قبل المونديال.. هل يحل كأس العرب أزمات منتخب مصر الأول؟

تبدو بطولة كأس العرب 2025 في قطر فرصة حاسمة لاكتشاف المواهب القادرة على دعم المنتخب المصري الأول، في وقت يبحث فيه الجمهور عن جيل جديد يعيد الهيبة المفقودة ويمنح الكرة المصرية دماء مختلفة بعد سنوات من التذبذب، فالمشاركة هذه المرة تعتمد على لاعبي الدوري المحلي، بقيادة حلمي طولان، الذي يرى في البطولة أكثر من مجرد منافسة على اللقب، إذ يسعى لصناعة عناصر يمكن البناء عليها مستقبلا، ومزج الخبرة بالشباب لأكتشاف لاعبين قادرين على تنفيذ الفكر الجماعي الذي يحتاجه المنتخب الأول.
وتكتسب مشاركة مصر أهمية خاصة، لأن الفريق لا يمثل مجرد “منتخب ثانٍ”، بل مشروعًا فنيًا لاختبار قدرة العناصر المحلية على التكيف مع نسق المنافسات العربية، فتمنح البطولة اللاعبين فرصة نادرة للظهور تحت ضغط حقيقي يختلف عن أجواء الدوري، ويطرح أسئلة واضحة عن جاهزية كل لاعب لتولي أدوار أكبر في المنتخب الأول، وفي هذا السياق، تصبح كأس العرب منصة مثالية لتقييم ما إذا كان الدوري المصري قادرًا على إنتاج أسماء يمكن الاعتماد عليها دوليًا، أم أن الفجوة بين المحلي والدولي ما زالت قائمة.
ويعتمد طولان على مزيج من الخبرة والشباب، فوجود لاعبين مثل محمد النني وعمرو السولية والونش يمنح الفريق توازنًا، ويتيح للعناصر الصاعدة الانخراط بثبات في نسق اللعب الدولي، بينما أسماء مثل آفشة، أكرم توفيق ومحمد شريف، تدخل البطولة برغبة مزدوجة لإثبات الذات واستعادة مكانتها ضمن خيارات المنتخب الأول، فهذه العناصر رغم خبرتها، تواجه اختبارًا جديدًا يمكن أن يعيدها إلى دائرة الضوء إذا أثبتت قدرتها على الأداء تحت ضغط المنافسات الرسمية.
كما تمنح طبيعة المنافسين، مثل الإمارات والأردن والفائز من الكويت أو موريتانيا، المنتخب فرصة لقياس مستوى لاعبيه أمام مدارس مختلفة من التنظيم والسرعة والضغط، وهي ظروف كفيلة بكشف اللاعبين القادرين على اتخاذ القرار الصحيح في لحظات حرجة، وتأتي البطولة أيضًا في فترة حرجة قبل الالتزامات الدولية الكبرى ككأس العالم، ما يسمح للجهاز الفني بمتابعة اللاعبين عن قرب وتقييم مستواهم الفني والبدني.
جدير بالذكر أن الأهمية الحقيقية للبطولة تكمن في اكتشاف لاعبين قادرين على سد الثغرات في بعض المراكز الحرجة مثل الظهيرين والمهاجم الصريح، وهي مراكز تشكل تحديًا دائمًا للكرة المصرية، فإذا نجح بعض اللاعبين كـ أحمد هاني وكريم العراقي ججهة اليمين أو يحيى زكريا وكريم فؤاد يسارًا في تقديم حلول جديدة، فقد تصبح البطولة نقطة انطلاق لصناعة جيل قادر على حمل قميص المنتخب الأول بثقة أكبر.

