دلالات اعتراف إسرائيل بصوماليلاند.. أهداف خفية

علّق الدكتور حمدي عبدالرحمن، أستاذ العلوم السياسية في جامعتي زايد والقاهرة، على اعتراف إسرائيل بصوماليلاند، موضحاً أنه في خطوة لا تبدو مفاجئة إلا في توقيتها، أعلنت إسرائيل في 26 ديسمبر 2025 اعترافها بصوماليلاند وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الطرفين، مؤكداً أنه من الواضح أن الحسابات الجيوسياسية لإسرائيل قد تغيرت بشكل كبير بعد أكتوبر 2023 مع حرب غزة والهجمات الحوثية اللاحقة على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وذكر «عبدالرحمن» في تحليل له، أن هذه الأمور دفعت إسرائيل إلى إعادة تقييم سياساتها الإقليمية بعد أن أدركت أن قاعدة واحدة في إريتريا تُعرِّض إسرائيل لتقلبات سياسية وتحد من نطاق عملياتها ضد تهديدات الحوثيين المتفرقة، واعتباراً من عام 2024 فصاعداً، كثّفت الاستخبارات الإسرائيلية - وتحديداً الموساد - انخراطها الهادئ مع صوماليلاند، وأقامت علاقات سرية مع شخصيات سياسية رفيعة المستوى، وعقدت اجتماعات شخصية بين رؤساء أجهزة الاستخبارات ومسئولين من صوماليلاند، ومهّدت الطريق دبلوماسياً للاعتراف بها في نهاية المطاف، مع الحفاظ على الغموض العلني.
وأوضح الدكتور حمدي عبدالرحمن، أنه لم يكن مستغرباً أن يعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحةً بجهود مدير الموساد ديفيد بارنيا والمخابرات الإسرائيلية لدورهما في تمهيد الطريق وتحقيق هذا الاعتراف من خلال سنوات من العمل الاستخباراتي السري. رسمياً، بررت إسرائيل هذا الاعتراف بالسعي لتحقيق الاستقرار في البحر الأحمر والتعاون في مكافحة الإرهاب ضد الحوثيين. على أن السؤال المهم في هذه المرحلة يتعلق بالتبعات والمآلات على الإقليم ككل ولاسيما منطقة القرن الأفريقي والشرق الأوسط بمعناه الواسع.

