النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

العمليات الاستخبارية الإيرانية تزعزع أمن إسرائيل.. ماذا يدور في الكواليس؟

وزير خارجية إيران
كريم عزيز -

كشف موقع «تايمز أوف إسرائيل» في تقرير حديث أن الانقسامات الاجتماعية العميقة داخل الأراضي المحتلة تحولت إلى فرصة ذهبية للاختراق الاستخباراتي الإيراني، بحيث أصبحت إسرائيل عمليًا عاجزة عن مواجهته. فقد تحولت ظاهرة النفوذ في عمق المجتمع الإسرائيلي إلى تحد دائم للأجهزة الأمنية، التي أعربت عن قلقها البالغ إزاء هذا النشاط.

وبحسب صحيفة «كيهان» المقربة من القائد الإيراني الأعلى، تمكنت إيران من استقطاب مواطنين إسرائيليين، بل وحتى جنود أثناء خدمتهم، عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال البسيطة، ودفعهم إلى التعاون الاستخباراتي. وتصف وسائل الإعلام العبرية هذا النشاط بأنه دليل على هشاشة البنية الأمنية الداخلية لإسرائيل، بحسب ترجمة الدكتورة شيماء المرسي، الخبيرة في الشئون الإيرانية.

وقالت «المرسي» في تحليلها لما ترجمته: «للحق تستفيد طهران بشكل خاص من الانقسامات الاجتماعية العميقة بين اليهود والعرب، والمتدينين والعلمانيين، وبين اليمين واليسار، لاستقطاب شرائح مختلفة من المجتمع»، لكن اللافت أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا تزال غير قادرة على التعرف الكامل على هذه الشبكات والعملاء، وهذا يدفعها إلى المطالبة بفرض عقوبات أشد، في اعتراف ضمني بحالة الارتباك والضعف البنيوي الذي تعانيه تل أبيب.

وأوضحت أنه يزيد على ذلك اعتماد إيران بشكل كبير على التجنيد الجماعي عن بُعد عبر تطبيقات المراسلة ومواقع العمل من المنزل. إلى جانب استخدام تطبيقات، مثل تلجرام، وواتس آب، وفيسبوك، وإنستجرام، إضافة إلى مواقع إعلانات الوظائف ذات الأجور المرتفعة، بغية استقطاب إسرائيليين من مختلف فئات المجتمع، بمن فيهم العرب، واليهود، والعمال الأجانب، والمهاجرون الجدد.

بالتوازي ذكرت «تايمز أوف إسرائيل» أن بعض عمليات التعريف والإحالة تتم عبر شخصيات تجارية، أو منظمات قانونية، أو صحفيين، وأحيانًا من خلال الجاليات اليهودية أو الإسرائيليين المقيمين في الخارج. وبعد تحديد هوية الشخص المجند وتنفيذه مهام أمنية، تُجمع بحقه أدلة تُستخدم لاحقًا في ابتزازه، وإذا حاول التوقف عن التعاون، يُهدد بإبلاغ جهاز الشاباك الإسرائيلي عنه.