بابا الفاتيكان يدعو اللبنانيين إلى الأمل والسلام

دعا البابا ليو الرابع عشر خلال زيارته إلى لبنان، إلى السلام والأمل حاملا رسالة وحدة بين أبناء البلد بمختلف طوائفهم والتحلي بـ"شجاعة" البقاء في بلدهم، ومشدداً على أهمية "المصالحة" من أجل مستقبل مشترك.
ووصل الحبر الأعظم إلى بيروت عصر الأحد قادما من إسطنبول، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه في مايو الماضي، مؤكدا رغبته في أن يكون "رسول سلام" يعمل على ترسيخ الاستقرار في منطقة أنهكتها الحروب والانقسامات.
وبدأ البابا زيارة إلى لبنان، التى تستمر حتى غد (الثلاثاء)، وتوجَّه فيها إلى اللبنانيين بالقول: "الالتزام من أجل السلام، ومحبة السلام لا يعرفان الخوف أمام الهزائم الظاهرة، ولا يسمحان للفشل بأن يثنيهما".
وقال البابا: "هناك لحظات يكون فيها الهروب أسهل، أو ببساطة، يكون الذهاب إلى مكان آخر أفضل. يتطلب البقاء أو العودة إلى الوطن شجاعة وبصيرة". وتابع: "نعلم أن عدم الاستقرار والعنف والفقر ومخاطر كثيرة أخرى هنا، كما في أماكن أخرى من العالم، تسبب نزيفاً في الشباب والعائلات الذين يبحثون عن مستقبل في مكان آخر، مع شعور عميق بالألم لمغادرة الوطن".
وحث البابا اللبنانيين إلى اتباع "طريق المصالحة الشاق"، موضحاً أن ثمّة "جراحاً شخصية وجماعية تتطلب سنواتٍ طويلة وأحياناً أجيالاً كاملة لكي تلتئم".
من جانبه قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، في استقبال البابا، إنه "من واجب الإنسانية الحية الحفاظ على لبنان، لأنه إذا سقطَ هذا النموذجُ في الحياة الحرة المتساوية بين أبناء ديانات مختلفة، فما من مكانٍ آخرَ على الأرض، يَصلحُ لها".
كما التقى البابا عددا من رجال الدين في مزار سيدة لبنان في حاريصا، قبل أن يشارك في لقاء مسكوني وحواري بين الأديان في ساحة الشهداء وسط بيروت، حيث جدد دعوته إلى احترام التنوع والانفتاح بين الطوائف.
وفي المساء، توجه البابا إلى بكركي، حيث التقى أكثر من عشرة آلاف شاب وشابة في لقاء جماهيري حاشد، شدد فيه على أهمية الأمل والتمسك بالوطن، في وقت تتزايد فيه الهجرة وتخبو ثقة الشباب بمستقبلهم في بلدهم.
وأعلنت السلطات اللبنانية يومي الاثنين والثلاثاء عطلة رسمية، مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة شملت إغلاق طرقات، ومنع تحليق المسيرات، وإقفال المؤسسات التجارية وسط العاصمة قبيل القداس المرتقب غدا الثلاثاء.

