النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

ما هو الوقود السري لتمويل حرب روسيا رغم العقوبات؟

بوتين
كريم عزيز -

كشفت صحيفة «ذا تليجراف»، عن أن روسيا تعتمد على واحدة من أقدم السلع الأساسية وأكثرها استقرارًا لدعم اقتصادها في زمن الحرب، في مواجهة العقوبات وارتفاع التضخم ونقص العمالة، إذ تقوم موسكو بتخزين الذهب منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، ويلعب المعدن النفيس الآن دورًا رئيسيًا، إلى جانب النفط، في تمويل آلة الحرب.

وبحسب الصحيفة، أصبح الذهب أكثر أهمية منذ أن أدرج دونالد ترامب اثنتين من أكبر شركات النفط الروسية على القائمة السوداء الشهر الماضي، وتتمتع روسيا برواسب ذهبية محلية ضخمة، وفي السنوات الأخيرة أنتجت أكثر من 300 طن سنويًا، وقال جون كينيدي، الخبير في معهد راند أوروبا للأبحاث، الذي حقق في الاستخدام الروسي للمعدن: «لم يكن الذهب أكثر أهمية بالنسبة لروسيا من أي وقت مضى، لقد كانت تخزن الذهب لفترة طويلة، ومنذ الحرب الأوكرانية كانت تستخدمه».

وذكرت أن الذهب يعد عنصرًا أساسيًا في إدارة الضغوط الاقتصادية المتزايدة، والتي تشمل عجزًا متزايدًا في الميزانية، وعقوبات جديدة على شركاتها الرئيسية المصدرة للنفط، كما تبدي روسيا اهتمامًا بالغًا باستخدام الذهب للوصول إلى الأسواق العالمية، وبين عامي 2006 و2020، أضافت روسيا المزيد من الذهب إلى احتياطياتها مقارنة بأي دولة أخرى، وتحاول موسكو الحد من اعتمادها على الدولار الأمريكي، مفضلة الذهب واليوان الصيني، لجعل البلاد أكثر استقرارًا.

وبحلول الوقت الذي شنت فيه روسيا حربها الكاملة على أوكرانيا في عام 2022، كانت قد جمعت خامس أكبر احتياطي من الذهب في العالم، وسارع بوتين إلى تسريع العملية بعد أن فرض الغرب عقوبات على موسكو بسبب ضمها شبه جزيرة القرم في عام 2014، وفي الوقت الذي تهيمن فيه الحرب والعقوبات على الاقتصاد الروسي، أفادت مجموعة الأبحاث RAND Europe العام الماضي بأن البلاد "تستخدم الذهب المادي في المدفوعات بين الدول، وتشارك الشركات الروسية في عمليات تبادل الذهب مقابل السلع، والذهب مقابل الأسلحة، والذهب مقابل النقد.

وأفاد مركز دراسات الدفاع المتقدمة، وهو مركز بحثي آخر، في وقت سابق من هذا العام، أن روسيا دفعت لإيران سبائك ذهب مقابل مساعدتها في بناء صناعة طائرات عسكرية بدون طيار جديدة، وزعم التقرير أن سبائك ذهب لا تقل قيمتها عن 104 ملايين دولار سُلِّمت كجزء من عقد مع شركة «صحارى ثاندر»، ومقرها طهران، ويُقال أيضًا إن روسيا استخدمت الذهب لدفع ثمن أسلحة من كوريا الشمالية.