النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

لماذا لا تحذو قيادات عربية حذو الامير الفيصل في اعتبار تل ابيب التهديد الاكبر وليس طهران ؟

الامير تركي الفيصل رئيس جهاز المخابرات السعودية السابق
نوفل البرادعي -

في اعقاب زلزال السابع من اكتوبر 2023 المدمر والذي تسبب في دمار قطاع غزة تقريبا بنسبة دمار تفوق 90% وخلف اكثر من ربع مليون فلسطيني بين شهيد ومفقود وجريح وطريد خلال العامين الماضيين فقط أكدت احداث الموجات الزلزالية الارتدادية التى تعرضت لها المنطقة العربية من فلسطين ولبنان وسوريا وصولا إلى الدوحة أن التهديد الأكبر الذى يواجهه العرب هو إسرائيل ولا يزاليون يصرون علي ان التهديد الحقيقي للامة العربية هي طهران . يقول الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الله عبد السلام ان هناك نخبا عربية لاتزال تتصور أنه يمكن الثقة بتل ابيب وبحكومتها بل وإقامة علاقات طبيعية معها لم تقنعه على ما يبدو جرائم إسرائيل من الإبادة الجماعية والتدمير إلى التجويع والتهجير فى غزة معتقدا أن لهذه الوحشية وجها آخر ألا وهو أنها استطاعت إضعاف نفوذ إيران فى المنطقة من خلال تدمير قدرات حزب الله ومهاجمة إيران نفسها وإضعاف إمكاناتها النووية بالمشاركة مع واشنطن.

واشار الدكتور عبد السلام ان المفارقة الغريبة ان هناك بعض السياسيين والمثقفين العرب يتحدثون عن مشرق عربى جديد لا دور لإيران فيه يرددون أن حزب الله فى لبنان والميليشيات العراقية تؤخر تحول لبنان والعراق إلى دول حقيقية ويرون أن خروج سوريا من دائرة النفوذ الإيرانى بعد سقوط بشار الأسد بداية حقيقية لبناء الدولة السورية النفوذ الإيرانى فى المنطقة مثار خلاف عربى عربى منذ الثمانينيات فى فترات معينة كان قادة إيرانيون يُفاخرون بأن ٤ عواصم عربية (بيروت وصنعاء وبغداد ودمشق) طوع أمرهم وبغض النظر عن صحة هذا الأمر من عدمه فإنه أصبح من الماضى ومع ذلك فإن الحديث عن خطورة إيران وتهديدها للعرب لا يتوقف وعندما يأتى الكلام عن إسرائيل تتم الإشارة إليها بالقول نحن نعرف أنها دولة معتدية وتوسعية لكن من أعطاها الفرصة؟.. ثم تنطلق الرصاصات الكلامية ضد حماس والفصائل الفلسطينية لأنها شنت هجمات ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ الآن من المفترض أن هناك اتفاقا لوقف القتال فى غزة وآخر فى لبنان لكن إسرائيل تواصل القصف دون أى احترام لأى اتفاق تستبيح سوريا بشكل شبه يومى بل تدرس نزع سلاح أجزاء كبيرة منها.

ويذكر الدكتور عبد السلام بأن الطامة الكبري ان هناك عربا لا يعترف أن اسرائيل عدو إنهم يتحسبون لمستقبل قريب ترتفع فيه الأعلام الإسرائيلية فوق سفارات جديدة لتل أبيب فى دول عربية ستنضم إلى الاتفاقات الإبراهيمية نادرا ما تجد سياسيا عربيا يتحدث بصراحة وجرأة عن طبيعية إسرائيل ونواياها بالنسبة للعرب لكن الأمير تركى الفيصل رئيس المخابرات السعودية الأسبق فعلها قبل أيام قال إن إسرائيل وليس إيران هى التهديد الأكبر للاستقرار الإقليمى واستطرد فى كلمة أمام مؤتمر معهد ميلكن البحثى الأمريكى فى أبوظبى قائلا: إسرائيل صانعة المشاكل ويجب على أمريكا كبح جماحها عندما يقوم الإسرائيليون بقصف سوريا ومواصلة شن الغارات على الفلسطينيين فى غزة وضرب أهداف لبنانية فإن ذلك لا يبشر بالسلام فى منطقتنا في ظل وجود اسرائيل النووية .