آخر مستجدات التفاوض بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية.. هل تشهد تنازلاً عن الأراضي؟
ذكر موقع «أكسيوس»، أن الوفود الأمريكية والأوكرانية اختتمت، محادثات استمرت ثلاثة أيام في ميامي بولاية فلوريدا، حيث ركز الجانبان على القضايا الإقليمية والضمانات الأمنية الأمريكية لأوكرانيا، ونقل التقرير عن مصادر إن المناقشة حول الأراضي كانت صعبة حيث استمرت روسيا في المطالبة بانسحاب أوكرانيا من أجزاء من دونباس التي تسيطر عليها حاليا، بينما كانت الولايات المتحدة تحاول تطوير أفكار جديدة لسد الفجوة.
أيضًا، كان من بين المواضيع الرئيسية الأخرى الضمانات الأمنية الأمريكية لكييف، والتي أحرزت الأطراف تقدمًا كبيرًا بشأنها واقتربت من الاتفاق، رغم أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لضمان تفسير الجانبين لمسودة الإطار بشكل متسق، وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد صرّح، السبت، إن محادثات ميامي اختتمت بمكالمة هاتفية استمرت ساعتين بينه وبين المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس؛ كما انضم إلى المحادثة مفاوضو السلام الأوكرانيون، أمين مجلس الأمن القومي والدفاع رستم عمروف ورئيس الأركان العامة أندريه حناتوف.
ووصف زيلينسكي المكالمة الهاتفية بأنها طويلة وموضوعية، مشيرًا إلى أن الجانبين ناقشا النقاط الرئيسية اللازمة لإنهاء إراقة الدماء، مؤكداً أن أوكرانيا تظل مُلتزِمة بالعمل مع الولايات المتحدة بحسن نية من أجل تحقيق السلام الحقيقي، وقال إن الجانبين اتفقا على الخطوات التالية وصيغ المحادثات المستمرة، ومن المتوقع أن يعود فريق التفاوض الأوكراني إلى أوروبا، يوم الاثنين؛ لإطلاع زيلينسكي على أحدث المقترحات الأمريكية.
وجاءت مكالمة زيلينسكي في ختام ثلاثة أيام من المفاوضات الماراثونية بين كبار المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين في ميامي بشأن خطة السلام التي اقترحها الرئيس ترامب، وحسب التقرير، جاءت المكالمة بعد اجتماع استمر خمس ساعات عقده ويتكوف وكوشنر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الثلاثاء.
ونقل «أكسيوس»، عن مصدر مطلع، أن ويتكوف وكوشنر "جمعا المدخلات من الجانبين وضغطا على بوتين وزيلينسكي لتقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق، وأشار مصدر آخر إلى أن النقاشات كانت صعبة، وأضاف مصدر ثانٍ أن روسيا لا تزال تطالب أوكرانيا بالانسحاب من أجزاء من دونباس التي تسيطر عليها، لكن الولايات المتحدة تسعى إلى تطوير أفكار جديدة لتسوية هذه القضية.
وبالنسبة للضمانات الأمنية الأمريكية لأوكرانيا، أفاد مصدر بأن الطرفين أحرزا تقدمًا ملحوظًا واقتربا من التوصل إلى اتفاق، لكن لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل لضمان تطابق تفسير الطرفين لمسودة الضمان الأمني.
وصرحت السفيرة الأوكرانية لدى واشنطن، أولها ستيفانيشينا، لـ «أكسيوس»، بأن القضايا الرئيسية الصعبة تتعلق بالمسائل الإقليمية وضمانات الأمن، مضيفة: «نسعى إلى ضمان أن تكون الحلول المتفق عليها واقعية وعادلة ومستدامة»، أمّا زيلينسكي، فرأى في نهاية المكالمة أن المناقشة كانت مركَّزة للغاية وبنَّاءة.
وكتب: «لقد تناولنا النقاط الرئيسية التي يمكن أن تضمن إنهاء إراقة الدماء والقضاء على خطر غزو روسي جديد واسع النطاق، فضلًا عن خطر فشل روسيا في الوفاء بوعودها، كما حدث مرارًا وتكرارًا في الماضي»، ونقل التقرير عن مسؤول أوكراني: «نحن بحاجة إلى أخذ جميع المسودات وتبادل الأفكار»، ومن المتوقع إجراء المزيد من المحادثات والاجتماعات مع ويتكوف وكوشنر في وقت لاحق من الأسبوع، حيث لفتت السفيرة الأوكرانية ستيفانيشينا إلى أن المفاوضات ستستمر، والاجتماعات الشخصية أمر بالغ الأهمية.