السفير علي يوسف وزير خارجية السودان السابق في تصريحات خاصة للنهار : القضاء علي تمرد الدعم السريع ونزع سلاحه اولوية القوات المسلحة السودانية ومن بعدها السلام

- مصر تدعم السودان علي كل المستويات والتنسيق مع القاهرة علي مدار الساعة
- قواتنا المسلحة استعادت زمام المبادرة في مناطق كردفان والولاية الشمالية
- نتعاطي بايجابية مع الرباعية الدولية ودعوات الرئيس ترامب للسلام .
- موفد ترامب للسلام مسعد بولس علي اتصال دائم بمجلس السيادة
- الدعم السريع ودول اقليمية تطمع في ذهب وثروات السودان وارضه ومراعيه
في اعقاب ارتكاب ميليشيات الدعم السريع بمعاونة المرتزقة الاجانب سلسلة من اشد المجازر وافظعها ولم تشهد لها افريقيا من قبل مثيلا ووصلت بهم الي دفن الابرياء احياء في الفاشر ودارفور وفى ظل اشتعال وانفجار الاوضاع والحرب السودانية المستمرة منذ أبريل 2023 وتعقد المشهدين السياسي والعسكري تتزايد الأسئلة حول جذور الأزمة وافق ومسارات الحل وهل تنجح مبادرة مستشار ترامب مسعد بولس للوصول الي هدنة وهل سيلتزم الدعم السريع بها ومستقبل الدولة التى تواجه أخطر تحد وجودى منذ استقلالها لذا جاء اللقاء مع السفير علي يوسف وزير الخارجية السودانى السابق فى حوار شامل يكشف فيه الملابسات التى وقفت وراء اندلاع الحرب ودور الأطماع فى ثروات البلاد وتداخل الصراع بين الجيش وميليشيات الدعم السريع والحاضنة المدنية ويقدم يوسف قراءة نقدية لمبادرة اللجنة الرباعية ويتحدث بصراحة عن مخاوف التقسيم ومستقبل العملية السياسية وفرص الحسم العسكري وشروط نجاح المرحلة الانتقالية إذا توقفت الحرب كما يستعرض رؤيته لدور القوى المدنية وموقف الجامعة العربية ودول الخليج ويطرح تصورا عمليا لإنهاء الصراع وبناء سلام مستدام فى السودان .
يقول وزير الخارجية السوداني السابق علي يوسف في تصريحاته الخاصة للنهار بداية الازمة في السودان جاءت خلال عهد نظام الإنقاذ لم يكن الوضع مستقرا فى السودان حيث كان هناك صراعات داخل النظام نفسه نتيجة تمسك عمر البشير بالحكم وعدم تنحيه واستمرت هذه الحالة حتى بعد اندلاع الثورة ضد البشير وسقوط نظامه فى أبريل ٢٠١٩ وانتقل الصراع على السلطة بين الجيش السودانى وميليشيات الدعم السريع وظهيره المدنى الحرية والتغيير بغية أن يصبح محمد حمدان دقلو هو الرجل الأول فى السودان فى المرحلة التى تلى الإتفاق الإطاري الذى انتهى بعد انسحاب الجيش من المشاركة فى الورشة الرابعة التى بحثت دمج الدعم السريع فى القوات المسلحة السودانية وهو ما فتح الطريق أمام المواجهة التى اندلعت فى منتصف أبريل ٢٠٢٣ والأمر الآخر هو الأطماع فى ثروات السودان خاصة الذهب والمعادن فى باطن الأرض إلى جانب أن السودان يعتبر سلة غذاء العالم العربى وهو غنى بالمياه والأراضى الخصبة.
واضاف يوسف في تصريحاته الخاصة للنهار ان المبادرة الرباعية للسلام أطلقتها أربعة دول هى مصر والسعودية والولايات المتحدة والإمارات المتهمة بالوقوف خلف الدعم السريع وهى محاولة رسم خارطة طريق لوقف الحرب فى السودان ولكنها ووجهت بانتقاد كبير من جانب الحكومة وبعض القوى السياسية بسبب عدم إدانتها للانتهاكات التى ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد الشعب السودانى وترقى إلى كونها جرائم حرب وإبادة جماعية بالإضافة إلى أن المبادرة الرباعية تجاهلت الحديث عن مصير قوات الدعم السريع كمحاولة لإرضاء الشعب السودانى الرافض لأن يكون لها مكان فى مستقبل البلاد سياسيا أو عسكريا وهو أمر يعرقل إطلاق عملية السلام فى البلاد وأعتقد أن الحكومة السودانية تسعى إلى إضافة هذه التعديلات فى بيان ردها الذى يطالب بضرورة انسحاب ميليشيا الدعم السريع من المدن والأحياء المدنية إلى المعسكرات وهو أمر ضرورى لمعالجة الأزمة ونتعاطي مع مبادرات الرئيس الامريكي ترامب ومبعوثه مسعد بولس للحل بايجابية ونثمن ونقدر الدور المصري الداعم بقوة للشعب والقوات المسلحة السودانية ونقدم كل الشكر للمواقف الشعبية والرسمية المصرية .
واعتبر وزير خارجية السودان ان مسألة تقسيم السودان هى إحدى وجهات النظر التى طرحت ولكنها ليست صحيحة بشكل كامل لأن السودان قبل ذلك انفصل عنه الجنوب ولم تجرى هذه العملية نتيجة حرب مباشرة أو تدخل خارجي لكن باتفاقية سلام أقرتها الأطراف فى ذلك الوقت وإجراء استفتاء أسفر عن انفصال جنوب السودان وما نواجهه الآن يمكن أن يوحى بوجود سيناريوهات للتقسيم بعد إعلان حكومة موازية ومجلس رئاسي لكن هذه الإشارت تمثل خطرًا سياسيًا ولكن ليست قرار انفصال واستبعد أن يكون هناك استفتاء فى دارفور على غرار ما جرى فى جنوب السودان ولكن الشئ المؤكد أن الشعب السودانى يرفض التقسيم ويسعى لاستمرار الدولة بشكلها الحالي.
وشدد وزير خارجية السودان السابق علي أن أى حروب فى العالم تنتهى بالمفاوضات والاتفاقيات التى تتم تكون انعكاسًا للوضع العسكرى على الأرض ومن المؤكد أن الشعب السودانى يدعم جيشه وتم استنفار كامل وتجرى معارك كبيرة جدًا فى ولاية كردفان والميليشيا المتمردة ستدرك فى وقت من الأوقات أن الجيش السودانى يسيطر على أغلب المناطق التى كانت تحتلها الميليشيات وسيكون أمامها أمر واحد فقط وهو وقف الحرب وإنهاء التمرد والموافقة على خارطة الطريق الخاصة بتحقيق السلام وإنهاء الحرب والتى تشمل انسحابات شاملة من المناطق المحتلة.
وأكد السفير يوسف علي ان الأمر الأهم هو نجاح الحوار السودانى السوداني وتوصله إلى حلول مقبولة لمختلف القضايا الوطنية وشكل حكم البلاد بعد المرحلة الانتقالية والخطوط العريضة لدستور شامل وجديد إلى جانب الدخول فى مرحلة إعادة إعمار السودان بعد التخريب الكبير الذى جرى فى البنى التحتية بشتى المناطق والتدمير الممنهج التى تقوم بها ميليشيات الدعم السريع ومحاربة خطاب الكراهية والتقسيم العرقى والاجتماعى وهو شرط أساسى لعدم تكرار التجارب المريرة التى مر بها السودان وهذا يحتاج مبادرات متعددة لإطلاق مصالحة مجتمعية شاملة.
وعن إنهاء الحرب فى السودان قال السفير يوسف لابد أن يأتى بهزيمة ساحقة للدعم السريع وبعد ذلك اتفاق لاستكمال دمج الدعم السريع إلى جانب ثلاثة خطوات مترابطة وهو التسريح والدمج ونزح السلاح للميليشيات الأمر الآخر هو إنجاح المبادرات الشعبية السودانية على مستوى قيادات فى العمل الوطنى تجرى اتصالات مع القوات المتمردة وكذلك القوات المسلحة والحكومة للتوصل إلى صيغة حول إنهاء الحرب بناء على خارطة طريق واضحة للتوصل فى النهاية إلى السلام والاستقرار.

