النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

لماذا الهرولة الالمانية لسد فراغ الوجود الفرنسي في الجزائر ؟

خريطة الجزائر
نوفل البرادعي -

- خبراء : برلين ستوقع شراكة استراتيجية شاملة مع الجزائر وعينها علي الغاز

الغاز الجزائري اولا واخيرا هو كلمة السر في التقارب الشديد للغاية بين برلين والجزائر في اعقاب القطيعة الجزائرية الفرنسية الاخيرة حيث اعتبر الخبراء والمحللين ان التقارب الالماني الجزائري يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة المميزة بين البلدين وعين برلين علي غاز الجزائر ولسد الفراغ الذي تركه الانسحاب الفرنسي من الحياة الاقتصادية الجزائرية علي خلفية الاختلافات الجوهرية بين الرئيس تبون وماكرون .

يقول الدكتور حسين العدوان خبير العلاقات الدولية ان المانيا هرولت بكل سرعة للتواجد في داخل السوق الجزائري بسلسلة من الشراكات المميزة بين الدولتين مستفيدة بتوتر العلاقات بين فرنسا والجزائر ولتمليء الفراغ الفرنسي الكبير في الداخل الجزائري وجاءت المانيا بعد إيطاليا والصين وتركيا وقطر وأمريكا هذه الدول التي قررت الدخول في شراكة استراتيجية مع الجزائر بعد أن توفرت الظروف المناسبة لإقامة مشاريع كبرى في بلادنا وتأكد للعالم نجاح المشاريع العملاقة في غار أجبيلات في الحديد والصلب و في القطاع الزراعي التي حققت إنتاجا أذهل العالم وإقامة مشروع السكك الحديدية الصحراوية ونجاح مشاريع التنقيب عن الذهب والفوسفات والكثير من المعادن الثمينة التي أقيمت في مختلف مناطق الجزائر لذا حضرت المانيا بقوة في السوق الجزائرية لتشارك بثقلها المالي وخبراتها التكنولوجية في استغلال الثروات الهائلة التي تتوفر في الجزائر التي أصبحت قبلة للمستثمرين الأجانب .

واضاف الدكتور العدوان ان التحاق ألمانيا بإيطاليا وتوقيع عشرات الاتفاقيات الاستراتيجية مع الجزائر والتي حققت نجاحا كبيرا تدخل ألمانيا على الخط لتغير المشهد الصناعي والتكنولوجي النافع لصالح الشعبين الجزائري والألماني لأن العالم ينظر إلى الجزائر بشكل مختلف فالجزائر بلد كبير في مساحته كبير بثرواته والجزائر محور غني بأنواع الطاقات المتجددة وهي فاعل دبلوماسي موثوق .

واشار العدوان الي ان الخاسر من توتر العلاقات الفرنسية الجزائرية هي باريس لأنه في غضون هذه الأثناء يواصل البعض في فرنسا إثارة النعرات من أجل استغلال ثروات البلدان التي استعمرتها سابقا ولازالت تهيمن على ثرواتها وكأنها وصية عليها ولا تقيم معها شراكة عادلة بل تبحث على شراكة النهب والسلب ولا ترضى بالتعامل على أساس المنفعة المتبادلة وهو ما رفضته الجزائر كما رفضت سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد ولا تزال فرنسا تعتقد أن الحنين إلى الاستعمار يمكن أن يحل محل الدبلوماسية الحديثة ولهذا اختارت ألمانيا الاستثمار واختارت إيطاليا والصين وأمريكا وتركيا التعاون وخرجت فرنسا كما سبق وان خرجت من الساحل الافريقي لصالح الروس.