التينور المصري العالمي رجاء الدين أحمد لـ ”جريدة النهار”: مشاركتي بإحتفالية المتحف المصري الكبير فخر لي وقدمنا الغناء الأوبرالي لنخاطب العالم كله

خبأ له القدر فرصة ذهبية للغناء بين ملوك الفراعنة العظماء، فتحقق حلم راوده من سنوات وأبدع بالهيروغليفية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير ليعبر عن قوة الماضي العظيم، انه المغني الأوبرالي العالمي التينور "رجاء الدين أحمد" الذي وصل صوته إلى العالم بطبقة هزت أرجاء المتحف ونالت اعجاب قادة وزعماء العالم.
جريدة "النهار" كان لها فرصة محاورته لمعرفة تفاصيل عن حياة الصوت المميز الذي حمل بين نبراته الفخر للغناء بإسم مصر.
إلى نص الحوار:
ماذا تمثل لك المشاركة في حدث تاريخي ضخم مثل افتتاح المتحف المصري الكبير؟
حلم كبير لطالما راودني، فمنذ عامين تمنيت في أحد الأحاديث الصحفية ان أغني في افتتاح المتحف المصري وبفضل من الله تحققت الأمنية، فهو حدث مهم بالنسبة لي كمغني أوبرا فبالرغم من غنائي على كل مسارح العالم، كان أكبر أهدافي أن أغني في بلدي مصر لأكون صوت مصر للعالم كله.
كيف تمت دعوتك للمشاركة في حفل الإفتتاح؟
تلقيت دعوه من المايسترو "ناير ناجي" للمشاركة في الحفل، فتربطني به صداقة قوية وهو أول من أعطاني فرصة الغناء في بدايتي الفنية قبل الإحتراف خارج مصر وحينما حدثني شعرت بالسعادة والفخر بإختياره لي.
حدثنا عن طفولتك ودراستك لفن الأوبرا؟
التحقت بالكونسرفتوار من عمر 7 سنوات وبدأت الغناء من سن الـ 14 ثم سافرت إلى فرنسا عقب التخرج وحصلت على منحه لدراسة الغناء الأوبرالي في باريس، ثم سافرت إلى إيطاليا لإستكمال دراستي وقمت بالمشاركة في ورش عمل عديدة ودخلت مسابقات كثيرة في إيطاليا ووصلت للمراحل النهائية في مسابقة بالسويد وفزت بجوائز من مسارح بولونيا بإيطاليا وكذلك البرتغال وجائزة أحسن تينور عام 2018 وجائزة الجمهور في مسابقة ببولندا كانت معده للأصوات الرجالية فقط، فرحلتي الغنائية شملت عدة دول أوروبية كإيطاليا وروسيا والمانيا والصين.
كان هناك انتقادات من بعض رواد السوشيال ميديا حول تقديم الفن الأوبرالي في الاحتفالية.. ماتعليقك؟
بدايةً، مصر لديها داراً للأوبرا منذ عام 1861 حينما أراد الخديوي إسماعيل أن يوجه دعوه للموسيقار الايطالي "جوزيبي فيردي" وطلب منه كتابة عمل خصيصاً عن مصر ليفتتحوا قناة السويس في دار الأوبرا الملكية، فلا يصح أن يكون لدينا في مصر هذا النوع من الفن الراقي منذ الآف السنين ونرى انتقادات لعدم تذوقه من البعض، فأنا أدرك عدم استساغة البعض لهذا الفن لضعف انتشاره.
لكن نحن نقدم فن يخاطب العالم كله فالغناء الأوبرالي في المتحف المصري الكبير كان بمثابة اللغة التي تتفهمها جميع الدول، ولو كان الأمر محلي ومتعلق بمصر فقط أو المنطقة العربية كان من الممكن تقديم نوع آخر من الغناء، كما انه في أوروبا وأمريكا، البعض لا يفضل موسيقانا العربية لكن الأوبرا فن عالمي كالبالية أو الرقص أو الأوركسترا السيمفوني، فأنا أرى ان الحفل كان به تنوع ما بين الغناء العربي والقبطي والتواشيح والأوبرا.
ماذا يمثل لك الغناء أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
شرف كبير الغناء أمام سيادة الرئيس، فمنذ حدثوني عن افتتاح المتحف أُصبت بمفاجأة لثقل حجم المسئولية الملقاه على عاتقي وكل ما رادوني التفكير فيه هو كيفية تقديم مصر للعالم بأقوي وأفضل صورة، فتمنيت ان ينال العرض اعجاب الرئيس وايصال رسالة للعالم تمثل قوة مصر بصوتي.
التحديات التي واجهتك خلال الحفل؟
لم يكن هناك صعوبات بالمعنى المعروف لكن حينما طلب مني الموسيقار "هشام نزيه" غناء موسيقى بدون كلمات فكان المطلوب مني هو تمثيل قوة الحضارة المصرية بالصوت فقط وهذا كان محور تركيزي ان يشعر الجمهور بقوة الموسيقى وقوة الحضارة المصرية القديمة معاً.
صف لنا كيف كانت ردود الأفعال حول الحفل من الغرب؟ وما صدى افتتاح المتحف لديهم؟
عقب الحفل مباشرة تلقيت العديد من الإتصالات من كل دول العالم للتهنئة على الإحتفال وعبر صفحتي الشخصية على الفيسبوك قاموا بمشاركة أجزاء من الإحتفالية والتعليق بلغتهم على مقاطع الفيديو واعربوا عن عزمهم المجئ لمصر لزيارة المتحف، وبالتالي كان الإقبال على المتحف في اليوم التالي مُبهر، المتحف حدث كبير وبأمر الله سيُحدث نقله قوية للسياحة في مصر.


