النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

كيف كشف تفجير مسجد الإمام علي في حمص السورية عن ضعف الداخل السوري؟

جانب من التفحير
كريم عزيز -

علّق عمرو فاروق، الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، وقضايا الأمن الإقليمي، على تفجير مسجد الإمام علي في حمص السورية، موضحاً أن العملية تحمل دلالات تنظيم «داعش» في ظل اعتماده على استهداف المساجد وقت صلاة الجمعة بشكل عملياتي، مؤكداً أن عقيدة «داعش» تعتبر أن المساجد الحالية للمسلمين تمثل «مساجد ضرار»، فضلا عن تكفيرها لعامة المسلمين، وفق لتفسيرات أبو محمد المقدسي أبرز منظري السلفية الجهادية، التي سطرها في كتابه «مساجد الضرار»، بجانب التفسيرات التي طرحها سيد قطب من قبل حول اعتبار مساجد المسلمين الحالية «معابد لجاهلية»، في كتابة «معالم في الطريق».

وقال «فاروق» في تحليله، إن المسجد يتبع الطائفة العلوية في حمص، ما يعني أن التنظيم يستهدف ضرب الداخل السوري، من خلال تصعيد الفتنة الطائفية، مؤكداً أن العملية ليست لها أبعاد أو ارتباط بقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، مثلما ادعى الكثير من المحللين السوريين، خاصة أن الأكراد أكثر من واجهوا داعش في الداخل السوري، ويقع تحت أيديهم عدد من السجون الممتلئ بعناصر التنظيم الداعشي.

وأضاف عمرو فاروق، أن التصعيد العملياتي لداعش في الداخل السوري، يأتي نتيجة مشاركة النظام السوري الجديد ضمن قوات التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش في سوريا والعراق، مؤكداً أن العمليات الأخيرة تكشف عن حالة الضعف والترهل في قوات الأمن الداخلية التي تتبع النظام السوري الجديدة، على المستوى المعلوماتي الاستخباري والعملياتي التنفيذي والتحرك كذلك، في ظل ضعف التدريب والتأهيل كمنظومة أمنية قادرة على ضبط الداخل السوري.

وأوضح الباحث في الشئون الإسلامية، أن عدد كبير من قوات الأمن الداخلي غالبيتها تعتبر عناصر «مؤدلجة» فكريًا وحركيًا، ما يعني أن تتعامل مع مؤسسات الدولة وفق فقه المليشيات المسلحة وليي وفق إطار الدولة. فضلا عن ارتباط وميول عدد كبير منهم لتنظيمات أصولية مسلحة من بينها تنظيم داعش ذاته، مؤكداً أن عدد من المرجعيات الفكرية للتيارات السلفية الجهادية أصدروا عددا من البيانات ضد أحمد الشرع، على اعتبار أنه خانث لليمن وخائن للعهد، في ظل انحرافه عن مشروع تطبيق الشريعة التي نادى بها مرارا فظ انتمائه الفكري والتنظيمي لكل من تنظيم القاعدة ثم «داعش»، انتهاء باستقلاله بـ«هيئة تحرير الشام».

وأكد عمرو فاروق، أنه رغم انهيار تنظيم داعش، ككيان جغرافي، إلا أنه لا يزال يحتفظ بخلايا نشطة في سوريا والعراق، ما يعنى أنه بمقدوره استغلال الفراغ الأمني والعسكري والسياسي، في زعزعة الاستقرار الداخلي، مؤكداً أن محاولة تعزيز فرص الانقسامات الطائفية، واشتعال الخلافات بين الفصائل الأصولية المسلحة تمثل أحد عوامل واستمرارية تنظيم «داعش».