النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

تهديد يقترب من أوروبا: أضرار جسيمة في درع تشرنوبيل تعيد شبح الكارثة النووية

درع مفاعل تشيرنوبل
هالة عبد الهادي -

حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تدهور السلامة في موقع كارثة تشرنوبيل النووية في شمال أوكرانيا، بعدما أكدت أن الدرع الوقائي العملاق الذي يغطي المفاعل المنكوب لم يعد قادرًا على احتواء الإشعاع بالشكل المطلوب، في أخطر تقييم يصدر عن الوكالة منذ سنوات.

وقالت الوكالة إن الهيكل الفولاذي، الذي يُعد واحدًا من أعقد المنشآت الهندسية في العالم، تعرّض في فبراير الماضي لأضرار واسعة نتيجة غارة بطائرة مسيّرة استهدفت المنطقة. وقد حمّلت السلطات الأوكرانية روسيا مسؤولية الهجوم، معتبرة أن أي ضربة في محيط تشرنوبيل تمثل "تهديدًا نوويًا مباشرًا لأوروبا"، بينما نفى الكرملين بشكل قاطع ضلوعه في الحادث.

ورغم أن فرق الصيانة نجحت في تنفيذ إصلاحات سريعة للحدّ من تفاقم الضرر، فإن خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدوا أن المعالجة المؤقتة لا تكفي، مشددين على ضرورة وضع خطة ترميم كبرى تشمل استبدال أجزاء من الهيكل، وتعزيز أنظمة العزل ومنع التسرب، وإجراء تقييم شامل للتربة ومحيط المفاعل.

وتشير المعلومات إلى أن الأضرار تركزت في منطقة من القوس الفولاذي قد تؤثرفي حال إهمالها على قدرة الهيكل على احتواء الغبار المشع داخل المفاعل رقم 4، الذي انفجر في إبريل 1986، وهو الانفجار الذي خلّف سحابة إشعاعية امتدت عبر أوروبا، وما زالت آثاره البيئية والصحية قائمة حتى اليوم.

ويُعد الدرع الواقي المعروف باسم "القبة الآمنة الجديدة" مشروعًا دوليًا ضخماً بلغت تكلفته أكثر من ملياري يورو، وجرى تركيبه عام 2019 بواسطة تحالف هندسي أوروبي، بهدف ضمان عزل المفاعل لمدة تصل إلى مئة عام. إلا أن الأضرار الحالية تثير تساؤلات حول متانة الهيكل وقدرته على الصمود في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وقال مسؤولون في الوكالة إن الوضع "مقلق للغاية"، وإن استمرار الهجمات أو أي خلل إضافي قد يعيد العالم إلى دائرة الخطر النووي، مؤكدين أن المنطقة تتطلب مراقبة مستمرة وفريقًا متخصصًا لتقييم المخاطر على مدار الساعة.

ويأتي التحذير الجديد في وقت تزداد فيه المخاوف الدولية من تأثير النزاع العسكري على البنية التحتية النووية في أوكرانيا، خاصة بعد تعرض مواقع نووية أخرى لضغوط وعمليات قصف خلال الأشهر الماضية، ما دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تكثيف مهماتها التفتيشية.