«القدس الكبرى».. حكاية مشروع التقسيم الصامت وضرب الدولة الفلسطينية في العمق

«القدس الكبرى».. مشروع التقسيم الصامت وضرب الدولة الفلسطينية في العمق، ذلك المشروع الذي كشف تفاصيله الدكتور محمد وزان، خبير الشئون الإسرائيلية، موضحاً أن الاحتلال لا ينتظر قرارًا نهائيًا بل يُنفّذ على الأرض، مؤكداً أن مشروع «E1» هو أخطر ما يُحاك للضفة منذ سنوات: مخطط يهدف لخنق المدينة المقدّسة من الشرق، وتحويلها إلى جزيرة استيطانية مغلقة.
وذكر في تحليل له، أن الاحتلال يسرّع خطوات تنفيذ المشروع بهدف فرض ما يُسمى بـ«القدس الكبرى»، عبر فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وإنشاء حزام استيطاني مغلق شرق المدينة المقدّسة، موضحاً أن المصادرة تتمدد لتشمل أكثر من 67 ألف دونم، من مناطق أبو ديس والسواحرة حتى مشارف أريحا، تمهيدًا لربط مستوطنات «معاليه أدوميم»، «كيدار»، وسائر الكتل الاستيطانية.
ونوه إلى أن التجمعات البدوية في برية القدس تُعد آخر وجود فلسطيني متماسك شرق المدينة، ولذلك تتعرض لضغوط ممنهجة تشمل التضييق والحرمان من الخدمات والتهديد بالإخلاء القسري، كما أن مجموعات المستوطنين وشبيبة التلال تنفّذ يوميًا هجمات على الخيام وسرقة مواشٍ وترويع الأهالي بهدف خلق بيئة طاردة تُمهّد لتمرير خطة الإخلاء.
وأوضح أنه بالتزامن مع التوسع الاستيطاني، يبدأ الاحتلال خطوات تهويد إضافية تشمل مشروع إنشاء مطار في منطقة النبي موسى وتوسيع السيطرة على الخان الأحمر لتحويل المنطقة إلى محور استيطاني استراتيجي مغل، وحذر خبراء أن استكمال هذا المخطط سيؤدي إلى تقسيم الضفة نهائيًا إلى جزأين لا اتصال بينهما وتهجير نحو 9 آلاف فلسطيني من التجمعات البدوية والقضاء على أي إمكانية مستقبلية لقيام دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.
ونوه إلى أنه تُعد برية القدس، الممتدة على مساحة 25 كم²، الخط الدفاعي الأخير عن الوجود الفلسطيني شرق المدينة، لكن الاحتلال يُكثّف جهوده لانتزاعها كليًا وضمّها رسميًا إلى ما يسمى «القدس الكبرى».

