النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

لماذا ستخرج اوربا الخاسر الاكبر من التفاهمات الامريكية الروسية علي ارض اوكرانيا ؟

ترامب وبوتين في الاسكا
نوفل البرادعي -

اوربا غذت الصراع والحرب في اوكرانيا منذ انطلاق شرارة الحرب في فبراير 2022 وسارت بقوة خلف ادارة بايدن متوهمة امكانية كسر روسيا هناك والحاق هزيمة استرتاتيجية بروسيا وخسرت اروبا الكثير من ضيع الغاز الروسي الرخيص التي حققت من خلاله المانيا علي سبيل المثال مكاسبها الاقتصادية الكبري واليوم تبرز بقوة فكرة التباعد والانفصال الاوربي عن واشنطن . يقول الكاتب والمحلل السياسي المجري رشيد الماجد الخبير في الشؤون الاوربية ان ديجول كان أول من شعر بحجم التبعية الأوروبية لأمريكا لذلك أراد لأوروبا الفكاك من هذا الشَرَك بدأ فى يوليو 1941 توثيق علاقة فرنسا الحرة مع الاتحاد السوفيتى الذى كان أولَ من اعترف باللجنة الوطنية لفرنسا الحرة التى أسسها ديجول ومدّ معها جسور تواصل رسمية وفى 1944 زار الاتحاد السوفيتى ونتج عن زيارته توقيع تحالف فرنسى – سوفيتى 20 عامًا ووصف وزير الخارجية البريطانى آنذاك أنطونى إيدن هذا التحالف بأنه استعادة للعظمة الوطنية الفرنسية السوفيتية وكان ديجول يتوقع ألا يستمر التحالف طويلًا فقال: لا بد من إحباط أى محاولات لتدميره من أجل الأجيال القادمة قدّم ديجول تصوره لأوروبا الكبرى الممتدة من المحيط الأطلسى إلى جبال الأورال فى إطار سلمى وفى 1996 عاد لزيارة الاتحاد السوفيتى وتحدث عن ضرورة التعاون فى جميع أنحاء القارة الأوروبية حتى تضمن أمنها وكان يحلم بأن تتحد القارة القديمة وتنهى انقسامها، ليعود لها دورها فى ضمان التوازن والتقدم والسلام فى العالم.

واضاف الماجد انه للأسف أضاعت أوروبا فرص بناء سلام حقيقى وتعاون مثمر مع جارتها روسيا فبعد الحرب الباردة سعت روسيا لضمان علاقات قوية مع أوروبا وتعزيز الدور الموحِّد للمؤسسات الأوروبية مثل منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا وكانت هى من اقترح إبرام معاهدة للأمن الأوروبى والعمل على إيجاد مساحة مشتركة للسلام والاستقرار والتعاون الاقتصادى والإنسانى من المحيط الأطلسى إلى المحيط الهادئ لكن كل ذلك لم يصل إلى مستوى طموحات ديجول، ولا محاولات أنجيلا ميركل إذ انهارت الجسور الهشّة وتقطعت الخيوط الضعيفة فى ظل قادة أوروبيين فضّلوا التبعية والاحتماء خلف أمريكا إلى أن اختفت الأحلام الكبيرة، وحلّت العداوة والكراهية مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وربما اندلاع حرب تكسير وجود.
واشار الماجد ان روسيا وامريكا اليوم باتا في مرحلة تفاهم كبير علي خلفية تقاسم ثروات ومعادن شرقي اوكرانيا والقطب الشمالي ومن سيكون الخاسر الاكبر هي اوربا التي ضحت بتريليونات الدولارات في رغبة عمياء ومستحيلة وهي كسر ارادة والحاق هزيمة استراتيجية بروسيا وحصلت روسيا علي كل مطالبها في اوكرانيا وخسرت اوربا كل شيء.