النهار
جريدة النهار المصرية

ثقافة

«أوراق شمعون المصري» تعبر إلى الفارسية.. رواية الهوية والتاريخ ترى النور في طهران بترجمة إيرانية رفيعة

الكاتب أسامة عبد الرؤف الشاذلي والمترجم  حميد رضا مهاجراني
محمد هلوان -

في خطوة جديدة تعكس حضور الأدب العربي المعاصر على الساحة الثقافية الدولية، صدرت اليوم الطبعة الأولى من رواية «أوراق شمعون المصري» باللغة الفارسية في العاصمة الإيرانية طهران، عن دار أمير كبير للنشر، إحدى أعرق دور النشر الإيرانية وأكثرها تأثيرًا في المشهد الثقافي والفكري.

أوراق شمعون المصري

وجاءت الترجمة بقلم الكاتب والمترجم الإيراني الكبير السيد حميد رضا مهاجراني، الذي يُعد من أبرز الأسماء في مجال نقل الأدب العربي إلى الفارسية، وقد عبّر عن تقديره للعمل بإهداء الكاتب صورًا من الرواية معروضة في عدد من المكتبات الإيرانية، في لفتة إنسانية وثقافية تعكس عمق التعاون بين المبدعين من الجانبين العربي والإيراني.

السيد حميد رضا مهاجراني

وتوجّه مؤلف الرواية بخالص الشكر والتقدير إلى المترجم حميد رضا مهاجراني على هذا الجهد النوعي الذي يفتح آفاقًا جديدة لتلقي الرواية لدى القارئ الفارسي، كما وجّه الشكر إلى الدكتورة ريم أبو الخير، أستاذة الأدب الفارسي بجامعة عين شمس، لدورها الداعم في هذا المشروع الثقافي المهم، معربًا عن تطلعه لردود أفعال القرّاء والنقاد في إيران حول العمل.

رواية «أوراق شمعون المصري»

تُعد رواية «أوراق شمعون المصري» للكاتب أسامة عبد الرؤف الشاذلي من الأعمال السردية التي تمزج بين التاريخ والتخييل الروائي، حيث تنطلق من شخصية محورية تحمل اسم «شمعون»، لتعيد طرح أسئلة الهوية والانتماء والتعدد الثقافي في مصر عبر فترات تاريخية متشابكة.

 أسامة عبد الرؤف الشاذلي
وتعتمد الرواية على تقنية «الأوراق» أو الوثائق السردية، التي تكشف تدريجيًا تحولات الشخصية ومسارها الإنساني في سياق اجتماعي وسياسي معقد، بما يجعل النص مساحة مفتوحة للتأمل في علاقة الفرد بالتاريخ، والدين بالمجتمع، والذاكرة بالواقع.

وقد حظيت الرواية منذ صدورها العربي باهتمام نقدي ملحوظ، لما تتسم به من عمق فكري وبناء سردي محكم، فضلًا عن لغتها التي تجمع بين الحس الأدبي والرؤية الفلسفية، ما أهلها لأن تكون مادة جاذبة للترجمة إلى لغات أخرى، وفي مقدمتها الفارسية، نظرًا للتقاطع الحضاري والثقافي بين القراء في المنطقتين.

أوراق شمعون المصري

ويُنتظر أن تُسهم هذه الترجمة في توسيع دائرة تلقي الرواية، وفتح حوار ثقافي جديد حول موضوعاتها الإنسانية والتاريخية، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد في إيران بالأدب العربي المعاصر، بوصفه مرآة لتحولات المجتمع العربي وأسئلته الكبرى.

وتأتي هذه الخطوة تأكيدًا على أن الرواية العربية قادرة على تجاوز الحدود الجغرافية واللغوية، والوصول إلى قارئ جديد، يحمل معها أسئلة الإنسان المشتركة، ويعيد اكتشاف التجربة المصرية والعربية من منظور إنساني شامل.