النهار
جريدة النهار المصرية

رياضة

حوار خاص… محمد جمعة: من ملاعب الغربية إلى تحكيم البرازيل

مروان عبدالحميد -

حكم مصري يشق طريقه بثبات في واحدة من أقوى مدارس الكرة في العالم

س: في البداية، نود أن يتعرف القارئ عليك.. من هو محمد جمعة؟
ج: اسمي محمد جمعة، من محافظة الغربية، مواليد 1994، وبدأت مشواري في التحكيم رسميًا عام 2017 كحكم تابع لمنطقة الغربية. كان من المفترض أن أبدأ مرحلة الترقي في 2021، لكن جائحة كورونا تسببت في تأخير إجراءات الترقي لفترة، وهو ما أثر على مساري التحكيمي في تلك المرحلة.

س: كيف جاءت فكرة السفر إلى البرازيل وخوض تجربة التحكيم هناك؟
ج: سافرت إلى البرازيل في البداية بغرض السياحة والبحث عن فرصة عمل. خلال تواجدي هناك تحدثت مع صديق برازيلي، وعندما علم أنني كنت أعمل حكمًا في مصر، شجعني على محاولة الانضمام للتحكيم البرازيلي، ونصحني بالحصول على دبلومة تحكيم معتمدة.

س: ماذا فعلت بعد هذه النصيحة؟
ج: عدت إلى مصر وحصلت على دبلومة التحكيم، وكانت موجهة للاتحاد البرازيلي، ثم عدت مرة أخرى إلى البرازيل، لكن كان مطلوبًا تعديل وضعي القانوني والحصول على الإقامة، وهو ما تم بالفعل قبل التقدم رسميًا لاختبارات التحكيم.

س: كيف كانت اختبارات القبول؟
ج: تقدمت في آخر عشرة أيام من فترة القيد، وانتظرت قرابة شهرين للرد. تم إبلاغي بموعد اختبار اللياقة البدنية قبل يوم واحد فقط، ورغم عدم الجاهزية الكاملة نجحت في اختبار الـ«يويو». بعد ذلك دخلت امتحان قانون التحكيم باللغة البرتغالية، ولم أحقق الدرجة المطلوبة في المحاولة الأولى، لكني نجحت في الإعادة ثم اجتزت الكشف الطبي.

س: كيف تصف بدايتك داخل الملاعب البرازيلية؟
ج: البداية كانت صعبة جدًا بسبب عامل اللغة، لكن الحكام البرازيليين قدموا لي دعمًا كبيرًا وساعدوني على فهم التفاصيل داخل الملعب، ومع الوقت والتعامل المباشر بدأت أتقن اللغة بالممارسة حتى أصبحت الأمور أسهل بكثير.

س: ما هو طموحك في المرحلة المقبلة؟
ج: حلمي هو إدارة مباريات في الدوري الممتاز البرازيلي، وهو طموح مشروع لأي حكم يعمل داخل هذه المنظومة القوية، وأسعى لتحقيقه خطوة بخطوة.

س: ما الفارق بين منظومة التحكيم في البرازيل ومصر؟
ج: الفارق كبير جدًا من حيث التنظيم والدعم. هناك تدريبات منتظمة، محاضرات مستمرة، تجهيز كامل للحكام، وبدلات مالية واضحة تشمل الانتقالات والمبيت، كما تُصرف المستحقات قبل المباراة. إضافة إلى ذلك، البطولات منظمة على أعلى مستوى حتى في مراحل الناشئين.

س: حدثنا عن مستوى مسابقات الناشئين هناك؟
ج: الناشئون في البرازيل يمثلون ثروة حقيقية. البطولات منظمة مثل الدوري الممتاز وربما أكثر، مع وجود تأمين كامل، طبيب رسمي لكل فريق، وسيارتي إسعاف في كل مباراة. الجماهير تحضر بكثافة، والانضباط يُطبق بحزم على الجميع.

س: هل يمكن ذكر مثال لمقارنة بين تجربة هنا وهناك؟
ج: في مصر أدرت مباراة فاركو والمصري للناشئين تحت 20 سنة، بينما في البرازيل أدرت مباراة بين ساو باولو وإسكا برازيل تحت 17 سنة، والفارق في التنظيم والمستوى كان واضحًا للغاية.

س: ما تقييمك للتحكيم المصري حاليًا؟
ج: التحكيم المصري يمتلك مواهب حقيقية، لكنه يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والعدالة في الاختيار، والنظر إلى الكفاءة بعيدًا عن المحسوبية والوساطة، لأن كثيرًا من الحكام الموهوبين قد تضيع فرصهم دون دعم حقيقي.

س: أخيرًا، ماذا أضافت لك التجربة البرازيلية؟
ج: التجربة أفادتني كثيرًا على المستويين المهني والإنساني، تعلمت لغة جديدة، اكتسبت خبرات مختلفة، وحققت استقرارًا ماديًا ومعنويًا، وهي تجربة أنصح بها أي حكم تتاح له فرصة الاحتراف الخارجي.