توتر غير مسبوق في العلاقات بين كل من الرئيس الأمريكي ونظيره الفنزويلي.. ماذا حدث؟

تبادل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو تصريحات حادة، عكست عمق الفجوة بين الإدارتين حول مستقبل السلطة في كراكاس، في وقت تتزايد فيه الضغوط الأمريكية على النظام الفنزويلي المستمرة منذ أكثر من عقد، وجّه «ترامب» رسالة مباشرة إلى نظيره الفنزويلي في تصريحات أدلى بها من مقر إقامته في فلوريدا يوم الاثنين، معتبرًا أن تنحّيه عن السلطة سيكون قرارًا حكيمًا، بحسب وكالة «فرانس برس».
وردًا على تساؤلات الصحفيين حول ما إذا كانت التهديدات الأمريكية الأخيرة تهدف بشكل مباشر إلى إنهاء رئاسة مادورو المستمرة منذ 12 عامًا، قال ترامب: «الأمر متروك له ليقرر ما يريد فعله، لكنني أعتقد أن من الحكمة أن يتنحّى»، من جانبه، لم يتأخر الرد الفنزويلي؛ إذ خرج الرئيس نيكولاس مادورو في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي مساء الاثنين، مهاجمًا التدخلات الأمريكية في شؤون بلاده. وطالب مادورو الرئيس الأمريكي بضرورة التركيز على الأزمات الداخلية للولايات المتحدة بدلًا من إطلاق التهديدات ضد فنزويلا.
وقال مادورو في خطابه: «سيكون من الأفضل للرئيس ترامب أن يصبّ تركيزه على القضايا الاقتصادية والاجتماعية في بلاده، وأن يهتم بشؤون الولايات المتحدة الخاصة»، في إشارة واضحة إلى رفض كراكاس لأي إملاءات سياسية تصدر من واشنطن، وتأتي هذه المساجلة الكلامية في ظل ترقّب دولي للسياسات التي ستنتهجها إدارة ترامب تجاه دول أمريكا اللاتينية، وسط مؤشرات على تشديد العقوبات الاقتصادية والسياسية على كراكاس لدفع النظام نحو تغييرات سياسية جذرية، وهو ما تصفه فنزويلا دائمًا بـ«الإمبريالية والتدخل غير القانوني».
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن في وقت سابق فرض حصار كامل وشامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا أو تخرج منها، في خطوة تهدف إلى تجفيف المنابع الاقتصادية للنظام الفنزويلي، حذّر ترامب من أن كراكاس باتت محاصرة بالكامل بما وصفه بـ"أكبر أسطول بحري جُمِع في تاريخ أمريكا الجنوبية"، في إشارة إلى الحشد العسكري الأمريكي الضخم في مياه البحر الكاريبي، الذي يضم أكبر حاملة طائرات في العالم، لتعزيز الضغوط الميدانية تزامنًا مع الضغوط السياسية المطالبة بتنحّي مادورو.
وأكدت كراكاس، التي تمتلك أكبر احتياطات مؤكدة من النفط في العالم، أن حركة التصدير تجري بصورة اعتيادية، بدوره، صعّد الجيش الفنزويلي من لهجته، إذ قال وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز، في فعالية حضرها كبار القادة الموالين لمادورو: «نقول للحكومة الأمريكية ورئيسها إننا لا نخاف تهديداتهم الفظة والمتغطرسة». وأكد أن لا مساومة على كرامة هذا الوطن ولا رضوخ لأي كان.
وفي أغسطس الماضي، أمر ترامب بأكبر انتشار عسكري في الكاريبي منذ غزو بنما عام 1989، مبررًا ذلك بمكافحة تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، وتؤكد كراكاس أن هذه العمليات ليست سوى غطاء لمحاولة الإطاحة بمادورو والسيطرة على نفط البلاد.

