في ندوة بعنوان: «رسالة الي آدم»
«المصرية اللبنانية» تدعو إلي حوار مجتمعي حول قيمة المرأة في بناء الإنسان والمجتمع

خبراء ورجال الاقتصاد والأعمال، على ان ما تواجه المرأة داخل المجتمعات الشرقية من تهميش ونظرة خاطئة من بعض فئات المجتمع التي تنظر إلى المرأة الي أنها عنصرا ثانويا مكملا هي مشكلة أخلاقية أكثر منها قانونية، مؤكدين أن علي الاعلام ورجال الدين أن يتعرضوا الي مشاكل المرأة بشكل خاص والمشاكل الأخلاقية في المجتمع بشكل عام في التعامل بين البشر سواء اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي.
وحول قيمة المرأة في بناء الإنسان، ونحو مجتمع راقي متحضر يقوم على الاحترام المتبادل بين الرجل والمرأة، أقامت لجنة المرأة بالجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال برئاسة الدكتورة زينب الغزالي، ندوة فكرية متميزة بعنوان: « رسالة إلي آدم» للروائي والمؤرخ الأستاذ الدكتور طارق منصور أمين عام اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة ومقرر لجنة الإعلام ببيت العائلة المصرية ووكيل كلية الآداب جامعة عين شمس سابقا.
حضر الندوة، المهندس فتح الله فوزي رئيس مجلس الإدارة وفؤاد حدرج نائب رئيس الجمعية والدكتورة زينب الغزالي عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة المرأة بالجمعية وعدداً كبيراً من اللبنانيين والمصريين الاعضاء.
وقالت الدكتورة زينب الغزالي، رئيس لجنة المرأة بالجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، إن هذه الندوة الفكرية الراقية تفتح بابا جديدا للحوار المجتمعي حول قيمة المرأة ودورها في بناء الإنسان والمجتمع.
ودعت الغزالي الي ضرورة طرح حوار مجتمعي وفكر مستنير يعيد قراءة علاقة المرأة بالرجل ويدعو إلى فهم أعمق وشراكة تقوم على الاحترام والتقدير المتبادل.
وفي كلمتها أشادت الدكتورة زينب الغزالي بالدور الثقافي والاجتماعي للروائي والمؤرخ الكبير الأستاذ الدكتور طارق منصور والذي اثرى المكتبة العربية بكتابته العميقة، لافتة إلى أن الندوة تمثل رحلة فكرية حول وعي جديد يليق بالإنسان كقيمة والمرأة كركن أصيل في المجتمع.
وأكد الروائي والمؤرخ الاستاذ الدكتور طارق منصور، أهمية عنوان الندوة «رسالة الي آدم » في دعم حواء في المجتمع العربي في ظل ما تعانيه من فجوات من أهمها نظرة المجتمع الشرقي تجاه المرأة خاصة المطلقة اذ ان المرأة عموما تواجه العديد من التحديات عندما تكون في حالات اجتماعية غير تقليدية كالمرأة المطلقة أو الأرملة أو المعيلة أو التي لم تتزوج بعد، وهي نابعة من التحديات الاقتصادية والقانونية والاجتماعية والثقافية في مجتمعنا العربي الشرقي.

أوضح «منصور»، أن حواء في المجتمعات الشرقية دائما تقع تحت ضغط مزدوج حيث الحاجة إلى تأمين دخلا لهن وهيمنة النظرة الذكورية بين بعض الطبقات في المجتمع وخاصة التي تعتبر المرأة عنصر مكملا أو ثانويا، لافتاً إلى وجود فجوة في الدعم القانوني والإنساني للمرأة المطلقة والمعيلة خصوصاً والتي إذا وجدت مثل قوانين النفقة أو غيرها غالبا ما يكون التنفيذ على أرض الواقع بطيئا أو معقداً مما يضعهن في موقف صعب أمام التحديات وعليهن التكيف مع الواقع بصبر.
ولفت أن إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، تظهر مؤشر خطير ودليل على التآكل داخل المجتمع، موضحاً أن في مصر يوجد نحو ٢٧٤ ألف مطلقة في عام 2024، من اصل 936 ألف حالة زواج، منهم 15 الف حالة طلاق بحكم محكمة.
كما أشار إلى أن المرأة هي المسؤول عن المعيشة لملايين الاسر حيث أظهرت إحصائيات 2025، نحو 4 مليون أرملة في مصر، منهم 3 مليون أرملة معيلة.
كما لفت الي أن المرأة تتعرض الي العديد من ظواهر التحرش في المجتمع من الاعتداء اللفظي والجسدي في الشارع ووسائل النقل، موضحاً أن 40% من المرأة من سن 15 الي 35 تعرضن للاعتداء اللفظي أو الجسدي في 2020.
وشهد اللقاء تبادل الرؤي حول الحلول العملية والمجتمعية لدعم حواء في مصر والمجتمعات الشرقية اذ ان المسئولية في ذلك مشتركة بين مؤسسات المجتمع والدولة والمساجد والكنائس.
وشدد المشاركون علي أهمية التوعية الأسرية والتعليم والتربية السليمة للنشء، مؤكدين أن المرأة الصالحة تبني المجتمعات، وأن الأمان النفسي والعاطفي اهم من الآمان المادي.

