النهار
جريدة النهار المصرية

رياضة

لماذا يخشى ريال مدريد من رحيل فينيسيوس؟

فينيسيوس
آمنة مجدي -

يعيش ريال مدريد حالة من القلق الحذر بشأن مستقبل نجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور، وسط تعثر مفاوضات تجديد عقده الممتد حتى صيف 2027، وتزايد الاهتمام به من كبار الأندية الأوروبية والسعودية، ما جعل إدارة النادي تسابق الزمن لحسم الملف قبل أي تطورات مفاجئة.

ويتمسك الرئيس فلورنتينو بيريز باستمرار اللاعب داخل صفوف الفريق، ودعمه خلال خلافه الأخير مع المدرب تشابي ألونسو، إلا أن أصوات جماهير "سانتياغو بيرنابيو" التي احتجّت أخيرًا أثرت على الأجواء الإيجابية المحيطة بملف التجديد، مما زاد من حساسية الموقف بالنسبة للإدارة.

يرى ريال مدريد أن رحيل فينيسيوس لن يكون مجرد مسألة مالية، بل يحمل مخاطر كبرى، أبرزها غياب بديل بنفس المستوى الفني، إذ لا يوجد حاليًا جناح في السوق يمتلك سرعة اللاعب، قدرته على الحسم، وتأثيره المباشر في المباريات، ما يجعل البرازيلي عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه على الأطراف.

ويضيف النادي اعتبارًا آخر يتمثل في التطور القيادي لفينيسيوس، الذي أصبح أحد أبرز قادة غرفة الملابس، بعد أن تجاوز بداياته الصعبة مع ريال مدريد وفرض حضوره تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، ليصبح ثالث القادة بعد داني كارفخال وفيدي فالفيردي، وهو دور يصعب تعويضه داخل الملعب وخارجه.

كما يمثل فينيسيوس عنصرًا اقتصاديًا مهمًا للنادي، إذ يُعد أحد أبرز الوجوه التسويقية لريال مدريد على المستوى العالمي، ورحيله سيؤدي إلى خسائر كبيرة على صعيد الرعاة والعوائد التجارية، إلى جانب تأثيره الفني المباشر.

ولم يتوقف تأثيره عند الجانب الفني والتجاري، بل أثبت اللاعب قدرته على التواجد في اللحظات الكبرى، إذ سجل في نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين، وبرز في المحطات الحاسمة، مؤكدًا أنه لاعب يملك الشخصية القوية التي تتحمل الضغوط وتفرض الفارق في المباريات المهمة.

بهذه الأسباب، لا ينظر ريال مدريد إلى ملف تجديد عقد فينيسيوس كصفقة عادية، بل كمعركة استراتيجية لحماية أحد أهم أعمدة المشروع الرياضي والاقتصادي للنادي في السنوات القادمة، وسط التحدي الكبير في الحفاظ عليه أمام عروض مغرية من الخارج.