارة الوحدة السياسية في مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في صحراء غوبي، ونائب رئيس إدارة العمل السياسي في القوات البرية.
وفي عام 2017، شغل منصب كبير مسؤولي مكافحة الفساد في أسطول بحر الصين الشرقي التابع للبحرية الصينية، أما تشانج هونج بينج (59 عامًا)، فتمت ترقيته إلى رتبة فريق أول في عام 2022، وتعيينه مفوضًا سياسيًا لقوات الشرطة المسلحة الشعبية، وقبل ذلك شغل منصب المفوض السياسي لقيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي منذ عام 2019.
فيما يتعلق بوانج بينج (61 عامًا)، فقد رقي إلى رتبة فريق أول مساعد في ديسمبر 2021، وعين رئيسًا لإدارة التدريب والإدارة في اللجنة العسكرية المركزية. وينحدر من مقاطعة هونان، وتخرج في جامعة نانجينج عام 1985 حاصلًا على شهادة في الاقتصاد، قبل أن يلتحق بالجيش ويقضي عقودًا في مواقع التدريب الميداني.
وأشارت تقارير أكاديمية سابقة، بينها تقرير صادر عن جامعة نانجينج عام 2009، إلى أن وانج بينج كان ينظر إليه باعتباره قائدًا كفءًا وذا أفكار مبتكرة، إذ قاد وحدة تم اختيارها لتكون «قوة زرقاء» تحاكي العدو في مناورات عسكرية عام 2008، كما شغل لاحقًا منصب نائب رئيس أركان قيادة المسرح الشرقي في 2016، ثم نائب رئيس ومدير التعليم في جامعة الدفاع الوطني عام 2021.
وفي السياق ذاته، أعلنت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب إسقاط عضوية خه ويدونج، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية السابق، بعد فصله من الحزب في أكتوبر الماضي، كما تم تجريد خه هونج جون، وهو مسؤول كبير سابق في إدارة العمل السياسي بجيش التحرير الشعبي، من مقعده في المجلس التشريعي عقب طرده من الحزب في الشهر نفسه.
ومنذ توليه زمام البلاد عام 2013، تسارعت حملة «شي» الشرسة لاستئصال الفساد في جيش التحرير الشعبي الصيني، إذ شملت تحقيقات وإقالات مع ضباط يشرفون على أفرع رئيسية في الجيش، وتأتي حملة التطهير الكبيرة في الجيش الصيني، في وقت تشهد فيه منطقة المحيطين الهندي والهادئ تطورات خطيرة، خاصة مع سعي الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز وجودها في المنطقة، تارة عن طريق إبرام اتفاقيات دفاعية مع دول المنطقة مثل الفلبين وفيتنام، وتارة أخرى عن طريق رفع الكفاءة القتالية لقواتها الموجودة في قواعدها العسكرية في اليابان وكوريا الجنوبية.
وتتزامن تلك الإقالات في خضم التصريحات الأخيرة لرئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي، التي ربطت أمن بلادها بأمن تايوان، بل وهددت بشن هجوم على الصين حال نفَّذت أي هجوم محتمل على تايوان، الأمر الذي دفع الجيش الصيني إلى إصدار تهديدات وصلت إلى حد سحق اليابان والتي وصفتها وسائل إعلام صينية بأنها الأخطر على الإطلاق.

