النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

في اول زيارة خارجية لبابا الفاتيكان

ما رمزية ودلالات زيارة بابا الفاتيكان إلى تركيا؟

اردوغان وبابا الفاتيكان في انقرة
نوفل البرادعي -

في أول زيارة بابوية إلى تركيا منذ 11 عاما وبدعوة من الرئيس التركي اردوغان قام بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر بأول زيارة خارجية له الي تركيا وهي البلد التي شهدت محاولة اغتيال بابا الفاتيكان الاسبق علي يد محمد علي التركي منذ عقود مضت وتكتسب الجولة رمزية استثنائية تجمع بين البعد الروحي والدبلوماسي إذ تأتي في وقت تحاول فيه أنقرة إبراز نفسها كجسر للحوار بين الأديان والثقافات في حين يسعى الفاتيكان إلى تأكيد حضوره في الشرق عبر محطات ذات دلالات تاريخية ودينية عميقة و تناولت المباحثات قضايا الشرق الأوسط الحساسة من القدس والأراضي المقدسة إلى أوضاع اللاجئين والحوار بين الأديان وجدد رسائل التقارب والوحدة بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية واختتم الزيارة بحج رمزي إلى مدينة نيقية التاريخية (إزنيق حاليا بمحافظة بورصة شمال غربي تركيا)، حيث شهد احتفال خاص بمناسبة مرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية الأول عام 325 ميلاديا وهو أحد أهم الأحداث في التاريخ الكنسي.
قال الدكتور يشار اوغلو خبير العلاقات الدولية التركي أن اختيار تركيا كأول وجهة خارجية للبابا ليو الـ14 ليس قرارا بروتوكوليا فحسب بل يحمل أبعادا رمزية ودبلوماسية دقيقة من الطرفين الفاتيكان وأنقرة على حد سواء و أن الزيارة تأتي من منظور الفاتيكان ضمن رؤية انفتاح تجاه الشرق الإسلامي في مرحلة تشهد توترا جيوسياسيا متصاعدا موضحا أن تركيا تمثل للفاتيكان جسرا فريدا بين الشرق والغرب وبلدا ذا أغلبية مسلمة يحتضن مؤسسات كنسية بارزة مثل بطريركية القسطنطينية مما يجعلها ساحة رمزية للحوار بين الأديان ويأتي اختيارها كأول محطة للبابا يوجه رسالة ودية إلى العالم الإسلامي تؤكد أن الفاتيكان يفضل بناء الجسور لا الجدران في عالم يزداد استقطابا.
وأعتبر اوغلو أن أنقرة تنظر إلى الزيارة على أنها فرصة لتعزيز مكانتها كجسر حضاري ودبلوماسي بين الشرق والغرب مشيرا إلى أن استقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية يمنح تركيا زخما رمزيا في الخطاب الديني العالمي ويعكس قدرتها على إدارة التنوع الديني داخل حدودها كما أن للزيارة أبعادا داخلية إذ تسعى الحكومة التركية من خلالها إلى إبراز خطابها حول التسامح والانفتاح وإعادة تقديم نفسها للعالم كدولة تحافظ على استقلالها عن المحاور الدولية المتنافسة.